بوريطة: المغرب والبرتغال تحذوهما إرادة مشتركة من أجل إرساء شراكة استراتيجية ذات مضمون نوعي    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات على وقع الارتفاع    خورخي فيلدا : بفضل الانضباط التكتيكي والتزام اللاعبات تحقق التأهل لنهائي الكان    جامعة لقجع تحدد موعد افتتاح أول مكتب إقليمي للفيفا بشمال إفريقيا من الرباط    ولاية أمن أكادير توضح ملابسات اقتحام سيارة رباعية الدفع لشاطئ المدينة    توقيف ثلاثة أشخاص بمحيط محكمة إنزكان الابتدائية بتهم السمسرة والنصب    المغرب يتجه نحو إصلاح جذري في السياسة الدوائية    دراسة: متلازمة القولون العصبي لا ترتبط بحساسية الغلوتين    إسرائيل تتسبب في تصدّع داخل اليونسكو بعد إعلان انسحاب الولايات المتحدة    بنسعيد: التنظيم الذاتي للصحافة ضمان لاستقلاليتها وترسيخ لدولة الحق والقانون        المنتخب المغربي يتأهل لنهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات    أنفوغرافيك | ماذا نعرف عن موقع المغرب في مؤشر المواطنة العالمي لسنة 2025؟    ارتفاع الأسهم الأوروبية بعد اتفاق تجاري بين واشنطن وطوكيو    توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء بالمغرب    "أونروا": فلسطينيو غزة يموتون وموظفونا يغمى عليهم من التجويع الشديد    بعد 60 عاما.. أمريكا تفرج عن وثائق سرية حول اغتيال مارتن لوثر كينج    الجديدة: موسم التين للتبوريدة في نسخته الثانية    باكستان: 221 شخصا لقوا مصرعهم في الأمطار الموسمية    المغرب ثاني أكثر دولة في العالم استهدافا بالهجمات السيبرانية خلال أسبوع    الصين تفتح سوقها أمام المغرب: إعفاء جمركي شامل يدعم المبادلات التجارية ويعزز الشراكة الاستراتيجية    وفاة شاب في بئر فحم بجرادة تفتح من جديد ملف "الساندريات" و"الإهمال التنموي"    كيوسك الأربعاء | البنك الإفريقي يُدعم الفلاحة التضامنية ب100 مليون أورو    جديد في قضية اعتقال مستشارة جماعية بالحسيمة بتهمة حيازة وترويج الكوكايين    الرئيس الأمريكي يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان    أكثر من 100 منظمة تحذر من "مجاعة جماعية" في غزة وواشنطن تبحث إنشاء ممر إنساني    اليوم العالمي للدماغ يسلط الضوء على تحديات الأمراض العصبية المتزايدة    النهضة البركانية تحتفي بدرع البطولة    السر في ملعب الحسن الثاني … لماذا يؤجل الفيفا الإعلان عن ملعب نهائي كأس العالم 2030 …؟    بنك المغرب يختبر العملة الرقمية    لبؤات الأطلس يعبرن إلى نهائي "كان السيدات" بعد مباراة مشوقة أمام غانا    طنجة.. مداهمة شقة بحي العرفان تُسفر عن توقيف 4 شبان وفتاة (صور)    لاعب اتحاد طنجة عبد العالي معاطي يستعد لمغادرة الفريق نحو الزمالك    أصيلة.. توقيف مبحوث عنه وطنياً وحجز 646 قرصاً مهلوساً    كاتب إسرائيلي: إسرائيل تُنفذ الآن خطة نازية للتطهير العرقي في غزة    بين الإصلاح والتخوفات.. البرلمان يصادق على قانون جديد لتنظيم المجلس الوطني للصحافة    لفتيت: مكاتب حفظ الصحة ستغطي جميع الجماعات بحلول 2026 بدعم يفوق مليار درهم    البرتغال تعبر عن دعمها الكامل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي    الكلاب الضالة تسببت في 100 ألف حالة عض سنة 2024... ووزارة الداخلية تبرمج مراكز للإيواء    ارتفاع جديد يسجل في أسعار المواد الغذائية واللحوم في الصدارة    على غرار ما يفعل الشاعر    بمشاركة دراكانوف ولازارو ومصطفى ترقاع.. الناظور تحتضن النسخة 11 من المهرجان المتوسطي    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بمهنة التراجمة المحلفين        أمسية مطرون تحتفي بالتنوع الثقافي    ‮ «‬تهريج‮»،‮ ‬و«بلطجة‮» ‬و‮… ‬حكامة بلا سياسة‮!‬    ليالي صيف الاوداية تلتهب على منصة كورنيش ابي رقراق    راغب علامة يبرر صورة "المعجبة": زاوية التصوير خدعت الجميع    أسعار النفط تتراجع            ليلة العيطة تجمع نجوم التراث الشعبي على منصة واحدة بالعاصمة    نبيل الأيوبي يتوَّج بلقب "نجم العيطة" في أولى محطات مهرجان العيطة المرساوية بالجديدة    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيمان امراة

ضرب كفا بكف.. نظر بعينين حائرتين إلى الجالس أمامه بوزرة بيضاء وصناتة على صدره.
" أهكذا.. ببساطة تودع زوجتي الحياة . . ونفترق بعد ……….".
لم يستطع الرجل الخمسيني إكمال عبارته المؤلمة .. فقد دخل في نوبة من البكاء المر.
**************************************
بعد فحص طبي دقيق . أذن الطبيب لزوجة عبد العزيز بمغادرة القاعة .. امتثلت واهنة وقد بدا السقم على ملامحها . فتحت الباب برفق ثم سدته ولم تكن قد خرجت بعد . وقفت وراء ستار تعيد ارتداءخمارها الأبيض . حسبها الطبيب خرجت إلى فناء الانتظار . التفت إلى زوجها:
_"ترجل .. زوجتك داهمها مرض خبيث لا يرحم . سأعطيك وصفة دواء . وجدولا للفحص والتحاليل .. حاول قدر المستطاع أن تعرف هي حقيقة المرض .. لكن بمرونة وروية .. والنفسية السيد عبد العزيز في مثل هذه الحالة هي الأساس".
سمعت الزوجة الحوار المرعب المختصر . تسللت إلى الخارج .. فاختصر لها ذاك الكلام الحياة بحلوها ومرها وحلها وترحالها . وعشرة عمر والبنون . والأفراح والأقراح . لكن أمرا ما كان يسكن فؤادها فيحول دون نحيبها . طال مكوث الزوج بقاعة الفحص .. أخرجت مصحفا من حقيبتها اليدوية وأخذت تتلو ايات منه .. وبعزيمة وإصرار .. بحثت عن آيات تحبها فتلتها بخشوع كأول مرة:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ".
تحجرت دمعتان فأبتا الذرف من عينيها الثابثتين.
إن الصدمة ضربة من ضربات الزمن القاسية. وقد تحول قسوتها دون النحيب والتوجع. أوبفعل ضراوتها لايصدق المصاب هل هو في واقع مر أو حلم عابر. لكن بهية امتثل أمامها قول حبيبها الرسول:" إنما الصبر عند الصدمة الاولى" … امتثل لها حان سماعها الخبر المؤلم والمثير لذعر الزوج.
طوال مسافة الطريق الى البيت ظل عبد العزيز واجما شاردا في عالم الأفكار السوداء المتناقضة. التفتت اليه:
_"فيما تفكر عبد العزيز.. ماذا قال لك الطبيب طول مكوثك عنده ". رد الزوج بتجاهل مصطنع:
_"غازات بالأمعاء والتهابات بالمعدة .. لكن يجب اتباع برنامج صارم. وإلا تطور الامر للأسوأ".
_"عبد العزيز.. أرجوك أن توقف السيارة وتركنها في مكان.. أريد التحدث إليك على انفراد".
في مقهى نائية تجاذبا أطراف الحديث. كانت بهية تتكلم في مواضيع شتى وكانها توصي قبل سفر طويل. لم يستطع زوجها إخفاء دهشته. فقد وجد نفسه أمام امراة حازمة في السلم والحرب. وقبل أن يترجل قبضت بهية على يديه بحرارة وقالت:
_"عبد العزيز.. أنا إنسانة مؤمنة بالله وقضاءه. ونحن في هذه الحياة على مائدة الرحمان مقبلين حتى إذا عشنا وتفرقنا بعد انقطاع الرزق تفرقنا راضين طائعين.. لقد سمعت كل شئ وخبرت أني مصابة بمرض عضال. ما أريده منك في هذه اللحظات الفارقة أن تبرهن على مكانتي في قلبك.. لقد فعلت المستحيل بأن تقلع عن إدمان شرب الخمر ومصاحبة رفاق السوء.. ووعدتني غير ما مرة وأخلفت.. عبد العزيز تب واستقم.. وتوجه إلى الله بقلب منيب.. وادع لي.. فان الله بعباده رحيم.. يقول ربنا "لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعا. إنه هو الغفور الرحيم".
ذهل عبد العزيز لثبات بهية وإيمانها وإصرارها على الصمود والقوة في لحظات ضعف وانكسار.
لم يذق الزوج في الليل للنوم طعما. كان يتألم بحرقة ربما على زمن ضاع من يديه وهو عن قيمته غافل.
كان من حين لآخر ينظر لصورة زوجته وكأنها غادرت إلى دار البقاء فيهمس:
_"سمعت الوعاظ.. وقرأت عن التوبة.. ونصحني المخلصون.. لكن ثباتك يابهية بهاء سريرتك وإيمانك. كان خير واعظ… إني أحبك".
وتبقى تتمة القصة سارية في حياتنا لتروي مفاهيم الصمود والإنكسار والاستقامة والانحراف والإيمان بماهية وجود الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.