مشهد قتل القدافي من قبل من يسمونهم ثوارا جريمة حرب ولا يعطي صورة مشرفة عن الليبيين الجدد , فما وقع للزعيم السابق اقرب الى ما يقع للص في أسواق الأطلس المتوسط احيانا ,حيث يطبق فيه الشرع بايدي الجميع دون قانون وعدالة. المخزي و المحزن في الأمر,انه مع كل هذا العنف و التنكيل، تسمع في التكبير، هذه الأفعال الوحشية بعيدة عن الإسلام الذي يدعونه و عن آدابه... فالشيخ يوقّر... المذنب يحاكم... الأعزل لا يقاتل... الأسير لا يُقتل... الجريح يعالج... القتيل يدفن و لا يمثل به... فأين القذاقي من كل هذه الحقوق الإلاهية ؟ حتى الطاليان عندما القوا القبض على عمر المختار في الجبل الاخضر وهو الذي اذاق الويلات لاستعمارهم, لم يعاملوه بطريقة هؤلاء الثوار الاقرب الى التتار, بل عاملوه كاسير وشرفوه كمحارب ثم حاكموه واعدموه , كان الاجدر على هؤلاء ترك القدافي حيا و تسليمه لمحاكمة عادلة يعبرون من خلالها عن ليبيا الجديدة ,الحرة والديموقراطية, لكن المشهد يعطي انطباعا ان حقبة جديدة من قانون الغاب و السيبة ,قد تميز مستقبل هذا البلد. نعم القذافي كان ديكتاتورا و مجرما ومجنونا وغريبا وغيرها من الاوصاف, لكن لنقف ونقول في المقابل, ان الرجل دخل التاريخ اذ كان وفيا لنفسه ولم ينافق احدا حين قال في بداية الثورة ( اما ا نتصر او اموت وبندقيتي بيدي), القذافي لم يهرب خارج ليبيا او يبيعها لدول الناتو وكان بامكانه فعل ذلك ,بل بقي يقاوم حتى اخر الرمق وكان شجاعا في ساحة الحرب. صراحة كم هو مشمئز رؤية منظر غبار الرقص على جثة الرجل, وطلقات الرصاص كأنهم وحوش تنهش في لحم خنزير و دمها يتقاطر من أفواههم, صحيح القذافي يستحق القتل, ولكن ليس بهذا الأسلوب الانتقامي المقزز و الهمجي, هؤلاء يقولون للعالم : لا تنتظروا منا بناء بلدا يعمه التسامح والتقدم و الديمقراطية ..فهنيئا للمغول الجدد على قتل طاغيتهم وهنيئا لأوروبا و أمريكا النفط الليبي و شركات الإعمار.