قال محمد بوزيدان اليدري، الكاتب والمترجم إن الذين واصلوا التزامهم السياسي بعد انتخابات 8 شتنبر هم أبناء المشروع، لا أبناء اللحظة، في إشارة إلى قلة من مناضلي حزب العدالة والتنمية الذين حافظوا على موقعهم داخل المؤسسات رغم التراجع الكبير في النتائج. وأضاف بوزيدان، الذي كان يتحدث خلال لقاء ثقافي احتضنه ديوان الأدب التابع لديوان رئيس المجلس الجماعي لطنجة، إن الحزب يشبه رجلا فقد وزنه، لكنه لم يفقد تماسكه، في إحالة رمزية على ما وصفه باستمرارية الفكرة رغم تقهقر التمثيلية الانتخابية. وتحدث اليدري عن انتمائه السياسي، مشيرا إلى أنه لا يفصل بين التزامه الحزبي ومشروعه الثقافي، معتبرا أن الحقل الأدبي والفكري لا يتعارض مع الانخراط العمومي الواعي، وأن الاستمرارية في العمل تظل رهينة بالإيمان بالمشروع وليس بالموقع. وعبر عن اعتزازه بالاستضافة من طرف ديوان الأدب، رغم أن هذه المبادرة صادرة عن جماعة يترأسها حزب يوجد على النقيض من موقعه السياسي داخل المجلس. وقال إن الفعل الثقافي حين يكون صادقا، يتجاوز الانتماءات الظرفية، مضيفا أن هذه ليست المرة الأولى التي يحتفى فيها بمساره من طرف جهات لا تتقاطع معه سياسيا، في إشارة إلى لقاء سابق احتضنته جمعية الشعلة للثقافة والتربية ذات التوجه اليساري. من جهته، قال العمدة منير ليموري، رئيس المجلس الجماعي لطنجة، إن محمد بوزيدان اليدري يجسد نموذجا للمثقف الملتزم بقضايا مجتمعه، والمساهم في صيانة الذاكرة الجماعية للمدينة من موقعه ككاتب ومترجم وإعلامي، منوها بأهمية أن يكون المثقف شاهدا وفاعلا، لا محايدا ولا منسحبا. وأكد ليموري أن مدينة طنجة كانت وستبقى فضاء حيويا للمبادرات الثقافية والفكرية، مشيرا إلى حرص الجماعة على مواكبة التظاهرات التي تعزز مكانة المدينة كعاصمة للثقافة والتنوع. كما نوه بالإصدار الأخير لبوزيدان، معتبرا أنه يرصد محطات من الذاكرة النضالية بمزيج من التوثيق الشخصي والجماعي، ويشكل مساهمة في بناء سردية بديلة تكرس للتأمل والنقد والمساءلة. وأوضح رئيس المجلس أن لقاءات ديوان الأدب تندرج في صلب التوجه الجديد للجماعة، الذي يسعى إلى تقريب الفعل الثقافي من المواطن، والانفتاح على مختلف الفاعلين، مشددا على أن المدينة تحتاج إلى صوت المثقف مثلما تحتاج إلى صوت التقني والسياسي والمقاول، لأن الرهانات مشتركة.