هو يوم ليس للتشفي بالرغم من معانتنا من سياسة حزب العدالة والتنمية التقليدية،بقدر ماهو يوم لمراجعة المواقف،والتدابير التي أقدم عليها الحزب والتي أفقدته الشعبية التي كان يتوفر عليها قبل ولوج الحكم،فضلا عن الخرجات الغير المحسوبة التي كان بعض مسؤولي حزب العدالة والتنمية ضد هذه الفئة وتلك في استعلاء واضح على من كانوا سببا في وصولهم للحكومة،ليتدارك ذلك الحزب في الانتخابات الأخيرة على مستوى الشكل ،دون المضمون، حيث اعتمد لغة البكاء تارة،والاستجداء تارة أخرى للحصول على أصوات أولئك الذين يحتكمون للعواطف،والذين يسمون بالمتعاطفين،فضلا عن أعضاء الحزب،والمؤسسات التابعة له،وهو ما جعل حصيلة الاقتراع رغم تصدر الحزب للانتخابات لا تعكس شعبية واضحة له،وهو ما لم يفهمه الحزب ،وصار يمارس نوع من الفرعنة،تجلت بوضوح في الكلمة الأخيرة في مدينة الواليدية الساحلية،والتي قسمت ظهر البعير،والتي أغضبتنا جميعا،وهي طريقة الحديث المؤسفة مع جلالة الملك،مع أن الأمر يتعلق بأمين عام لحزب مكلف بتشكيل حكومة،ثم هو وزير أول مكلف بحكومة تصريف الأعمال،بمعنى ثاني شخصية دستورية في البلد،المفروض أن يكون على دراية،فضلا عن مستشاريه، بقنوات الاتصال مع جلالة الملك،لا أن يخرج أمام فئة من حوارييه،وأمام وسائل الإعلام،ويقول مايقول دون حكمة ولا اتزان،لعل ذلك راجع لعناء السفر، الذي قام به لقطر،وماحام حوله. وبحكم كاريزما جلالة الملك،المستمدة من جلالة المغفور له الحسن الثاني،كنت واثقا أن الأمر سيحسم فور عودته حفظه الله،هذه الكاريزما هي التي جعلت إفريقيا تطأطأ رأسها للمغرب،هذه الكاريزما هي التي جعلت جلالة الملك بعد أن حاول بان كيمون توسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء،واستفزاز المغرب،جعلته يؤدي صلاة الجمعة بمدينة الداخلة ليثبث للعالم أن لا تنازل عن الصحراء،وهي التي جعلت شعبا بأكمله يخرج في شوارع الرباط منددا بتصريحات كيمون الأمين العام السابق،فكيف عندما يتعلق الأمر بحزب سياسي يحاول أن يفرض مقاربة أحادية الجانب تعتمد إصلاحات أثبثث السلطة التشريعية زيفها كما حدث مع إصلاحات صندوق التقاعد التي اعترض عليها مجلس المستشارين.وبالمناسبة كان أسعد يوم عند منفذ الإصلاحات. أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت لكل السياسيين،وخصوصا من يسمون أنفسهم أصحاب الإسلام السياسي حتى من يتبنون المعارضة السلبية.