وسيط المملكة: التظلمات الإدارية تتحول إلى الاحتجاج ضد السياسات العمومية    بايتاس: تكلفة الحوار الاجتماعي قد تبلغ 49 مليار درهم وتفاعل الحكومة مع الأسئلة البرلمانية يفوق تفاعل الحكومة السابقة    الحكومة تصادق على مرسوم تنظيم نشاط الإنتاج السينمائي    أوزين: أستعمل سيارة البرلمان في التحركات الحزبية لعقلنة إنفاق المال العام    مجلس الحكومة يصادق على تعيينات في مناصب عليا    نتائج إيجابية في "اتصالات المغرب"    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الارتفاع    رئيس الحكومة يترأس مراسم التوقيع على بروتوكول اتفاق بين الحكومة والمكتب الوطني للمطارات    سوس ماسة.. 230 عارضا يشاركون في المعرض الدولي للمنتوجات المحلية    الرادارات الروسية تفقد طائرة ركاب    حماس ترد على مقترح الهدنة في غزة    "غوغل" تعلن عن أرباح فوق سقف التوقعات    "فرانس برس": اجتماع سوري إسرائيلي مرتقب في باريس الخميس برعاية أميركية    كمبوديا وتايلاند تتبادلان إطلاق النار على الحدود المتنازع عليها بينهما    النهضة البركانية تحتفي بلقب البطولة    ميلان الإيطالي يتعاقد مع الدولي الإكوادوري بيرفيس إستوبينيان    توقيف 3 أشخاص بالقنيطرة بشبهة التحريض على الفساد وتصوير ونشر محتويات رقمية تتضمن مواد إباحية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    القنيطرة.. تفكيك شبكة لتصوير ونشر محتويات إباحية مقابل تحويلات مالية    إقليم العرائش.. انتشال جثة أربعيني غرق في سد وادي المخازن    بعد احتجاجات الساكنة.. عامل العرائش يعد بالاستجابة للمطالب في إعادة تهيئة الشرفة الأطلسية    صاحب أغنية "مهبول أنا" يفتتح غدا فعاليات الدورة ال11 للمهرجان المتوسطي للناظور    المشي 7000 خطوة يوميا مفيد جدا صحيا بحسب دراسة    ما المعروف بخصوص "إبهام الهاتف الجوال"؟    هذه عوامل تسبب زيادة خطر الإصابة بالخرف    بطولة القسم الممتاز لكرة السلة سيدات.. الكوكب المراكشي يتوج باللقب عقب فوزه على اتحاد طنجة    حملة ميدانية لضبط مختسلي الكهرباء بسوق كاسابراطا    تطورات جديدة في قضية الطفلة غيثة.. المحكمة تأمر بخبرة طبية وتؤجل الملف    البرتغال معنا: آمولا نوبا!    الحكومة تستهدف تقليص عجز الميزانية إلى 3,5% خلال 2025    وزيرة المالية في المجلس الحكومي: من المنتظر أن يتسارع معدل النمو إلى حدود 4,5% خلال هذه السنة    28 لاعبا لخوض نهائيات أمم إفريقيا للاعبين المحليين    طنجة تحتفي بالثقافة الأمازيغية بافتتاح معرض الكتاب والمنتوجات التقليدية ضمن مهرجان ثويزا    اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تدين قرار "الكنيست" بفرض السيادة على الضفة الغربية    إقليم بولمان يخلد الذكرى 26 لعيد العرش ويحتفي بالتلاميذ المتفوقين دراسيًا    الرجاء يطلق حملة "الألف منخرط" لتوسيع المشاركة الجماهيرية في القرار    سفارة الصين بالرباط تُخلد الذكرى 98 لتأسيس الجيش الشعبي الصيني بحضور رفيع المستوى    من الأمومة إلى الأضواء.. "غالي" يعيد ماريا نديم للواجهة    العيطة المرساوية تتواصل بمديونة            اتصالات المغرب.. أكثر من 80 مليون زبون وأرباح تتجاوز 4 مليارات درهم    مهرجان إفران الدولي يفتتح نسخته السابعة بمزيج من الفن والتراث والرياضة وسط جمهور غفير    بينهم 9 من منتظري المساعدات.. إسرائيل تقتل 23 فلسطينيا بغزة منذ فجر الخميس    أمين فرحان يعزز دفاع الفتح الرباطي    جامعة الدراجات تنظم منافسات الكأس    زيان يصور الموسم الثاني من "أفاذار"    "سجلماسة" .. جدل يرافق إعادة تأهيل أحد أبرز المواقع التاريخية المغربية    إسبانيا تكسر عقدة ألمانيا وتصعد لملاقاة إنجلترا في نهائي "يورو" السيدات    فرنسا تفرض حظر تجول ليليًا على القاصرين في مدن عدة بسبب تصاعد عنف المخدرات        الحج ‬إلى ‬أقاليم ‬الله ‬المباركة‮! .. منعطف المشاعر    رقصة الافعى محور الندوة العلمية لمهرجان ايقاعات لوناسة بتارودانت    اليوم العالمي للدماغ يسلط الضوء على تحديات الأمراض العصبية المتزايدة    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيمان امراة

ضرب كفا بكف.. نظر بعينين حائرتين إلى الجالس أمامه بوزرة بيضاء وصناتة على صدره.
" أهكذا.. ببساطة تودع زوجتي الحياة . . ونفترق بعد ……….".
لم يستطع الرجل الخمسيني إكمال عبارته المؤلمة .. فقد دخل في نوبة من البكاء المر.
**************************************
بعد فحص طبي دقيق . أذن الطبيب لزوجة عبد العزيز بمغادرة القاعة .. امتثلت واهنة وقد بدا السقم على ملامحها . فتحت الباب برفق ثم سدته ولم تكن قد خرجت بعد . وقفت وراء ستار تعيد ارتداءخمارها الأبيض . حسبها الطبيب خرجت إلى فناء الانتظار . التفت إلى زوجها:
_"ترجل .. زوجتك داهمها مرض خبيث لا يرحم . سأعطيك وصفة دواء . وجدولا للفحص والتحاليل .. حاول قدر المستطاع أن تعرف هي حقيقة المرض .. لكن بمرونة وروية .. والنفسية السيد عبد العزيز في مثل هذه الحالة هي الأساس".
سمعت الزوجة الحوار المرعب المختصر . تسللت إلى الخارج .. فاختصر لها ذاك الكلام الحياة بحلوها ومرها وحلها وترحالها . وعشرة عمر والبنون . والأفراح والأقراح . لكن أمرا ما كان يسكن فؤادها فيحول دون نحيبها . طال مكوث الزوج بقاعة الفحص .. أخرجت مصحفا من حقيبتها اليدوية وأخذت تتلو ايات منه .. وبعزيمة وإصرار .. بحثت عن آيات تحبها فتلتها بخشوع كأول مرة:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ".
تحجرت دمعتان فأبتا الذرف من عينيها الثابثتين.
إن الصدمة ضربة من ضربات الزمن القاسية. وقد تحول قسوتها دون النحيب والتوجع. أوبفعل ضراوتها لايصدق المصاب هل هو في واقع مر أو حلم عابر. لكن بهية امتثل أمامها قول حبيبها الرسول:" إنما الصبر عند الصدمة الاولى" … امتثل لها حان سماعها الخبر المؤلم والمثير لذعر الزوج.
طوال مسافة الطريق الى البيت ظل عبد العزيز واجما شاردا في عالم الأفكار السوداء المتناقضة. التفتت اليه:
_"فيما تفكر عبد العزيز.. ماذا قال لك الطبيب طول مكوثك عنده ". رد الزوج بتجاهل مصطنع:
_"غازات بالأمعاء والتهابات بالمعدة .. لكن يجب اتباع برنامج صارم. وإلا تطور الامر للأسوأ".
_"عبد العزيز.. أرجوك أن توقف السيارة وتركنها في مكان.. أريد التحدث إليك على انفراد".
في مقهى نائية تجاذبا أطراف الحديث. كانت بهية تتكلم في مواضيع شتى وكانها توصي قبل سفر طويل. لم يستطع زوجها إخفاء دهشته. فقد وجد نفسه أمام امراة حازمة في السلم والحرب. وقبل أن يترجل قبضت بهية على يديه بحرارة وقالت:
_"عبد العزيز.. أنا إنسانة مؤمنة بالله وقضاءه. ونحن في هذه الحياة على مائدة الرحمان مقبلين حتى إذا عشنا وتفرقنا بعد انقطاع الرزق تفرقنا راضين طائعين.. لقد سمعت كل شئ وخبرت أني مصابة بمرض عضال. ما أريده منك في هذه اللحظات الفارقة أن تبرهن على مكانتي في قلبك.. لقد فعلت المستحيل بأن تقلع عن إدمان شرب الخمر ومصاحبة رفاق السوء.. ووعدتني غير ما مرة وأخلفت.. عبد العزيز تب واستقم.. وتوجه إلى الله بقلب منيب.. وادع لي.. فان الله بعباده رحيم.. يقول ربنا "لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعا. إنه هو الغفور الرحيم".
ذهل عبد العزيز لثبات بهية وإيمانها وإصرارها على الصمود والقوة في لحظات ضعف وانكسار.
لم يذق الزوج في الليل للنوم طعما. كان يتألم بحرقة ربما على زمن ضاع من يديه وهو عن قيمته غافل.
كان من حين لآخر ينظر لصورة زوجته وكأنها غادرت إلى دار البقاء فيهمس:
_"سمعت الوعاظ.. وقرأت عن التوبة.. ونصحني المخلصون.. لكن ثباتك يابهية بهاء سريرتك وإيمانك. كان خير واعظ… إني أحبك".
وتبقى تتمة القصة سارية في حياتنا لتروي مفاهيم الصمود والإنكسار والاستقامة والانحراف والإيمان بماهية وجود الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.