الطالبي العلمي: ينبغي التصدي لكل نزعة تعرض أمن الدول وسلامة أراضيها للتهديد

دعا راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في اجتماع لمكتب الجمعية، اليوم الإثنين، بالرباط، إنه ينبغي التصدي لكل نزعةٍ أو سياسةٍ أو حركةٍ تُعَرِّضُ أمنَ الدول وسلامةَ أراضيهَا ووحدتَها الترابية وسيادتَها للتهديد. وأكد على أنه ليسَ ثَمَّةَ من تهديدٍ أخطرَ من مظاهرِ الانفصال، وخُطَطِ تفكيكِ الدول.
وتحدث رئيس مجلس النواب المغربي على أن مكتبُ الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط يجتمع، في سياقٍ إقليميٍ ودوليٍ بالغِ الصعوبة، يزيدُ من تعقيدِه تعاقُبُ الأحداثِ، والنزاعاتُ المسلحة والأزمات، وتراجعُ الثقة في العلاقاتِ الدولية.
وتطرق، في السياق ذاته، إلى سياق ما بَعْدَ جائحةِ كوفيد19، التي جَثَمَتْ انعكاساتُها الصحيةُ والاجتماعيةُ والاقتصاديةُ والنفسيةُ على العالمِ، وانعكاساتُ الاختلالاتِ المناخيةِ التي تنتجُ ظواهِرَ جِد متناقضةٍ، ومنها جفافٌ حادٌّ وارتفاعٌ قياسيٌ في درجاتِ الحرارة من جهة، وفيضاناتٌ وأعاصيرُ من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي كانت فيه البشريةِ تتطلع لأن تتعافَى الاقتصاداتُ وتَنْطَلِقَ دينامياتٌ جديدةٌ في المبادلاتِ الدولية، اندلع نزاع جديد في شرق أوروبا كَبَحَ كل هذه الديناميات، وعَمَّ الإحساسُ والحذَرُ من أجواء الحرب مِمَّا تسبب في صدمةٍ طاقيةٍ حادةٍ وواسعةِ النطاقِ.
وأورد أن المنطقة الأرومتوسطية تعتبرُ من المناطقِ الجيوسياسيةِ الأكثرَ تضرراً من هذه السياقاتِ الدوليةِ والإقليميةِ المتفجرةِ أحياناً وغيرَ المستقرةِ في حالاتٍ أخرى.
في هذا الصدد، نحن مدعوون كذراعٍ برلمانيةٍ لهذه الشراكة، إلى التحلي بروح التَوَقّعِ والاسْتباقِ والمساهمة في الوقاية من النزاعات وتناسلها. فلا تنمية ولاديموقراطية، دون أمن مشترك، ودون سلم مستدام.
وأكد أن الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط مطالبة بتصحيحٍ تَمَثُّلاتِ لعدد من الظواهر الاجتماعية، وفي مقدمتها ظاهرةُ الهجرةِ غير النِّظامية، حيث ينبغي تقدير دور بلدانِ الجنوب في دَرْءِ الهجرةِ، مع كلِّ الكلفةِ التي يتطلَّبُها ذلك، ومع تقديرِ جهدِ وكلفةِ إدماج المهاجرين وتسوية أوضاعهم.
وذهب الطالبي العلمي إلى أنها مطالبة كذلك بالدفاع عن الديموقراطية المؤسساتية المبنية على التعددية الحزبية والدساتير والقوانين المُتوافق بشأنها، وحكم صناديق الاقتراع الحُرِّ والشفاف. واعتبر، في هذا الصدد، بأن المؤسساتُ الديموقراطية هي الحاضنة للجميع، وهي الواقيةُ من مخاطرِ التَّعَصُّبِ والانطواءِ والتشدد ومن النَّزَعات الشمولية التي تزدهر في سياقاتِ الأزمات والتهديدات.