طارق القباج يكشف خلفيات استقالته من تسيير شؤون مدينة أكادير

القباج: ما حدث لي أمر مدبر والوالي كان على علم . لا أستحق الإغاظة التي تعرضت لها بتطوان. إنني أزعج ويجب أن أغادر.
قدم رئيس بلدية أكادير، الاتحادي طارق القباج، استقالته من تسيير المدينة احتجاجا على إقصاءه من حضور حفل الولاء الأخير. وكشف القباج في رسالته خلفيات الاستقالة، والتي عزاها إلى أمر مدبر، قائلا: "أدركت في الأيام الأخيرة، في ضوء الأخبار المستجدة، أن هذا السيناريو كان مدبرا، حيث علمت أن السيد الوالي كان على علم بذلك، إذ كان يعرف أن بطاقة دعوتي قد سحبت، وأن الأمر كان يقتضي أن أحضر إلى عين المكان لأضطر للمغادرة".
وشدد القباج على أن ما حدث له في حفل الولاء جاء في سياق تسلسل مجموعة من الوقائع طيلة الشهور العديدة الماضية بمدينة أكادير، حيث تم اتخاذ إجراءات لإبعاده عن حضور التظاهرات الرسمية التي يٍرأسها الملك بمدينة أكَادير، والتبخيس من المجهودات التي يقوم بها على رأس مجلس المدينة.
وسرد القباج وقائع تكليف عدة لجان تفتيش في مجموعة من الملفات المتعلقة بتسيير المدينة، مشددا على أنه لم تقدم لهم كمجلس أدنى خلاصة حول عمل لجان التفتيش المذكورة، في الوقت الذي نظمت فيه في غضون ذلك وعلى إثره حملة لزعزعتنا والنيل من عزيمتنا، تضيف الرسالة.
وأهاب القباج بلجان التفتيش الانكباب على المشاريع التي لم تنجز، كما هو الشأن بالنسبة لمشروع مركز المعارض ( إكسبو-ميديا)، الذي وقع فيه سلب أموال المستثمرين الأجانب ، بالإضافة إلى الخروقات الأخرى المسجلة في ميدان التعمير ( لجنة الاستثناءات ، الرخص الإدارية غير القانونية ، التفويت غير القانوني للأراضي الجماعية ، التوزيعات المشبوهة للبقع الأرضية بالتجزئات ... الخ). ويبقى غياب المحاسبة والعقاب القاعدة السائدة.
وفي رسالة الاستقالة تسائل القباج عن الدوافع الحقيقية الموجودة وراء ما يتعرض له وأغلبيته من ضغوط و مضايقات واستفزازات متكررة ، مرجعا ذلك الى وقوفه لمحاربة الرشوة واعتماد الشفافية في التدبير منذ إعادة انتخابنا، وزاد : "لقد أثار عملنا في ميدان التعمير ردود أفعال سلبية من طرف لوبيات العقار، لقد حصلت المجموعات الكبرى المعفاة من الضرائب على امتيازات ضخمة، كاشفا أنه أمام عدم قبولهالامتثال لطلباتهم الملحة، وإرادته في العمل وفق القانون، التجأ هؤلاء إلى استعمال جميع الوسائل لتشويه صورتي واتهامي بعرقلة الاستثمار بالمدينة".
وبلهجة أسى يختم القباج رسالته بالقول : أعتبر اليوم، أنني لا أطلب أي اعتراف، ولكن أيضا أعتقد أنني لا أستحق الجزاء الذي نلته والإغاظة التي تعرضت لها بتطوان...لقد ظننا أن الأحداث التي عرفتها البلدان العربية، و تمرد الشباب بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ستدفع البعض إلى العمل على الحد من شهيته، إنهم يعانون للأسف من شر لا علاج له، لقد كنا نحلم بمغرب جديد، لكن الأكيد أن التغيير يقتصر على الشكل من دون المضمون، يجب علي أن أستخلص الدروس: إنني أزعج ويجب أن أغادر".