كم هو جميل شكل الأطوبيسات الجديدة التي حلت بإقليمخنيفرة؟ هذه هي الملاحظة السطحية للمجريات، وهي الملاحظة ذاتها التي تم إسقاطها على الخطوط الجديدة التي سيصل إليها الأطوبيس في إقليم لا ينمو فيه سوى الريع وعدد القاطفين عنوة لخيرات البلاد، أما عن التنمية فتلك مقولة لا تعني شيئا في قواميس من يعدون الغلاظ السمان تحت الطاولات غير آبهين تماما بمستقبل إقليم مترامي الأطراف، وعليه وجب التنبيه وإن كان قصدا ادعاء السداد من قبل كثيرين لصفقة حافلات الجماني الثقيلة من حيث فك العزلة وهو في الحقيقة أمر يلوكه التعامي والتغاضي من قِبلهم، ماذا جنى الإقليم من السنوات العجاف الماضية وأنتم تزيدون الشحم في الرقاب الغليظة السمان؟ أو لم يكن حريا بمهندسي المجالس المنتخبة بإقليمخنيفرة استحضار شيء اسمه مصلحة الإقليم قبل أي تأشير؟. نعم هذه حقيقة نتفق بشأنها بخصوص التسيب الحاصل في قطاع النقل، نعم فعلا أصحاب الطاكسيات الكبيرة "تايعلقو العشرة" على المواطنين أثناء المناسبات والأسفار الليلية، نعم أصحاب النقل المزدوج لا يصلون إلى النقط التي حددوها في خطوطهم المرخصة، نعم حافلات الأسواق هي الأخرى لا تحترم القوانين، نعم الطاكسيات الصغرى أو سيارات الأجرة هي الأخرى "يعلق أصحابها العشرة"، نعم "حافلات الكرامة" تتجاوز كل هؤلاء لتمس دفاتر تحملات كان الأجدر بالإدارة مراقبتها احتراما لأموال الشعب وظروف الرقابة المأمول من ورائها تحريك التنمية المعقولة، فما بالي وبال كل مواطن بسيط من كل هذا التناحر القطاعي وعمالة إقليمخنيفرة ومصالحها الخارجية وأخص بالذكر مندوبية وزارة النقل تتعامى؟ أيها السادة لو حُكِّم القانون ما عشنا هذا التسيب، لو فتحت المؤسسات المسؤولة تحقيقات بشأن كل الخروقات ما وجد الراعون في مرتع الريع فرصة ليستقلوا بمصالحهم الشخصية على حساب مصالح العامة من المواطنين المقهورين، لو كان نشطاء قطاع النقل فعلا ينتخبون من يمثلهم لا من ينبطح أمام طُعم الريع ما ازداد تهميش إقليم يعاني في صمت، لو كانت طرقاتنا فعلا مجهزة ما عشنا هذا التسيب، ما قلص أصحاب النقل المزدوج من خطوطهم، ما ركب القرويون "البيكوبات" بردا وشتاء أو تمت العودة بهم إلى مخافر الأمن شهودا على مخالفة سائق أقَلَّهم ولن يكون من أحد غيره ليوصلهم ويوصل أعلاف مواشيهم، لو كان مسؤولونا يستحضرون الضمير في مهامهم ما أبدا بقيت خنيفرة دون معامل ولا مصانع ولا أوراش تخرج بالإقليم من الرسوخ في درك التنمية. أين المشكل يا سادة؟ جدد صاحب شركة الكرامة أسطول حافلاته، نعم جميل، فهل جدد موازاة مع ذلك طريقة تعامله مع العاملين لديه سائقين ومراقبين وغيرهم؟ هل صرح في دفتر تحملات صفقته بكل الخطوط العريضة حول بنود التعاقد مع العاملين لديه؟ هل كانت لديه الشجاعة بصفته "غنيا" ليعلن عن تدشين مصنع أو معمل بالمدينة كما فعل بمدينة القنيطرة قبل فوزه بصفقة تدبير نقلها؟ أم أن أهل القنيطرة يهمهم صالح المدينة عكس أهل الخنيفرة على حد قول معلق رياضي ذات مباراة؟ هي ذي الأسئلة التي ينبغي طرحها وأن تلقى الإجابة، فلو كانت بالإقليم أوراش للتنمية بالمعني الحق ما تطاحن العاملون في القطاع حول رؤوس الركاب المعدودة، لو بقيت السيولة المالية حبيسة أسوار خنيفرة ما بقينا دائما حلقة مفقودة بين مكناس وبني ملال. أيها المسؤولون اتقوا الله واعفوا عن هذه المدينة من أدوات التسويف ( سوف ...) وأدوات التمني والرجاء ( لو ...) خلصوا كل أفعال التنمية والعدالة الاجتماعية من كل الأسلاك التي تعترضها.