وأنا أتأمل واقع الرياضة المغربية يتبادر إلى ذهني مقطع الممثل الأمريكي كيفن كوسنير في فيلم الرقص مع الذئاب و هو يلاعب الذئب ذي الفرو الجميلة و العينين الخضراوين لكن مخالبه قوية كأسنان فكيه الحادتين التي لا ترحم، الرياضة المغربية اليوم غنية بالكفاءات و الطاقات و الامكانيات كذلك ، الكفاءة سواء التقنية أو الطبية أو التدبيرية أو الإعلامية لكن أين هي ؟ ولماذا لم تطفو على السطح ؟ و لماذا لم تتفتق قوتها و عبقريتها لتثمر أفكارا ثم خططا ثم برامج واعية طموحة لتتوج على منصة التتويج ذهبا أو على الأقل فضة بل سنقنع بالنحاس في مثل هذه الظرفية الرياضية المسكينة الطاقات، نعم الطاقات على جميع مستويات الرياضة المغربية بمختلف أجناسها سواء الفردية أو الجماعية برعما ، فتيا ، شابا أو كبيرا موجودة بقوة و بوفرة في السهول و الأودية في البوادي و الحضر لكن أين هي ؟ و لماذا لا تصل إلى التتويج ؟ و لماذا تقبر قبل أن تنضج؟ الإمكانيات: مخطأ من يعتقد أن الرياضة المغربية فقيرة مفلسة لا درهم لها و لا ريال، و من يضحك على الرأي العام المغربي بأن ميزانية وزارة الشباب و الرياضة المغربية لا تمثل إلا 0،9% من ميزانية الدولة المغربية هو حق يراد به باطل، فممتلكات وزارة الشباب و الرياضة تفوق 400 مليار سنتيم من العقارات و مداخيل المغربية للالعاب يفوق الملايير شهريا ورأيمال صندوق تنمية الرياضة الوطنية يصل إلى 500 مليون درهم، و عائدات الإشهار و الاحتضان و حقوق البث و غيرهم تفوق الملايير ، فأين تذهب ؟ و فيما تنفق؟ و كيف تنفق؟ وفق أي مخطط تنفق؟ و من ينفقها ؟ خصوصا و أن معظم ميزانية وزارة الشباب و الرياضة منذ الاستقلال يصرف في التسيير؛ إن هذه الكفاءة المغربية المطمورة و هذه الطاقة المردومة. وهذه الإمكانية المهدورة قاسمها المشترك انها ترقص رقصة الديك المذبوح مع ذئاب الرياضة المغربية التي عرفت بذهائها و مكرها الخادع وبقدرتها على التأقلم و الصراع من أجل البقاء بقوة و بشراستها التي لا ترحم، الفرق بين كيفن كوسنر الممثل الأمريكي وهو يرقص مع الذئب انه استطاع ترويض هذا الحيوان المفترس بل و نسج صداقة معه لدرجة الرقص و المرح و اللهو معا، لكن الكفاءة المغربية و الطاقة المغربية والامكانيات المغربية في الرياضة ترقص لا مرحا ولا فرحا ولا لهوا مع ذئاب الرياضة المغربية بل قهرا و غضبا و معاناة من التجبر و الديكتاتوقراطية وقمع و تسلط الاستصنام البشري الذي غيب الديمقراطية أو بتعبير آخر من الديموحرامية الرياضية بواقع الرياضة المغربية تلك الديموحرامية التي تفوقت على إبداع و فن شيكسبير عبقري المسرح، لتنتج كتابة و إخراجا و تمثيلا مسرحيات هزلية و تراجيدية في نفس الوقت حيث يتم لعب دور الرحل الديمقراطي الذي يحرس على تطبيق اللقانون بكل ديمقراطية أن ترقص مع ذئاب الرياضة المغربية يعني أن تموت الكفاءة و الطاقة و الإمكانية في صمت تحت غطاء التواطؤ وأن ترقصك ذئاب الرياضة المغربية فهذا يعني استعمالك أو تذويبك او تدجينك لتبقى دار لقمان الرياضي ( وليس الحكيم) على حالها، وهو حال لا يعجب كل غيور على الرياضة المغربية و حال لا يبشر بخير على الأقل في أفق أولمبياد 2016 ( كما توقعنا لأولمبياد 2008 و 2012). في غياب أفق كنس الرياضة المغربية من ذئابها المسعورة التي تستعير من الافاعي عملية سلخ الجلود و استنبات غيرها بألوان زاهية خداعة و مغايرة فتارة تجدها في جلد جلدة كرة القدم و تارة في جلد جلدة قفاز الملاكمة و تارة في جلد جلدة كرسي في منصب جامعة أو مديرية بوزارة الشباب و الرياضة أو غيرهما من الأجسام الرياضية، يتقاسم ذئب كيفن كوسنر مع ذئب الرياضة المغربية ذاك اللعاب السائل من بين فكي انيابهما الغادرة لتنهش اللحم و العظم و كل شيء، لقد بالغت ذئاب الرياضة المغربية في الاستعارة من الأفاعي لتسطو على سمها الناقع و تثبته بين أسنانها المفترسة لتفتل الكفاءات والطاقات والامكانية.