نزلت السياسة في المغرب إلى " التروازيام ديفيزيون " كما حضيض أهل الكرة . بلغت درجة الصفر حسب لغة مختبرات الفيزياء ." حماضت " كما تقول الجدات عن حريرة لم تعد تغري أحدا ." تفسخ البيع " كما يصف الشيوخ سوقا كثر فيه المقالب... *********** كان مسمار نعش السياسة الأخير هو الذي دقه صاحبنا " المحترم " البرلماني الذي لبس جلابته و طربوشه و دس ظرفا بعناية في سرواله "القندريسي " و ذهب رأسا إلى مقر البرلمان ليلقي برسالته أمام الملك .. و يا ليته بعدها سكت و " كمد " غضب الحرس الخاص .. لقد أبى إلا أن يكمل " فقصة " المغاربة على برلمانهم حين طلع عليهم ب " جبهته " في وسائل الإعلام ليعطي تفاصيل الكوميديا التي اقترفها عن قناعة و يقين .. قال و بدون أن يرتد له طرف أن الرسالة إلى الملك فحواها طلب قرض لابنته المصون لكي تنشئ مصنعا ل" البانيوات و السطولا " .. ليخلص جميع من اطلع على هذا السكيتش الهزلي أن " السطولا " الحقيقيين هم الذين صوتوا على سعادة النائب و مكنوه من مقعد برلماني يتيح له و لعائلته زيادة " الشحمة في ظهرالمعلوف" *********** قبل هذه الواقعة بأيام ، خرج على المغاربة نجمهم في الباسكيط السابق و المكلف بخزائن المالية حاليا صلاح مزوار قائلا بأن بحوزته قنبلة ( الله يحفظ ) سيفجرها في ندوة صحفية .. خمن جميع المتحمسين أنها تتعلق بعملية " فريش " جريئة للوائح المستفيدين من الإمتيازات الضخمة أو المستغلين لخيرات هذا البلد الأمين .. جاء قبالة الصحفيين و نزع فتيل القنبلة ، و عوض أن تنفجر خرجت منها ثماني كائنات غريبة لا تشبه بعضها البعض لكنها متشابكة الأيدي و تبتسم في زهو واضح أمام العدسات و جامعها مزوار يهتف بحماس " أقدم لكم تحالفا من أجل الديموقراطية " .. و شرع في تفصيل فتحه العظيم الذي استطاع من خلاله أن يصنع " بناشي " من الأحزاب كما يحدث ل " مول المحلبة " حينما يستغل الفواكه المهترئة في صناعة عصير قابل للإستهلاك !! *********** عندما نقوم بجرد لمختلف التصريحات و الخرجات الإعلامية لرؤساء الأحزاب و مسؤولي الدولة الكبار و المنتخبين و المعينين بالظهائر نجد أنهم يجمعون على التنديد بالفساد و الرشوة و المحسوبية و استغلال النفوذ و الإغتناء غير المشروع .. القضية تبعث على الحيرة فعلا ... إذا كان كل هؤلاء المسؤولين ينددون ... فمن الفاعل إذن ؟ لا شك أن القضية فيها شيء من " الدمياطي " أو سطورا مبهمة من دستور عالم الجن ( تف تف .. بسم الله الرحمن الرحيم ) ما دامت صناديق الدولة تملأ في المساء لتصبح بعد الفجر خاوية على عروشها ... و اللص دائما مجهول !!ملايين الدراهم من الرشوة تدخل إلى الجيوب .. و الراشي دائما مجهول !!مئات مناصب الشغل تملأ بالأبناء و الأقارب و الأصحاب .. و المشغل دائما مجهول !!آلاف الصفقات المشبوهة تعقد .. و صاحب " الهمزة " دائما مجهول !! طرحت حيرتي على جدتي .. فتململت قليلا من " الركنة " و عدلت جلستها و الخوف بعينيها تتأمل وجهي المتلهف للإجابة ... " إياك و مزيدا من الحفر في الموضوع ، فما ذكرته يا ولدي إحدى علامات أن الدولة أصبحت ( مسكونة ) بأرواح لا تخضع لإرادة البشر ، أو كائنات غير مرئية تفعل أفاعيلها و تختفي في رمشة عين ... اطلب التسليم يا ولدي " ... التسليم يا جدتي !!!