هبل، اللات، العزى، منات الأخرى، أصنام عبدها العرب القدماء قبل الرسالة المحمدية، و سارت تعبد شريكا مع الله في الخلق و الأقدار و الأرزاق بل و تهب الحياة و الموت، المرض و الشفاء، لا طعم للحياة بدون عبادتها ولا لون، وجوهر حقيقة الأمر أن عبادتها كان في البداية انحرافا عقائديا تحول بعد ذلك إلى منظومة مصالح اقتصادية و اجتماعية وسياسية كذلك حيث باتت الرحال تشد إليها من كل أطراف الجزيرة العربية إلى مكة حيث تنشط حينها تجارة القرابين المقدمة إلى الأصنام من أنعام و ذهب و فضة بل و ينحر الأبناء في بعض الأحيان حتى ترضى الآلهة الصنم و منحت الريادة و السيادة لسكان مكة على العرب قاطبة خصوصا قريشا و جداولها العرقية. إن التعلق بالأصنام حينها و حماية معتقدها و الدفاع عن حوزتها لم يزد عن التعلق المصلحي البرغماتي لقريش و بني عمومتها بدليل مساومتها للرسول صلى الله عليه و سلم بالتناوب على عبادة الله سنة و عبادة أصنام قريش سنة أي التنازل عن عبادة الأصنام لعام بأكمله، فأي إلاه هذا الذي تترك عبادته لسنة و أي معتقد هذا يرمى و يتخلى عنه لسنة كاملة، مما يستنج منه أن قريشا عندما كانت تحارب باسم حوزة الأصنام إنما كانت تدافع عن مصالحها المالية و الاجتماعية و غير ذلك و ليس دفاعا عن إيمانها العقدي. هو هو نفس الأمر تعيشه الرياضة المغربية اليوم، لقد حولت القواعد الرياضية المغربية، نقصد بالقواعد كل من بعض الأندية و بعض العصب و بعض الرياضيين وبعض المسيرين، هذه الشريحة المستغنمة و المستفيدة من خيرات البقرة الحلوب الرياضة، حولت بعض الأسماء القيادية بالرياضة الوطنية سواء رؤساء جامعات أو أندية أو مسؤولي كيانات رياضية مغربية أو موظفين سامين بالأسلاك الرياضة الوطنية إلى أصنام بشرية و إلاه الرياضة المغربية يقدم إليها الاحترام و التقدير إلى حد طقوس الربوبية و التبتل والتعبد وكأنهم أصنام قريش التي عبدت و تألهت إلى حد خوض الحروب من أجلها و هو ما تقوم به شريحة عريضة من قواعد الرياضة المغربية . إن الإستصنام البشري الذي خلقته قواعد الرياضة المغربية، تلك القواعد الهشة و الضعيفة و منها المتورط أو الذي يورط في ما تعلمون، جعل الرياضة الوطنية رهينة أسماء تبث فشلها خلال 3 دورات أولمبية من أثينا 2004 إلى بيجين 2008 و صولا إلى لندن 2012 و اليوم تذرف عليهم الدموع و تصيح الحناجر و ترفع إليهم أكف الضراعة من القواعد الرياضية الهشة حتى يرضى صنمهم البشري و يقبل البقاء إلى أولمبياد ريوجانيرو 2016. إن المصالح الاقتصادية التي تتخذ من درع الرياضة واقيا لها و مصالح سياسية تتخذ من الرياضة آلية تسويقة لها و مصالح اجتماعية حيث يتوفر أصاحبها على الثروة ولا تنقصهم إلا المكانة الاجتماعية تشكل الرياضة مصعدهم السهل لسطح المجتمع و بسرعة ضوئية، تجعل ذئاب الرياضة المغربية تمعن في إضعاف القواعد الرياضة الهشة أصلا حتى يتحولوا إلى أصنام بشرية تصيب ولا تجانب الصواب أبدا. لقد جاءت الرسالة الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2008 شارحة فاحصة تحدثت بلغة ما بال الرجل و ما بال الأقوام في إشارة إلى أصنام الرياضة المغربية عساهم أن يخجلوا و يرحلوا في سكون و هدوء إلا أنهم صدقوا حقيقة أنهم آلهة الرياضة المغربية الأولى بلا ابتداء و الآخرة بلا انتهاء فشيء من الخجل.