زوج ابنتي .... ابني اللذي ولدته لي الأقدار , يوم دخلت بيتي , وجلست بجانبي ورأسك منحني بكل الاحترام تطلب مني أن أظلك بشمسي .... منذ يوم بدأت هذه الزهرة تتفتح وأنا أنتظر قدومك , واليوم اعطيك الزهرة وقد نضجت..... اياك ثم اياك أن تذبل يوما على يديك. أم زوجتي .... أمي اللتي أنجبتها لي الأقدار ...... سأضل وفيا لك على اتمانك لي , ومنحي الزهر وقد تعطر بأريج الفضيلة , وهو موسوم على محياك الملائكية.... ياالله لو كان هذا الحوار الجميل , يرسخ في عقول هذا المجتمع اللذي طغت عليه فكرة ضجر الزوج من أم زوجته , والأم من زوج ابنتها. اعتدنا , أن نشاهد من داخل الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وغيرها , تمزق العلاقة بين هذين الطرفين , لمستوى وصل الى حد السخرية بالأمر, ومايزيد الطين بلة, أن الحديث عن هذه العلاقة بسخرية أصبح عاديا عند سماعنا له وكأنه أصبح من طبيعة الحياة , هذه العلاقة الانسانية النبيلة التي تقوم في أساسها على مبدأ الوحدة بين هذين الطرفين , كيف لا , وهما يتقاسمان شخصا مهما في حياة كلا الطرفين . هي علاقة جميلة يجب أن يحتويها الحب والاحترام والدفئ , كيف لا وهي من أمنتك على فلدت كبدها وضياء عينيها , كيف لا وأنت الابن الثاني وقد أصبحت جزءا كبيرا من حياتها بعدما كنت غريبا عنها كليا ......... قد تختلف طريقة التعامل لوجود عوامل كثيرة , لاتنظر الى دونها , ولكن انظر للشيئ الجميل فيها. لقد اهدتك شمس حياتها , فهي لاتستحق فقط أن تستضيفها على فنجان شاي في مساء عابر فقط , وانما أن تستضيفها بداخل قلبك الى اخر لحظة في حياتها. هو أيضا , روح ابنتك , وشريك حياتها من الألف الى الياء , ووالد أحفادك , الحياة الجميلة اللتي تمنيتها منذ أن كانت هي لازالت طفلة . هو ابنك اللذي أهدتك اياه عن رضى وقناعة , وتاج رأسها اللذي تتشرف بوجوده أمام الكون بأسره , هو كتابها اللذي توقعه أمام جهل نظرة العيون , هو حضارة حياتها وسط جهل الغير , هو العقل اللذي يفكر ليصونها والقلب اللذي ينبض ليغفر ويسامح شقاوتها ..... هو وأنت ...... العلاقة التي تنغرس فيها جدور الانسانية العميقة.... اصمدا فلن تجدا عاليا ذا رفعة الا الحب المليئ بالكثير من الاحترام والود.