تنصيب عبد العزيز زروالي عاملا على إقليم سيدي قاسم في حفل رسمي    المعهد الملكي الإسباني: المغرب يحسم معركة الصحراء سياسياً ودبلوماسيا    توقيع إعلان نوايا بين المملكة المغربية ومملكة السويد لتعزيز التعاون في مجال العدالة    مجلس النواب.. لجنة المالية والتنمية الاقتصادية تصادق على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2026    انطلاق أشغال تهيئة غابة لاميدا بمرتيل ، للحفاظ علي المتنفس الوحيد بالمدينة    أجواء غائمة وممطرة في توقعات طقس الأربعاء    مأساة بخريبكة.. وفاة خمسة أشخاص من عائلة واحدة غرقا داخل صهريج مائي    "جيروزاليم بوست": الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على الصحراء يُضعِف الجزائر ويعزّز مصالح إسرائيل في المنطقة    برادة يدعو الآباء والأمهات إلى مساندة المؤسسات التعليمية بالمواكبة المنزلية    الركراكي يرفع إيقاع "أسود الأطلس"    دعم المقاولات الصغرى بالمغرب .. "الباطرونا" تواكب والأبناك تقدم التمويل    مؤتمر نصرة القدس و"معا للقدس": أية قوة يتم إرسالها لغزة يجب تحديد ولايتها بواسطة مجلس الأمن بالتشاور مع الشعب الفلسطيني    انتخابات العراق: ما الذي ينتظره العراقيون من مجلس النواب الجديد؟    هجوم انتحاري خارج محكمة في إسلام آباد يودي بحياة 12 شخصاً ويصيب 27 آخرين    ماكرون يؤكد رفض الضم والاستيطان وعباس يتعهد بإصلاحات وانتخابات قريبة    "لارام" تدشن أول رحلة مباشرة بين الدار البيضاء والسمارة    التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب وإيران في نهائي "الفوتسال"    مونديال أقل من 17 سنة.. المغرب يتعرف على منافسه في الدور المقبل    شراكة بين "اليونسكو" ومؤسسة "المغرب 2030" لتعزيز دور الرياضة في التربية والإدماج الاجتماعي    اتفاق مغربي سعودي لتطوير "المدينة المتوسطية" بطنجة باستثمار يفوق 250 مليون درهم    الحموشي يتقلَّد أرفع وسام أمني للشخصيات الأجنبية بإسبانيا    تحيين مقترح الحكم الذاتي: ضرورة استراتيجية في ضوء المتغيرات الدستورية والسياسية    الرصاص يلعلع بأولاد تايمة ويرسل شخصا إلى المستعجلات    مديرية الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج ورياح قوية بهذه المناطق المغربية    بنسعيد في جبة المدافع: أنا من أقنعت أحرار بالترشح للجمع بين أستاذة ومديرة    "رقصة السالسا الجالسة": الحركة المعجزة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر    "الفتيان" يتدربون على استرجاع اللياقة    استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    التدبير‮ ‬السياسي‮ ‬للحكم الذاتي‮ ‬و‮..‬مرتكزات تحيينه‮!‬ 2/1    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    قراءة تأملية في كتاب «في الفلسفة السياسية : مقالات في الدولة، فلسطين، الدين» للباحثة المغربية «نزهة بوعزة»    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    مراكش تحتفي بعودة السينما وتفتح أبوابها للأصوات الجديدة في دورة تجمع 82 فيلما من 31 دولة    والآن سؤال الكيفية والتنفيذ .. بعد التسليم بالحكم الذاتي كحل وحيد    حادثة سير خطيرة بالطريق السيار العرائش – سيدي اليماني    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    برلمانية تستفسر وزير التربية الوطنية بشأن خروقات التربية الدامجة بتيزنيت    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    بموارد ‬تقدر ‬ب712,‬6 ‬مليار ‬درهم ‬ونفقات ‬تبلغ ‬761,‬3 ‬مليار ‬درهم    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرد علي الرباعي المسؤول: الإخوة القرضاوي والغنوشي والريسوني وأرسلان
نشر في هسبريس يوم 14 - 07 - 2013


بسمه تعالى
انقلاب عسکري أم سنة تاريخية في هذه الأمة؟
الرد علي الرباعي المسؤول: الإخوة القرضاوي والغنوشي
والريسوني وأرسلان
اطلعت في يوم واحد علي ما صرح به علماء أهل مصر وشمال أفريقا: الإخوة يوسف القرضاوي والغنوشي والريسوني وأرسلان حفظهم الله تعالي وهداهم وإيانا إلي ما فيه خير الدين والدنيا، فأحببت أن أرد عليهم جميعا لإتحاد الموضوع الذي تکلموا فيه وهو الإنقلاب الأخير في مصر. کما لم أتردد من قبل في الرد علي ما جاء في النداء الذي وجهه الشيخ القرضاوي إلي الحجاج من أجل الدعاء علي ايران المسلمة و حزب الله المقاوم.
ان القيام بالرد في وقته تکليف شرعي لا أجد منه بدا ولا عنه محيصا لأن وحدة الأمة في خطر ومسؤولية العلماء کبيرة جدا، وکل تقصير في فهمها أو آدائها يکون موبقا للعلماء أنفسهم ومهلکا لأتباعهم أيضا فليکن ردي اليوم علي هذا الرباعي المسؤول بالحکمة والموعظة الحسنة وبالتتابع هکذا:
- علي فتوي الشيخ القرضاوي بالتمسک بشرعية مرسي
- علي نداء الشيخ الغنوشي الي أهل مصر.
- علي کلمة الأستاذ الريسوني وفضيحة الديمقراطيين.
- وعلي الأستاذ أرسلان وموقف جماعته المتجدد.
ثم نختم بتشخيصنا للموضوع ورؤيتنا للمسألة من سطح أعلي دون استناد منا إلي مرجعية عالم مشهور أو فتوي عالم مغمور، بل نتحري في ذلک استنطاق المصدر الإسلامي الذي يؤمن به کل مسلم وهو القرآن الکريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، دون اصطدام ببديهيات السياسة الشرعية وما وافقها من إجماعات وضعية.
1- الرد علي القرضاوي
أ- إن الشرعية التي استندتم إليها ظاهرية وتنهار عند التأمل فيها وتمحيصها. إننا نقرأ في کتبنا وکتبکم أن إمام المسجد اذا کره المؤمنون الصلاة خلفه لم يکن له ليؤمهم وهم له کارهون. ومن المعلوم أن کثيرا من الإخوان جعلوا من الدکتور مرسي إماما للمسلمين حتي زعموا أن الملائکة تصلي خلفه وکذلک الأنبياء والمرسلون. لقد کان ينبغي له کإمام للمسلمين أن يتنحي طواعية بعد أن کرهه أکثر من ثلاثين مليون مصري.
ب- قلتم في الفتوي: إن مرسي لم يأمر بمعصية ...ولا شک أنکم في ذلک ناظرون الي صغائر الذنوب لا کبائرها: ألم يخاطب الرئيس مرسي رئيس الکيان الصهيوني بصديقي العزيز؟ ألم يقل له "في بلادکم" اعترافا منه صريحا بأن فلسطين السليبة بلادهم، وهذه - مهما کانت الدواعي التي أملتها- موبقة من الموبقات فهل کان الرئيس مرسي يعلم أنه سيعيش طويلا أو يبقي رئيسا حتي إذا ما توفرت لديه ولمصر مقومات الدفاع وأسباب القوة قام باسترداد الحقوق وأبطل بالفعل ما أثبته بالقول بحيث لا تأخذه في ذلک لومة لائم؟؟ إن هذا فهم خاطئ وأبتر للفقه السياسي الذي يجب علي کل من تصدي للرئاسة والمسؤولية العظمي أن يحيط بدقائقه فضلا عن مبادئه وحقائقه. ألم تر أن السيد الخميني رحمه الله قد قطع العلاقات مع الکيان الصهيوني رغم الضغوط والحصار والحرب المفروضة عليه مدة ثمان سنوات؟ شتان ما بين الموقفين!
ج- قلتم: القرآن والسنة مع الرئيس مرسي! کبرت کلمة يا جناب الشيخ! ودون اثبات هذا القول منکم خرط القتاد: القرآن الکريم يقول :" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصري أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منکم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" "فتري الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشي أن تصيبنا دائرة فعسي الله أن يأتي بالفتح أو أمرمن عنده فيصبحوا علي ما أسروا في أنفسهم نادمين "الآيتين 51 و52 من سورة المائدة.
والدکتور مرسي يسارع في ولاية الأمرکيين والصهاينة وقطع العلاقة مع المقاومين في الشام وخارجها وتولي أمراء الترف والبذخ. الآيات السابقة وغيرها من محکمات القرآن الکريم لا تغيب عن أمثال جنابکم ولکن حبک للشيء يعمي ويصم! أما أن السنة مع الدکتور مرسي فهذا أيضا غير ثابت بل الثابت خلافه: في أول دستور إسلامي وضعه الرسول الأکرم (ص) بعد هجرته الي المدينة المنورة ضمن الحقوق المشروعة للمسلم وغير المسلم، للمهاجرين و الأنصار، لليهود والنصاري فکيف سمح أو خطط الرئيس مرسي لأقصاء معارضيه ومنافسيه وفيهم ذوو کفاءات عالية لکنهم غير منتمين الي جماعته، ليضع مکانهم رجالا ونساء قد لا يکون لأحد من الکفاءة إلا تحديق لحيته ولا لإحداهن إلا التفنن في أشکال الجلباب والحجاب والنقاب.
لقد کان الرسول (ص) يعتمد في إنجاز الأمور المهمة علي أصحاب الکفاءات - ضمن شروط محددة – و لو کانوا غير مسلمين فراجعوا السيرة النبوية لتقفوا علي ذلک مجددا.
د- ثم ذکرتم أن الدکتور أحمد الطيب رئيس هيئة العلماء في الأزهر الشريف قد أخطأ في مساندته الجيش لعزل الرئيس مرسي. لکنکم- وقد اعتمدتم في تخطئته علي الشرع و السيرة الشرعية- انتم المخطئون لا شيخ الأزهر وذلک لأنه وافق في قوله وفعله سيرة کبار صحابة رسول الله (ص):
انکم جميعا تعلمون أن تنصيب إمام المسلمين قد تم علي يد رسول الله في غدير خم بعد حجة الوداع ليکون ملاذا للأمة بعد رحيل رسولها، في حديث شريف مشهور ومروي بطرق کثيرة في کتب أهل السنة والجماعة وفيه: "...من کنت مولاه فهذا علي مولاه... اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه..." وبايعه الصحابة وهنؤوه بالولاية العامة ومع ذلک لما رأت قريش المسلمة أنها رغم اسلامها لا تتحمل خلافة علي بن ابي طالب لکبريائها وأحقادها من جهة ولتميزه عليها في کل شيء من جهة أخري. اجتهدت - قريش- في تنحية الإمام الشرعي ووافقها علي ذلک ثلة من المهاجرين والأنصار، وربما کان ذلک منها أخذا بأخف الضررين أو تجنبا للفتنة – مع أن الفتنة کل الفتنة فيما وقع ضدا علي الوصية النبوية الشريفة لأنه(ص) کان الأعرف بما يصلح لأمته من بعده-
ثم انکم لا يجوز لکم تخطئة الدکتور أحمد الطيب والفريق عبد الفتاح السيسي في عزل الرئيس مرسي بعد سبق تقديمهما البيعة له إلا إذا خطأتم سلفهما الصالح من أمثال طلحة والزبير اللذين بايعا عليا عليه السلام ثم نکثا بعد ذلک وخلعا بيعته- فکيف تلوم الدکتور أحمد الطيب علي عمل سبقه إليه السلف الصالح؟ ان شيخ الأزهر هو الموافق لسنة الصحابة لا أنتم يا جناب الشيخ فإنکم إنما جاريتم قواعد اللعبة الديمقراطية ومستلزماتها.
وأخيرا قلتم في الشرط الثاني (لشرعية الحاکم) ألا يأمر الشعب بأمر يخرجهم عن دينهم ويدخلهم في الکفر البواح ومن المعلوم أن الدکتور مرسي – وقد أراد من باب السياسة وجمع الأتباع في مواجهة جبهة الإنقاذ المصرية- استمال إليه شيوخ السلفيين التکفيريين الذين يبيحون دم المسلم وعرضه وماله!!ثم لم يکتف بذلک حتي أباح الجهاد في سوريا بدل فلسطين، وهو يقرأ في کتاب الله تعالي: " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"الآية 93 من سورة النساء.
إن هواه وحبه لجماعته المنتشرة في الشام وحرصه علي أن تکون شوکة السلفيين المصريين الي جانبه في الصراع مع خصومه أعمته وأسقطته في کبيرة من الکبائر. ألم يقتل شهداء الجزية زاوية أبي مسلم تحت غطاء هذه السياسة الرعناء من مرسي وحکومته؟!
لکنکم معشر اخواننا من علماء هذا الزمان – تضخمون الصغير وتستصغرون الکبير، فضاعت البوصلة من بين أيديکم في فتنة وصفها الرسول الأکرم (ص) بأنها: " تذر الحليم حيران".
2- الرد علي الشيخ الغنوشي.
أ- ناشدتم جماعة الإخوان والمؤيدين لمرسي المعزول البقاء في الساحات والميادين ويلزم من ذلک کثير من الفوضي وإراقة الدماء، وهذا يخالف ما ذهب اليه سلفکم الصالح من القبول بإمرة کل متغلب بسيفه اذا استتب معه الأمن وحقنت الدماء ووجبت طاعته ولو کان فاسقا غير مجاهر بفسقه...
ب- انکم تؤيدون الرئيس المخلوع وسياسته لأنکم اتبعتم في تونس نفس النهج وتعززتم بالغربيين وبالسلفية التکفيرية التي تبيح دم المسلم وعرضه وماله ونبش القبور وهدم المزارات.
في مصر وقع التحريض – بغطاء من ولي الأمر- ان لم نقل بحثه عليه- علي قتل الشيخ الأزهري حسن شحاتة ورفاقه رحمهم الله تعالي، وکذلک علي مرأي ومسمع منکم في تونس وقع اعتداء علي الناشط السياسي بلعيد... فکيف تبقي لکم الحکومة وأنتم عاجزون عن ضبط الأمور ومعاقبة الجناة؟ الأدهي من ذلک أنکم في أدبياتکم تميلون اليهم وإلي أفکارهم ميلا شديدا وتقولون لهم: "هؤلاء أهدي من الذين آمنوا سبيلا" من الآية 51 سورة النساء.
ت- قلتم في ندائکم: هل تصمدون في مواجهة أشتات المتآمرين..! کيف يکونون أشتاتا وقد زادوا علي ثلاثين مليونا؟!
ثم هذه دعوي صريحة من جنابکم إلي إشعال حرب أهلية تأکل أرض الکنانة کما فعلت بأرض الجزائر من قبل لتصير مصر بعد ذلک أکلة سائغة لمن يتربص بها الدوائر!
کل هذا بسبب اغترارکم بأموال الخليج و وعود أمرائه لکم بالتأييد لبناء صرح الخلافة العتيد، وهيهات أن تؤتي بيوت الفلاح من غير أبوابها. هنا يستحسن مني أن أقول لکم ما قلت لأخينا إسماعيل هنية بعد أن أکب علي يد الشيخ القرضاوي يقبلها: لا تقبل يد من انتفخت جيوبه بدولارات الخليج فراح ينفخ في نار الفتنة أينما حل و ارتحل. تعس النافخ و المنفوخ...
سوف تري اذا انجلي الغبار أفرس تحتک أم حمار.
وبعد تحذيري هذا بأيام صدق ماذکرت لزعيم الحماسيين.
وأنت ياأخي الغنوشي ما زلت في فسحة من أمرک فانظر ما ذا تري، وإلا فإن دورکم قادم لا محالة، و لا نقول هذا شماتة ولا مسايرة لما يذهب إليه العلمانيون من خصومکم – من ظن هذا فينا فهو آثم وواهم – ولکن للقاعدة القرآنية التي تقول: " إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم و إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له و ما لهم من دونه من وال " الآية 11 من سورة الرعد.
ولذلک أقترح علي جنابکم أن توجهوا نداء آخر شجاعا، نداء عالم رباني قادم عل حساب عسيرلتقولوا فيه: " أيها الإخوان الشجعان في مصر، أيتها الکتلة المؤمنة بربها، ارجعوا إلي بيوتکم وخذوا بمحاسبة نفوسکم لأستخراج ما فيها من دغل – ان کان – ثم ليبدأ النقد الذاتي في نواديکم ومساجدکم لعلنا نصلح أنفسنا وجماعتنا قبل أن نسعي لإصلاح الآخرين.."
إنکم تعلمون أن الفقه السياسي المبني علي أسس متينة له الأولوية و الأسبقية علي الحراک السياسي.
وإنه لخير لکم أن تقدموا علي ربکم بهذا الفشل الذريع لجماعتکم في عملها السياسي من أن تقدموا عليه بحقوق الآدميين ودمائهم تحملونها علي ظهورکم:
"وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسؤلن يوم القيامة عما کانوا يفترون" الآية 13 من سورة العنکبوت.
3- الرد علي الأستاذ الريسوني
أ- قلتم إن ما وقع فضيحة للدمقراطيين... و لم تلتفتوا الي أنها فضيحة للإسلاميين أيضا، بل فضيحتهم أدهي وأمر:
لأن لعبة الديمقراطيين کما هي عليه اليوم دينها و ديدنها الصراع علي النفوذ واستعمال کل الوسائل – نزيهة ومشبوهة – للوصول الي الأهداف المرسومة.
أما الإسلاميون من أهل السنة والجماعة – لأن لنا کلاما آخر مع إخوتنا الشيعة الإمامية نرجئه الي حينه- فهم يحملون کما يزعمون هموم الدين والمواطنين في قلوبهم وعلي عواتقهم فکيف سمحت لهم أنفسهم أن يدخلوا في أمر لايعرفون المخرج منه ولا کيفية تدبير شأنه – رغم کيد الکائدين – لإعطاء الناس ما ينتظرونه من الإسلام: الأمن والإستقرار والعدالة والرحمة في شتي ميادين الحياة؟؟
ب- إنکم اجتهدتم – مشکورين – في فقه المقاصد الشرعية فکيف غابت عنکم هذه الحقائق:
- ان فاقد الشيء لا يعطيه
- ان الاستعانة بعدوک علي الظالم جهالة وحماقة
- انه تعالي منع النصر عن الراکنين الي الذين ظلموا ( الآية 113 من سورة هود)
فکيف قبلتم أن تعينوا الظالمين وتأخذوا من الأموال التي بحوزتهم وفيها حقوق أزيد من
مليار مسلم .
- وأن "التوحيد والإصلاح" کان عليه أن ينأي بنفسه عن الشأن العام حتي يعرف ما له فيه وما عليه وحتي يشترط لنفسه ( ولا تقف ما ليس لک به علم...)
- وأن هناک ضابطة قرآنية بنيوية لو استوعبتموها لفضلتم – جنابکم – العيش في الأدغال و الکهوف علي الدخول فيما لا مخرج لکم منه الآن إلا بالتوبة النصوح. وهذه الضابطة قد ذکرتها في محاضرتي الأخيرة حول حقوق المغاربة في القدس الشريف وهي : القرآن الکريم جمع بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي (في سورة الإسراء) والرسول (ص) جمع بينهما في الإسراء والمعراج وفي الأحاديث والأخبار؛ والصحابة الکرام جمعوا بينهما حتي فتح الله لهم أبواب القدس الشريف ،وأجدادنا وأجدادکم من المغاربة في شمال إفريقيا والصحراء الکبري جمعوا بينهما في کل موسم حج أو عمرة وفي الجهاد الي جانب إخوانهم المشارقة لتحريره من يد الصليبيين الغزاة... لکن خلف من بعد هؤلاء خلف فرقوا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي فآمنوا ببعض وکفروا ببعض وقالوا لا بأس أن نکون في خدمة الحرمين المکي والمدني ونتفاوض مع الصهاينة علي فلسطين وحقوق أهلها المهجرين فنتبادل أرضنا بأرضنا ونتنکر لکل مقاومة لهذا الظلم الصارخ... فکيف ساغ للسلفية وللإخوان المسلمين أن يقبلوا بهذه البدعة في سيرة السلف الصالح وهذه المخالفة الصريحة لما جاء القرآن الکريم به والسنة النبوية الشريفة؟
فهلا قلت للناس وأنت الفقيه الأصولي: من جمع في عقيدته وولائه الديني بين الحرم المکي والحرم القدسي فله ولاؤنا السياسي دون تردد ولا تحفظ ومن فرق بينهما فنحن منه براء! لا نکفره ولا نخرجه من الملة ولکن لا نجالسه ولا نؤاکله و لا نصافحه بل نحارب أفکاره ونرد دعواه بکل ما أوتينا من قوة ومهما کانت العواقب، ثم نبحث في شرق هذه الأمة وغربها علي من لم يفرق في ولائه بين الحرم المکي والحرم القدسي فإذا وجدناه واليناه وأحببناه في الله ووضعنا يدنا في يده بدل أن نحشره في زمرة الملاحدة والمسيحيين کما جاء في إحدي کلماتکم!
4- الرد علي الأستاذ أرسلان
أ- بعد وفاة حجة الإسلام السيد عبد السلام ياسين تغمده الله برحمته الواسعة وبعد بزوغ نجم الإخوان المسلمين في سماء هذا الربيع العربي المضرج بالدماء والجراح، أخطأتم أخي الکريم- في قيادة جماعة العدل والإحسان- عندما أقدمتم علي التعديل المخل في بوصلتها فرکبتم تيارات أخري عن غير بصيرة أو بينة من ربکم فطرتم علي جناح اللهفة الي إخوان ترکيا وإخوان الجزائر – وهم إخواننا أيضا- إلا إننا کنا نظن أنکم أقرب منهم مودة وهم أکثر الناس اغترارا بکثرتهم وصلفا ( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا)! و هذا يعني – في نظرنا المتواضع – بدء انجرارکم إلي اللعبة الخطيرة التي تعرفون ما بعدها من مزالق وکوارث.
کنتم في عهد السيد الأستاذ أصلا ثم صرتم بعده فرعا من الفروع قد لا يسمن ولا يغني من جوع.
ب- لقد مشيتم إذن في رکاب من يبحثون عن الحکم والسلطة مهما کانت الوسائل والنتائج وبذلک دخلتم من حيث تشعرون أولا تشعرون في الدوامة التي طالما تجنبها المرشد رحمة الله عليه. ألا تعلمون أن المخزن همه الوحيد هو البقاء في السلطة المطلقة وکل المکونات السياسية والإجتماعية والفکرية داخل الوطن وخارجه مرحب بها بشرط قبولها بقواعد اللعبة. إن دخولکم في فلک جماعة الإخوان حفظهم الله من کل فتنة وهداهم و إيانا الي التي هي أقوم، مؤشرواضح علي التغير في مواقفکم الأصيلة واستعدادکم المعلن أوالمکتوم لاقتحام المجهول ("ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها الا يسيرا" الآية 14 من سورة الأحزاب)
لا شک أن دورکم – وقد سلکتم هذا المسلک الجديد- سوف يصل لتکونوا ورقة أخري بيد المخزن کما استهلکت من قبل أوراق الاستقلايين و الاشتراکيين و الحرکيين وغيرهم...
نحن نعارض التلاعب بالدين والسياسة الشرعية في بلادنا لکننا لا نکفر أحدا و لا نحمل سلاحا ضد من يقول لا إله إلا الله بل نسعي للإصلاح – علي طريقتنا ومن الداخل- دون المشارکة من قريب أو بعيد في تدبير الشأن العام أو حتي في تدبير الشؤون الدينية التي تستغل في غالب الأحيان لخدمة الکرسي وتکثير الأتباع و تدجين العقول و العزائم.
ليس هذا تطرفا ولا تعصبا بل الواقع الذي تعرفونه حق المعرفة أملي علينا هذا الموقف...نعم ستصل نوبتکم وتصل أيضا -ولو بعد حين- نوبة إخواننا الشيعة داخل الوطن العزيز إذا ما تم تدجينهم و اصطباغهم بصبغة البرغماتية وذاقوا حلاوة الاعتراف بهم و تقريبهم لإعدادهم لاستهلاک القادم، وهکذا دواليک، ولله الأمر من قبل ومن بعد...
موقفنا من أحداث مصر الشقيقة:
1- إنه ليس بانقلاب عسکري علي غرار ما عرفنا في القرن الماضي، کيف وقد سبقت تدخل الجيش حشود الملايين من المعترضين علي الرئيس وجماعته؟
2- ان جماعة الإخوان لم تسلک طريق النصر الرباني منذ تأسيسها وإلي يومنا هذا. إذ کيف ينتصر من تنکر لأصول قرآنية وردت في آيات محکمة (ذکرنا بعضها أثناء الرد علي المشايخ)
3- منذ استلامهم السلطة تري کثيرا منهم يسارعون في موالاة ومشاورة الأمريکان والتنسيق مع التکفيريين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. ولعل استشهاد الشيخ الأزهري حسن شحاتة ورفاقه علي مرأي و مسمع من الرئيس مرسي کانمن أسباب غضب السماء علي سياسة هذه الجماعة فلم توفق داخليا ولا خارجيا ( "وحيل بينهم وبين ما يشتهون کما فعل بأشياعهم من قبل إنهم کانوا في شک مريب" الآية 54 سورة سبأ)
4- إنها سنة متبعة منذ انقلاب الأکثرية القرشية علي "أقلية" الإمام علي (ع) الذي عينه الرسول الکريم بأمر ربه الحکيم ليقود الأمة علي هدي وبصيرة.
لقد شکل ذلک الانقلاب – في نظرنا علي الأقل – السبب الأول المؤسس لما تبعه من انقلابات في الدول المسلمة المتعاقبة علي هذه الأمة المظلومة – أمة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا (راجعوا إن شئتم خطبة الزهراء عليها السلام عندما قالت للانقلابيين: "سيعلم التالون غب ما أسسه الأولون")
5- سيبقي تاريخ هذه الأمة عبارة عن انقلابات متتابعة تهدر فيها الأموال و تسفک الدماء وتکرس التبعية ما لم يتب علماء هذه الأمة و کبراؤها. وإنه لا ينقضي العجب من استکبار کثير منهم وإعراضهم عن الحق وهو واضح للعيان،فأحلوا قومهم دار البوار.
6- ثورة مصر منعطف خطير ومهم للغاية ولعله يکون مدعاة لتصحيح العلمانيين في بلاد المسلمين لعقائدهم ومواقفهم من الإسلام الأصيل، ومدعاة للإخوان المسلمين لمراجعة أنفسهم وإجراء تعديل بنيوي وعميق لمناهجهم الدينية والتربوية والسياسية.
ان العجب لا ينقضي منهم فتراهم يقرؤون في صحاح أهل السنة والجماعة حديثا شريفا مشهورا وهو:" ترکتم فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدي أبدا کتاب الله وعترتي أهل بيتي" فأخذوا بالکتاب – حروفا لا حدودا- وترکوا العترة فنزعت من أعمالهم البرکة والتوفيق وحلت محلها الفتنة والفشل علي جميع المستويات. ان الحق أبلج والباطل لجلج ولکن لا رأي لمن لا يطاع.
7- الذي جعل مرشد الإخوان يفشل ومرشد الشيعة الامامية يزداد انتصارا وتوفيقا هو أن منهج کل منهما مختلف، الإسلام واحد والقرآن واحد والنبي الخاتم واحد ولکننا نحن- أتباع مدرسة أهل البيت- نأخذ بأحکام القرآن الکريم وبهدي أهل البيت عليهم السلام وحکمتهم وليس فقط بأهداب محبتهم.
في منهجنا أن المستضعف وهو الذي لم يطلع علي ما جري بعد وفاة رسول الله (ص) وإلي أن غاب الإمام الثاني عشر المظلوم الذي کان مهددا بالذبح کما هدد به موسي (ع) من قبل لولا أن أوحي الله تعالي الي أمه:"... أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليک وجاعلوه من المرسلين" الآية 7 من سورة القصص.
8- أقول: المستضعف لا نحکم عليه بتکفير أو تضليل سواء أکان سنيا أو شيعيا، صوفيا أو علمانيا أو غير ذلک من العناوين، حتي يتبين أمره لولي أمر المسلمين .
أما اذا کان مظلوما فإننا -إذا رغب في مساعدتنا- نهب إليها بکل تجرد، لا نريد منه جزاء ولا شکورا لأننا نعرف معني المظلومية ولأن جماعتنا هي أقدم معارضة في تاريخ المسلمين لکنها صبرت واحتسبت حتي تعاقبت علي هذه الأمة سلاطين وأباطرة وملوک من کل القبائل والعشائر وبعد فشلها جميعا في توحيد الأمة جمعاء والنهوض بها علي الأسس الصحيحة أذن الله تعالي بقيام دولة الإمامية و حزب الله لتمهد لدولة أهل البيت العالمية التي تنصر الدين الحق وتنصر المظلومين في أنحاء الدنيا فلا يتخلف عنها إلا مأفون أو مغبون. - لو آمن إخواننا من أهل السنة والجماعة بحکمة أهل البيت وبحقهم الشرعي في قيادة هذه الأمة لما وقعوا في هذه الفتن المظلمة التي لا ترجع – في نظرنا – الي الظروف السياسية والدولية والإجتماعية التي کثيرا ما يبرر بها المحللون والأتباع فشل هذه الجماعة أو تلک.
- کيف يطمح تکفيريوهم و متعصبوهم الي الانتصار علي الصهاينة والمنهج هو المنهج و الغواية هي الغواية؟
ألا يأتون البيوت من أبوابها؟
*العضو- سابقا- في جمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية
الأستاذ-حاليا- في جامعة المصطفي العالمية (ص) - قم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.