جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنساني    هشام العلوي: استفحال اقتصاد الريع في المغرب ناتج عن هشاشة سيادة القانون والنظام يخشى الإصلاح الاقتصادي الجوهري (فيديو)    لاعبو بركان يتدربون في المطار بالجزائر    دراسات لإنجاز "كورنيش" بشاطئ سواني    أمن مراكش يوقف شقيقين بشبهة النصب    ندوة تلامس السياق في الكتابات الصوفية    ما الذي قاله هشام الدكيك عقب تأهل المغرب المستحق إلى كأس العالم؟    بانتصار ساحق على ليبيا.. المغرب يبلغ نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة ويضمن التأهل للمونديال    نقابة: نسبة إضراب موظفي كتابة الضبط في دائرة آسفي فاقت 89% رغم تعرضهم للتهديدات    إعلام عبري.. نتنياهو صرخ في وجه وزيرة خارجية ألمانيا: نحن لسنا مثل النازيين الذين أنتجوا صورًا مزيفة لواقع مصطنع    إطلاق الرصاص لتوقيف شخص عرّض أمن المواطنين وسلامة موظفي الشرطة لاعتداء جدي ووشيك باستعمال السلاح الأبيض    المكسيك – موجة حر.. ضربات الشمس تتسبب في وفاة شخص وإصابة العشرات    طقس السبت.. أمطار رعدية ورياح قوية بهذه المناطق من المغرب    المغرب يسعى لاستقطاب مليون سائح أمريكي سنويا    العرض السياحي بإقليم وزان يتعزز بافتتاح وحدة فندقية مصنفة في فئة 4 نجوم    الجدارمية د گرسيف حجزوا 800 قرعة ديال الشراب فدار گراب بمنطقة حرشة غراس    طلبة الصيدلة يرفضون "السنة البيضاء"    وزير الفلاحة المالي يشيد بتقدم المغرب في تدبير المياه والسدود    مسؤول بلجيكي : المغرب وبلجيكا يوحدهما ماض وحاضر ومستقبل مشترك    صلاح السعدني .. رحيل "عمدة الفن المصري"    المغرب وروسيا يعززان التعاون القضائي بتوقيع مذكرة تفاهم    وزارة التجهيز والماء تهيب بمستعملي الطرق توخي الحيطة والحذر بسبب هبوب رياح قوية وتطاير الغبار    الأمثال العامية بتطوان... (577)    تسجيل حالة وفاة و11 إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي    المعرض الدولي للكتاب.. بنسعيد: نعمل على ملائمة أسعار الكتاب مع جيوب المغاربة    خاص..الاتحاد ربح الحركة فرئاسة لجن العدل والتشريع وها علاش الاغلبية غاتصوت على باعزيز    ها أول تعليق رسمي ديال إيران على "الهجوم الإسرائيلي"    الوكيل العام يثبت جريمة الاتجار بالبشر في ملف التازي وينفي التحامل ضده    مؤشر ثقة الأسر المغربية في وضعها المالي يتحسن.. وآراء متشائمة في القدرة على الادخار    "لارام" و"سافران" تعززان شراكتهما في صيانة محركات الطائرات    تعرض الدولي المغربي نايف أكرد للإصابة    "إعلان الرباط" يدعو إلى تحسين إدارة تدفقات الهجرة بإفريقيا    مجلس النواب يعقد جلسة لاستكمال هياكله    ارتفاع كبير في أسعار النفط والذهب عقب الهجوم على إيران    بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بارتفاع    موعد الجولة ال27 من البطولة ومؤجل الكأس    طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس    المكتب التنفيذي ل"الكاف" يجدد دعمه لملف ترشيح المغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030    بسبب فيتو أمريكي: مجلس الأمن يفشل في إقرار العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة    "ميتا" طلقات مساعد الذكاء الاصطناعي المجاني فمنصاتها للتواصل الاجتماعي    صورة تجمع بين "ديزي دروس" وطوطو"..هل هي بداية تعاون فني بينهما    منظمة الصحة تعتمد لقاحا فمويا جديدا ضد الكوليرا    التراث المغربي بين النص القانوني والواقع    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    باستثناء الزيادة.. نقابي يستبعد توصل رجال ونساء التعليم بمستحقاتهم نهاية أبريل    السودان..تسجيل 391 حالة وفاة بسبب الاصابة بمرضي الكوليرا وحمى الضنك    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مغالطة التاريخ -1-
نشر في هسبريس يوم 10 - 10 - 2008


(الحركة الوطنية )؟ : ""
ان البحث في تاريخ ما يسمى ب ( أحزاب الحركة الوطنية ) ليس بالأمر الهين أو السهل ، لأنه قد يكون بحثا في موضوع طوباوي مصطنع بسبب الهالة التي أصبغت على هذه ( الحركة )، وقد يكون بحثا في ظاهرة من الظواهر التي استرعت باهتمام العديد من الكتاب المأجورين الذين وظفوا ( الظاهرة العجب العجاب ) لخدمة مصالح سياسية وطبقية ضيقة مؤدى عنها ، وليس لها أية علاقة بموضوع الظاهرة كظاهرة حقيقة في الزمكان . بل وللغرابة فقد استمر التعامل الشوفيني والعنصري في توظيف الظاهرة لخدمة أغراض طبقية وعرقية محضة حتى خلال الفترة التي تلت الاستقلال السياسي للمغرب ، وذلك بهدف خدمة مرامي معينة من خلال إضفاء نوع من الطقوس والتقديس على بعض الأحزاب التي عرفت كيف توظف وتحول غنائم الاستقلال لخدمة مصلحتها الضيقة ومصالح طبقتها ومن يقتات من فئات من فتاتها خاصة أولئك المنتسبين إلى هذه الهياكل من أبناء الهوامش والأطراف ، ومن ثم زرع بذرة التفرقة العنصرية الظالمة بين من احتكر الاستقلال السياسي لخدمة عشيرته ، وبين من وجد نفسه بين عشية وضحاها محروما من أي مشروعية تاريخية أو لاهوتية لإثبات وجوده في مواجهة من قطف / سرق خيرات البلاد باسم مشروعية حركية كدبتها العديد من الحقائق الساطعة التي أعقبت الاستقلال ، الأمر الذي تولد معه ومع مرور الوقت استئناس سماع سمفونية ما يسمى ب ( الحركة الوطنية ) و ( أحزاب الحركة الوطنية ) و (أحزاب الإدارة ) او الكوكوت مينوت ، واستخدام هذا المفهوم للتمييز بين المغاربة على نحو أن هناك مجموعة ( وطنية )لها كامل الحقوق في الوطن ،ومجموعة غير وطنية فرض عليها العيش في الهامش وليس لها من المغرب غير الاسم والانتساب الشكلي بالجنسية التي لن تحميك كالجنسية الأمريكية حين تكون خارج الوطن . وقد نتج عن هذا الاختلال الخطير الذي يستند إلى الاكاذيب والى مغالطة التاريخ ، أن المجموعة الأولى وأبناءها وعشيرتها يتولون وحدهم المسؤوليات والمناصب السامية التي يتوارثونها أبا عن جد وهم أقلية قليلة في المغرب ، ويكفي هنا الإشارة إلى التعيينات التي عرفتها الحكومة السابقة والحالية لتسمع دائما الشبكة العنكبوتية لآل الفاسي ، غلاب ، الدويري ،بادو ،بوسعيد .. الخ
. أما الأكثرية التي تكون القاعدة العريضة من الشعب المغربي من برابرة وعروبيين ،فمكانهم قواعد الجيش ، الدرك ، الشرطة والقوات المساعدة . إنهم وحدهم ملزمون بتقديم ضريبة الفداء والدفاع عن الوطن بدمائهم الطاهرة في الصحراء ، وأينما ناداهم الواجب الوطني ، وهي نفس الضريبة أداها اباءاهم وأجدادهم خلال فترة مواجهة الاحتلال الكلونيالي البغيض لبلادنا . في حين نجد أن الأقلية الإقطاعية قد جنت وقطفت ما غرسه هؤلاء بنضالهم و تضحياتهم بغير وجه حق مباشرة بعد حصول المغرب على استقلاله السياسي . فأصبحت الأقلية تستغل لوحدها خيرات البلاد) الأسياد ) في حين تمثل الأكثرية دور القن آو العبيد المسخر دائما لحماية الأقلية المترفة التي تتوارث كل شيء في المغرب أبا عن جد بل يورثونه لا بناءهم من بعدهم وهكذا طالما استمر الخلل ينخر العلاقة بين مكونات المجتمع المغربي بشكل استغلالي بشع ، وطالما ان الشعب المغربي لم يقم بما يقتضيه إعادة الأمور إلى نصابها ، أي تصحيح وجه التاريخ .
قبل الدخول في الموضوع أجد من الضروري أن نطرح بعض الاستفسارات او التساؤلات . إذا كان أداء الخدمة الوطنية الإجبارية ( التجنيد في الجيش )يشمل أبناء وبنات كبار الشخصيات وبما فيهم رؤساء الجمهوريات في الولايات المتحدة الأمريكية واروبة وإسرائيل . لماذا في المغرب يستثنى من أداء هذه الخدمة آل الفاسي ، غلاب ، الدويري ،بادو ... وأبناء (زعماء الأحزاب والنقابات ) وكبار المسؤلين ، وهم أقلية في المجتمع ؟ لماذا اقتصار هذه الخدمة على البرابرة والعروبيين فقط ؟ هل دم الفئة الأولى غالي الثمن ،ودم الفئة الثانية رخيصه ؟ كيف للفئة الثانية ان تستشهد في الصحراء ، وتسجن لفترة وصلت الى ستة وعشرين سنة في سجون البوليساريو ، في حين تحتكر الأقلية الخيرات والمناصب والثروة ؟ لماذا أبناء الفقراء حاملي الشواهد العليا يمنعون من حقهم في الشغل ، فيعتصمون أمام البرلمان للمطالبة بتطبيق الدستور ، لتنهال عليهم هراوة مدير البوليس الشرقي الضريس ، في حين ان أبناء الأقلية الفاسدة المترفة على حساب الوطن ، تلج سوق الشغل بكل بساطة وسهولة مستفيدة من الزبونية والعائلية والمحسوبية ، ومن غير ان يعتصموا أمام البرلمان ، أو تنالهم هراوات الشرقي الضريس ؟.
بدءا نؤكد على حقيقتين أساسيتين هما :
الحقيقة الأولى هي أن القول ب(أحزاب الحركة الوطنية ) التي لم تعد موجودة بانتقال أصحابها المؤسسين الى دار البقاء ، لا يعني القول بحركة المقاومة في المدن ، كما لا يعني القول بجيش التحرير الذي جاهد في السهول والجبال . وللتذكير فان خلايا المقاومة وجيش التحرير تكونت من لبها من البرابرة والعروبيين الذين ارتبطوا مع العرش وليس مع الأحزاب التي كان على رأسها ( حزب الاستقلال) الذي كان يستنكر العمليات المسلحة التي كانت تتجاوزه ، وكانت تحدث له حرجا مع الإدارة الفرنسية . لقد رفض حزب الاستقلال المقاومة المسلحة ، وعوضها بالتحرك البوليميكي الموجه الى أمريكا ، اروبة والشرق . وحتى سنة 1947 لم يكن حزب الاستقلال منسجما في مكوناته الأساسية بفعل تضارب العديد من المصالح الشخصية التي وجدت التربة خصبة في أحداث 25 يناير و6 شتنبر 1959 بفعل تدخل كل من الجنرال محمد افقير ، الجنرال المدبوح ، ادريس لمحمدي ، المهدي بن بركة ، مولاي مصطفى العلوي ، لغزاوي ... الخ .
وقبل هذه المحطة المفصلية في تاريخ الحزب ، نشير الى ان الاختلافات التي بدأت بالظهور داخل الحزب ، خاصة بعد سنة 1947، وما أسفر عنها من تضارب في المواقف بخصوص تقييم ظروف المرحلة ، علاقة السياسي بالعسكري ، والتحضير من طرف بعض الأجنحة في اللجنة التنفيذية لممارسة الحجر السياسي على القصر وعلى الشعب ، والاختلاف حول سؤال الساعة الذي كان يتمحور حول المشروع المجتمعي الذي كان يحظر له والذي لم يكن يختلف عند البعض عن شكل ( الملكية البرلمانية ) و عند البعض الآخر لم يكن يختلف عن نظام ( الجمهورية البرلمانية )، أي الصراع على الحكم ،،، هو الذي تسبب في حدوث العديد من المجازر ذهب ضحيتها كل من أعلن تعلقه بالعرش وارتباطه بالملك ، ورفض الأحزاب التي كانت تحضر لمرحلة التجاوزات التي جسدتها عدة محاولات مريرة مر بها المغرب منذ بداية الستينات وحتى مطلع النصف الثاني من السبعينات . في هذا الخضم تندرج مجازر حد كورث ، تصفية عباس المسعدي ، تصفية واغتيال المقاومين الحقيقيين بشوارع مدينة الدار البيضاء ، الرباط ، واد زم . وكان التبرير الوحيد الذي كان يعطيه وزير داخلية الحزب ادريس لمحمدي ، ان الاغتيالات هي بسبب تصفية حسابات سياسية بين المقاومين تعود الى فترة النضال ضد الاحتلال الكلونيالي . في حين ان المسئول المباشر عن كل ما حصل كانت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال قبل انفجار 1959.
الحقيقة الثانية التي نريد التأكيد عليها ، هي أن القول بما يسمى ب (أحزاب الحركة الوطنية ) لا يعني فقط ( حزب الاستقلال ) الذي وظف هذا ( الإرث ) لخدمة البرجوازية الفاسية الميركانتيلية . لكنه يشمل كذلك حتى الأحزاب التي انفصلت عن الحزب المذكور ، إضافة الى حزب الشورى والاستقلال الذي ثار ضد دكتاتورية حزب الاستقلال فرفض التوقيع على وثيقة 11 يناير 1944 ، لأنه اعتقد عن خطا ان الوثيقة المذكورة هي من إعداد رموز داخل الحزب ، رافضا الاتجاه المحافظ لحزب الاستقلال ومناصرا الاتجاه الليبرالي التقدمي لحل المسالة الوطنية . لقد انعكس الخلاف بين الحزبين ، ليتحول الى خلاف شخصي بين علال الفاسي وبين محمد بن الحسن الوزاني رحمهما لله ، وهو نفس الخلاف لاحظه المتتبعون للشأن السياسي المغربي بين الرجلين بخصوص موقف كل منهما من انقلاب الصخيرات في سنة1971 . وللحقيقة والتاريخ نؤكد ان وثيقة 11 يناير 1944 كانت من الهام وصنع الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله الذي كانت فرنسا الاستعمارية تلقبه بالأمير الأحمر بسبب مواقفه السلبية من نظام الحماية . لقد تم تحرير الوثيقة بالقصر الملكي ، ومنه سربت الى الخارج حيث وقع عليها العديد من السياسيين الى جانب رهط من البشر وقع عليها صدفة ، ولم تكن لهم اية علاقة بالمسالة الوطنية ، بل منهم من كان كاتبا إداريا بالإدارة الاستعمارية ، فاستغلوا هذه الفرصة التي لم تكن منتظرة ليستثمروا توقيعهم في مراكمة الأموال والظفر بالامتيازات المختلفة عند حصول المغرب على استقلاله . إن هذه الحقيقة تجعل كل متتبع وملاحظ يضع علامة استفهام لجزء من تاريخنا الوطني . ان الذي استفاد من نتائج الاستقلال الأقلية البرجوازية الفاسية وأبناء الإقطاع من باشوات وقياد ومعمرين جدد وأبناء الضباط الذين عملوا بالجيش الفرنسي . انه نفس الغبن لحق شهداء الصحراء وعوائلهم ، ولحق الجنود الذين كانوا في الأسر لذا البوليساريو والجزائر .
أما بخصوص الحزب الشيوعي المغربي الذي وصفه عبدالكريم غلاب في كتابه " تاريخ الحركة الوطنية " بالخيانة العظمى ، فانه لم يكن كحزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال ، لكنه تعامل مع المسالة الوطنية بحكم الإيديولوجية وملابسات السياسة الدولية ، وبحكم انتماء وبنية الحزب التي تحكمت فيها العناصر الشيوعية الفرنسية . لقد أولى الحزب الشيوعي المغربي أهمية كبيرة للعمل النقابي والسياسي وسط العمال والفلاحين والطلبة مزاحما في ذلك حزب الاستقلال الذي كان يخطط للاستحواذ بطريقته الخاصة على الحكم . في نظرنا فان السبب الذي جعل الحزب الشيوعي المغربي يركز في معالجته المسالة الوطنية وسط الطلبة والعمال ، ان بعض أطره كانت تعتقد انه إذا حصل انفصال المغرب عن الاتحاد الفرنسي وحصل على استقلاله السياسي ، وهو ضعيف البنية والتكوين ، فانه سيكون سهل الابتلاع من طرف الولايات المتحدة الأمريكية . ومن ناحية أخرى فان خطر الفاشية والنازية باروبة دفع بالحزب الشيوعي المغربي الى التركيز على مواجهة هذا الخطر الأشد على القضية الوطنية التي سيأتي حلها لاحقا . وهذا يعني ان الحزب الشيوعي المغربي الذي كانت أغلبية أطره فرنسية ، كان يراهن على حل المسالة الوطنية على وصول اليسار الفرنسي الى الحكم وتمكينه المستعمرات من الاستقلال . اما عن سبب عدم تدعيم الحزب لوثيقة 11 يناير 1944 رغم وجود عناصر وطنية ضمن صفوفه ، فانه يرجع الى سيطرة الفرنسيين على الحزب ، وخوف الحركة الشيوعية الفرنسية من توجهات الجناح المركانتيلي والمحافظ داخل حزب الاستقلال ( عدو طبقي).
الواقع ان وصف عبد الكريم غلاب بالخيانة الحزب الشيوعي المغربي ، لا يجب ان ينسينا ان الأستاذ محمد بن الحسن الوزاني زعيم حزب الشورى والاستقلال ، لم يوقع بدوره على وثيقة 11 يناير 1944 التي ادمجها المركانتيليون الفاسيون في وثيقة التعادلية في 11 يناير 1963. فهل يجب الاتفاق مع عبدالكريم غلاب الذي كان دائما في عموده الذي كان يكتبه ( مع الشعب ) في وصف الحزب الشيوعي المغربي بالخيانة العظمى من المسالة الوطنية ؟ وهل يجوز إطلاق نفس الأوصاف القد حية على حزب الشورى والاستقلال ؟.
اذا علمنا ان الأعضاء التي أشرفت على تنظيم الندوة التأسيسية الأولى للحزب في 14 نونبر 1943 كانت كلها فرنسية . واذا علمنا ان أغلبية المؤتمرين الذين حضروا المؤتمر الوطني الأول للحزب سنة 1946 ، والقيادة التي ستنبثق عن هذا المؤتمر فرنسية الأصل ، أمكننا ان نعرف لماذا ارتبط هذا الحزب بالحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان له تصور مغاير من المسالة الوطنية . ومع هذا فان نعت الخيانة التي أطلقه من كان ( مع الشعب )لا يجد أساسه الطبيعي في هذا الإطار . ان الحزب الشيوعي المغربي سجل تحولا جذريا من المسالة الوطنية اثناء انعقاد المؤتمر الوطني الثاني في سنة 1949 ، فحقق نقلة نوعية في علاقته بالحزب الشيوعي الفرنسي وبالمسالة الوطنية . وبسبب هذا التحول الذي تحقق بفضل انتقال القيادة من مكتب سياسي ولجنة مركزية الى عناصر وطنية ، سيتمكن الحزب من رسم اتجاه آخر في تحديد موقفه من القضية الوطنية ، فتمكن خلال الفترة الممتدة من سنة 1951 والى 20 غشت 1953 من إنشاء منظمة مسلحة عرفت ب (الهلال الأسود ) فشاركت في عملية المقاومة الى جانب المنظمات الشبه عسكرية التي اشرف عليها الفقيه محمد البصري واحمد اكوليز وآخرون . ان هذا التحول يعد كافيا لإبعاد وصف الخيانة التي أطلقها على الحزب عبدالكريم غلاب .
كتب الأستاذ علال الفاسي رحمه الله في كتابه ( الحركات الاستقلالية ) صفحة 127 " يكاد العهد الذي يفصل بين 31 مارس سنة 1912 و 16 مايو 1930 ان يكون عهد كفاح عسكري محض ، لان الأغلبية الساحقة من سكان البلاد أعلنت الثورة بعد توقيع الحماية ، ولم يمكن إخضاعها الا بعد جهود جبارة وبصفة تدريجية ، ولان نخبة الجيل الذي سبق الحماية او عاصرها التجأت كلها الى الجبال تقود الثورة وتدبر الكفاح . والذين غلبتهم القوة على أمرهم أصيبوا بدهشة العسكري المغلوب الذي لا يستطيع أي عمل بعد تجريده من السلاح ..". ان هذا النص الواضح يعني انه لتخطي وتجاوز هذه ألازمة النفسية التي ترتبت على دهشة العسكري المغلوب على أمره ، يجب انتظار نشوء جيل جديد متشبع بروح المقاومة السلمية التي لا تعطي السلاح المقام الأول في كل حركة . ويمكن التعاطي مع تعريف الأستاذ علال الفاسي للفاعلين السياسيين من خلال قراءتين اساسيتين :
1-القراءة الأولى تاريخية ، نجد فيها علال الفاسي قد حاول تسليط الأضواء على ثلاثة مراحل تشكل وتحاول تقديم وعيه الشقي البرجوازي الفاسي صنيع القرويين بأهمية العمل السياسي المديني الوطني ، بدل العمل العسكري البربري العروبي الذي كان يهدده ويهدد وعيه ومصالحه . ويمكن ان نخلص هذه القراءة التاريخية في المحطات التالية :
ا مرحلة الكفاح المسلح في الجبال والسهول الذي قادته القبائل البربرية والعروبية التي رفضت الحماية وقررت مواجهة المحتل الكلونيالي البغيض . وتمتد هذه الفترة من 1912 الى 1934 من القرن الماضي .
ب مرحلة وصول العمل العسكري الى الباب المسدود وفشله في بلوغه هدفه الذي انتهى الى تجريد السكان من السلاح .
ج مرحلة بلوغ جيل جديد او طبقة برجوازية مدينية جديدة متشبعة بالمقاومة السلمية والنضال البوليميكي بغرض الدعاية الموجهة الى الخارج . وهذا يعني في فكر أصحابه انتصار المدينة على الجبال والسهول ، وانتصار البرجوازية الفاسية على المقاومة المسلحة بالمدن وجيش التحرير بالبوادي والجبال اللذان كان يشكلان نقيضا طبقيا لها . وسيتجلى هذا بكل وضوح في البداية الأولى للاستقلال ، حيث شرعت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في إصدار أوامر تجيز إعدام العديد من اطر حركة المقاومة وجيش التحرير . يلاحظ من قراءة هذا النص الذي يلخص فكر البرجوازية الفاسية ، ان علال الفاسي في معرض معالجته لتاريخ المغرب ، لم يكن يرى التاريخ في تاريخيته ، لأنه أراد إغماض العين عن حقيقة الصراع وأشكال تطوره وعن حقيقة الأحداث المسترسلة ، لأنه كان يدرك بحسه الطبقي والفئوي والجغرافي أهمية التناقض الأساسي في فكر سكان الجبال والبوادي المختلف جذريا عن فكر الطبقة الفاسية المركانتيلية التي وظفت الاستقلال بما خدم مصلحتها على حساب المصالح الأساسية لشعب المغربي . ان هذا التخوف لذا علال الفاسي وطبقته ترجمته عدة أحداث حصلت بالمغرب ضد دكتاتورية حزب الاستقلال ونذكر منها انتفاضة الشهيد عدي اوبيهي بتافيلالت حيث أعدمه الطبيب ( طولينو ) مدير مستشفى ابن سيناء بأمر من افقير ، كما ظهرت في انتفاضة المحجوبي احرضان بتأسيسه الحركة الشعبية ، وترجم الاختلاف بالواضح في انتفاضة أحداث الريف في سنة1958 ، كما ظهر في الانقلاب العسكري لسنة 1971 وانقلاب 1972 اللذين أطرتهما عناصر بربرية وعروبية مناهضة للبرجوازية الفاسية . ان اغلبية الوزراء الذين القي عليهم ( القبض ) مباشرة بعد الانقلاب فاسيون . هذا دون أن ننسى مشروع جمهورية الريف لعبد الكريم الخطابي . وحتى يقلل علال الفاسي من أهمية الحقيقة التاريخية الممتدة من 1912 والى 1934 قام باختزال مكشوف للمرحلة عن طريق تطويعها لضرورة القراءة التاريخية التي هي على نحو واضح قراءة فلسفية للتاريخ ، أي قراءة برجوازية متحيزة وليست علمية وموضوعية . وربما ان علال الفاسي الذي شعر بالخطر الذي ستسببه الجبال والبادية عند حصول المغرب على استقلاله بسبب تضارب وتناقض المصالح مع آل الفاسي ، حاول استعمال الإيديولوجية للتمويه وإخفاء حقيقة التناقض الذي لا يزال جاثما حتى الآن على صدر البرابرة والعروبيين .
2 القراءة الثانية هي القراءة الإيديولوجية لعلال الفاسي للتاريخ ، وهو ما يفيد اختزال التاريخ في الإيديولوجية . أي ان علال الفاسي قام باختزال مكشوف في التاريخ من اجل توفير إمكانية هذا الاختزال . ونستخلص هذا الاستنتاج في نص علال الفاسي ذاته حين قال ان الكفاح المسلح الذي قام به الجيل الأول انتهى الى الفشل والى الباب المسدود ،في حين ان عنوان المرحلة الحالية هو العمل السياسي الذي ستتحمل مسئوليته البرجوازية الفاسية المدينية . اما الجبال والبادية بحكم فشلهما منذ 1912 فيبقيان تابعين لجهلهم بالسياسة وبالدبلوماسية وفنونهما التي يتقنها الفاسيون ، ثم لجهلهم للثقافة وللإيديولوجية . هنا فان علال الفاسي كان ينظر للانتشار والسيطرة على مختلف دواليب وقطاعات الدولة الأساسية عند حصول المغرب على استقلاله ( الابناك ، الشركات الكبرى ، المؤسسات الاستراتيجية ، وزارة الخارجية ، المؤسسات العمومية والمناصب الوزارية ... الخ ) . وعليه ومن خلال هذا التشويه الذي تعرض له تاريخ المغرب السياسي من طرف أولئك الذين استغلوا هذا التاريخ ووظفوه في خدمة أغراض سياسية وطبقية معروفة ، فراكموا الثروات وحصلوا على الامتيازات ، وهو ما حرم منه ابناء المقاومة وجيش التحرير وابناء شهداء القوات المسلحة الملكية في الصحراء ،،، تاتي هذه الدراسة لا لمعرفة تاريخ بعض الأحزاب التي وظفت عنوان ( الحركة الوطنية) و (أمجادها ) ، ولكن لاستخلاص القوانين المتحكمة في مجرى الصراع وذلك حتى يمكن تجاوزها وتصحيح الخلل الناتج عنها . لذا فان الأساس في هذه الدراسة لا يتعلق باستعراض جزئيات الحركة و لا بجزئيات الأحداث التاريخية إلا بالقدر المسموح به في الاستنباط . فهي بذلك دراسة نقدية في الصميم لهذه ( الحركة ) في سياق تاريخي محدد .
اذا كانت ( الحركة الوطنية ) تعني مجموع ردود الفعل العضوية او المنظمة لشعب او لأمة من اجل الدفاع عن السيادة الوطنية ، فان ( الحركة الوطنية ) في المغرب تمثل في الذاكرة الشعبية المقاومة وجيش التحرير ، وتمثل في ذاكرة السياسيين ( الأحزاب ) التي تكفلت بالتحضير لشروط المرحلة الجديدة التي ستتوافق مع المصالح الحالية للفئات السياسية التي ستنظر بإفلاس العمل العسكري الذي قادته الجبال ( البرابرة ) والسهول ( عرب البادية ). وكيف ما كانت التقييمات والأحكام التي تدعم وجهة النظر وهذا الجديد الذي أفتى بفشل مرحلة من مراحل الكفاح الوطني الجدري ،تتحدد مرحلة النضال الوطني مع بداية تدخل الاستعمار الفرنسي الى المغرب سواء عسكريا او دبلوماسيا من خلال الاتفاقيات الدولية لتوزيع مناطق النفوذ بين الدول الإمبريالية . لقد توج التدخل الفرنسي بالمغرب بإبرام عقد الحماية في سنة 1912 ، وما تبعتها من اتفاقيات مجحفة بين فرنسا وأسبانيا حول المنطقة الشمالية من المغرب . وبين فرنسا وبريطانيا حول نظام طنجة الدولي . لقد كان هذا الوضع يعني في الفكر السياسي الإمبريالي إلغاء دور الدولة المغربية في المجتمع وتطويعها في محاولات يائسة حتى تصبح سندا أساسيا للاستعمار . الأمر الذي جعل محمد الخامس و نجله الحسن الثاني رحمه الله الذي كانت فرنسا تنعثه بالأمير الأحمر يقدمان الدعم والمساندة للقوى التي استرعى اهتمامها بالمسالة الوطنية . و لا أذل على ذلك ان الحسن الثاني كان وراء وثيقة 11 يناير 1944 ، حيث حررت بالديوان الملكي وخرجت منه خلسة ، ولتعود محملة بالتوقيعات التي استثمرت هذا الحدث في مراكمة الثروات والظفر بالامتيازات على حساب الدولة والشعب .
اما عن الوجدان الشعبي المغربي ، فكانت كل هذه التحولات تعني خلق الظرف الموضوعي لتفجير الحماس الوطني وإعلان المقاومة بشكلها العام . أي تنظيم حركة رد الفعل المضادة للإدارة الكلونيالية الفرنسية . لقد تبلورت حركة المقاومة في مواجهة الإدارة الاستعمارية من خلال ثلاث مرحل متباينة في شكلها التنظيمي والنضالي . تتحدد هذه المراحل كالاتي :
ا مرحلة المقاومة المسلحة التي قادتها القبائل المغربية ممثلة بجيش التحرير المغربي في الجبال والبادية . تبتدئ هذه المرحلة من 1912 الى 1934 .كانت القاعدة العريضة البشرية لهذه المقاومة تتكون من الفلاحين والرعاة والمستضعفين يقودهم بعض زعماء القبائل المجاهدين مسترشدين في ذلك بالواعز الديني والاثني وارتباطهم بالارض منطلقين من احساس ايماني ووطني وعاطفي . وللاشارة فقد تميزت هذه المرحلة باختلاف اساليب المواجهة ، واختلاف الا فكار السياسية التي اطرت حركة المقاومة . ولعل حركة الهيبة في الجنوب والثورة الريفية بالشمال وانتفاضة موح او حمو الزياني بالأطلس المتوسط تشكل انضج وابرز فضائل هذه الحركة في تاريخ المغرب في بداية القرن الماضي . فالثورة الريفية مثلا تميزت بقدرتها على الربط بين المقاومة المسلحة وبين المنظور السياسي الإيديولوجي متجاوزة بذلك الاقتصار على العصبية القبلية التي كانت نبراسا في توحيد العمل الوطني لمواجهة الحماية الغاشمة .
ب حركة الإصلاحات السياسية التي قادتها المعارضة السياسية المدينية بتوجيه وإشراف من القصر . تمتد هذه الحركة من نهاية الربع الاول من القرن الماضي وحتى منتصف الاربعينات منه . خلال هذه الفترة تم التركيز على العمل السياسي بالمدن من خلال نشر الفكر السلفي والوعي البرجوازي . فمن وجهة نظر السلفيين ( علال الفاسي ) كان المجتمع المغربي في الربع الاول من القرن الماضي غارقا على التوالي في ضلالات دينية وخاضعا للسيطرة الاستعمارية ومحروما من الديمقراطية مقضيا فيه على رمز السلطة السياسية القائمة . وان هذه العناصر والسمات ، كانت من المبررات العامة لإطلاق عنان المشروع الوطني طريق خلاص المغرب من الاحتلال .
ومن جهة أخرى التحرك من خلال مطالبة السلطات الفرنسية بإنجاز الإصلاحات السياسية التي تضمنها عقد الحماية ، وهي إصلاحات تهم مختلف المرافق العامة بالدولة ، ثم تاطير بعض الفئات في المجتمع ضمن تنظيمات سياسية سرية أحيانا وعلنية أحيانا أخرى ، ثم القيام بتاطير إعلامي من خلال إنشاء الصحف ، وتربوي من خلال إنشاء المدارس الوطنية مثل مدرسة محمد جسوس ومدارس محمد الخامس بالرباط .
ج مرحلة المطالبة بالاستقلال وتأسيس المقاومة المسلحة في المدن وجيش التحرير في الجبال والبادية . تمتد هذه المرحلة التاريخية من أواخر النصف الثاني من الأربعينات والى اواخر الخمسينات . يلاحظ ان الشيء الذي ميز هذه الفترة على نقيض سابقاتها هو ارتباط حركة الجماهير في المدن (العمال ، المعطلون والتلاميذ ..الخ ) بحركة القرى في البوادي وبالجبال في عملية المقاومة من اجل الاستقلال وعودة الأسرة الملكية من المنفى ومحمد الخامس الى العرش . لقد لعب الحسن الثاني رحمه الله من خلال التنسيق والتوجيه مع مناضلي العمل الوطني وكان على رأسهم قواد جيش التحرير الذي انضم بعد الاستقلال الى الجيش المغربي ، وقواد المقاومة المدينية والسياسيين وعلى رأسهم المهدي بن بركة رحمه الله الدور الرئيسي في تسريع مغادرة فرنسا للمغرب . لقد كان الضباط الكبار في الإدارة الفرنسية يعتبرون الحسن الثاني رحمه الله عدوا استراتيجيا ، وكانوا يحملونه المسئولية عن جميع أعمال المقاومة التي كانت تحصل ضد جحافل الغزاة .
الى جانب هذه الكتلة برزت الحركة العمالية المغربية منصهرة في الحزب الشيوعي المغربي كقوة لها أهميتها القصوى في النضال الوطني والصراع الاجتماعي بالمدن المغربية الكبرى خاصة بمدينة الدار البيضاء . ان عبقرية الحسن الثاني في النضال الوطني لم تبق مفهوم) الحركة الوطنية ) حبيسا للأحزاب التي اعتمدت النضال البوليميكي الموجه الى أمريكا والى الشرق ، لكنها اغتنت بمساهمة القصر والمقاومة المسلحة وجيش التحرير والعمال والطلبة والشعب في مواجهة المحتل . وبخلاف الجزائر ، ظلت هذه القوى مجتمعة الى جانب القصر وظلت عبر المفاوضات مع الحماية هي الموجه الأساسي لحركة الجماهير .
اذا كانت جميع الحركات التحررية في العالم التي قادت الكفاح من اجل الاستقلال قد تبوأت الحكم ، فان الحركة التحررية بالمغرب رغم الدور الفعال الذي قامت به في سبيل الاستقلال ، فانها ظلت بعيدة عن الحكم الذي احتكرته المؤسسة الملكية ، حيث تحول الصراع غداة الاستقلال من صراع مع نظام الحماية ، الى صراع بين القصر والمعارضة التي تأثرت بتجارب الأنظمة البرجوازية الصغيرة في الشرق العربي . اذا لماذا لم تستطع بعض الأحزاب من ضمن الحركة الوطنية وعلى غرار الجزائر من الوصول الى دفة الحكم رغم المحاولات الكثيرة التي قامت بها في هذا المجال ؟ وعلى النقيض من هذه الحقيقة ، كيف يمكن ان نفهم ان الذي استفاد من خيرات الاستقلال كان الضباط الذين عملوا داخل الجيش الفرنسي والباشوات والقواد الذين عملوا ضمن ادارة الحماية حيث راكموا الثروات واستأثروا بالامتيازات ، في حين كان نصيب المقاومة وجيش التحرير الأبعاد والتهميش والتفقير . وهي نفس الحالة تعرض لها شهداء القوات المسلحة الملكية في الصحراء ، والجنود الذين امضوا أكثر من ستة وعشرين سنة في سجون البوليساريو دون ان تعترف لهم الدولة بهذه التضحيات التي تكبدوها في سبيل الدفاع عن الصحراء وعن النظام .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.