الهمة والفاسي الفهري وعزيمان يترأسون لقاء مع الأحزاب السياسية حول تحيين مبادرة الحكم الذاتي    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    الأقاليم الجنوبية تحقق إقلاعا اقتصاديا بفضل مشاريع كبرى (رئيس الحكومة)    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    قضاء فرنسا يأمر بالإفراج عن ساركوزي    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    متجر "شي إن" بباريس يستقبل عددا قياسيا من الزبائن رغم فضيحة الدمى الجنسية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    حقوقيون بتيفلت يندّدون بجريمة اغتصاب واختطاف طفلة ويطالبون بتحقيق قضائي عاجل    اتهامات بالتزوير وخيانة الأمانة في مشروع طبي معروض لترخيص وزارة الصحة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    توقيف مروج للمخدرات بتارودانت    البرلمان يستدعي رئيس الحكومة لمساءلته حول حصيلة التنمية في الصحراء المغربية    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    العيون.. سفراء أفارقة معتمدون بالمغرب يشيدون بالرؤية الملكية في مجال التكوين المهني    احتجاجات حركة "جيل زد " والدور السياسي لفئة الشباب بالمغرب    حسناء أبوزيد تكتب: قضية الصحراء وفكرة بناء بيئة الحل من الداخل    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطبقة الحاكمة بالجزائر..لماذا تعادي المغرب ؟؟


إن العداء المستحكم في الطبقة الحاكمة بالجزائر منذ انقلاب هواري بومدين على رفيقه في الكفاح"الرئيس بن بلة" لا يكاد يفهم لكل ذي بصيرة أو لكل عاقل يخشى على المصالح العليا للشعب الجزائري قبل الشعب المغربي،يأتي هذا الاستغراب بالنظر إلى كل الروابط الحميمة التي تجمع الشعبين المغربي و الجزائري الشقيقين عبر التاريخ المشترك . فما لسر في هذا العداء وهذا الحقد الدفين الذي يأسر النخبة الحاكمة في الجزائر اتجاه كل ما هو مغربي، وعلى رأسهم جنرالات فرنسا ؟؟ لقد تكونت لدى حكام الجزائر ما يسمى "بعقدة المغرب"، وهي عقدة تولدت جراء العديد من العقد التي تراكمت على مر العقود، وتطورت إلى أن أصبحت مرضا مزمنا يصعب التخلص منه – نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية - ..لكننا سنقتصر في هذا الباب على أربع عقد نحسبها هي الرئيسية و المحددة لما سبق ، نسوقها كما يأتي : 1- عقدة حرب الرمال العام 1963 لازال جنرالات فرنسا لم يتمكنوا من نسيان هزيمتهم في حرب الرمال العام 1963 التي لقنهم فيها المغاربة درسا قاسيا في البسالة و الرجولة لا ولن ينسوه أبدا، لأنه درس يجب أن يفهم في سياق تأديب" ناكر الجميل" الذي ما إن حصل على استقلاله –وذلك طبعا بمساعدة جاره المغرب –حتى كان هذا الأخير أو ضحايا اعتدائه .. وهنا يحضرني قول الشاعر علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني وعلمته الرماية ولما اشتد ساعده رماني قلت ، اعتدى على جاره المغرب، وذلك بشهادة أهل الدار ،والجاهدين الجزائريين الكبار،وعلى رأسهم المجاهد "جمال الدين حنيني" الذي صرح لصحيفة الخبر الأسبوعي الجزائرية بأن حرب الرمال "تمت بتخطيط من بن بلة سنة 1963 لتصدير الأزمة الداخلية الجزائرية الدائرة حول السلطة، وإيهام الفرقاء الجزائريين بأن المغرب يغزو الحدود الغربية للجزائر".وتأتي هذه التصريحات بعد أخرى مماثلة للضابط الجزائري السابق و الكاتب الحالي " أنور مالك" الذي جاء على لسانه أنه" اطلع على وثائق سرية إبان اشتغاله بالمؤسسة العسكرية الجزائرية، وهي وثائق تفيد أن مارُوج له حول هجوم المغرب على الجزائر إبان حرب الرمال هو كذبة كبرى وكلام فارغ مبني على تصفية حسابات بين القادة الجزائريين ، زيادة على تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج". لذلك مافتئ حكام الجزائر يتربصون بالمغرب الدوائر، ويتحيّنون الفرص ليردوا ما يعتبرونه ثأرا، وذلك واضح من خلال تصريحات العديد من قادتهم، وكان على رأسهم "هواري بومدين" وهو الرجل الذي هُزم في حرب الرمال،و الذي كان يقول – وبدون خجل- عندما يتحدث عما يعتبره ثأرا وفي سياق دوره في مشكل الصحراء " إننا على الأقل وضعنا حجرا صغيرا في الحذاء المغرب"،ولكنه في الحقيقة ،وضع بذرة للكراهية بين الشعبين، وضدا على المصالح المشتركة للبلدين، ووضع حجرة كبيرة في ميزان سيئاته ، ستبقى عليه لعنتها ولعنة من عمل بها إلى يوم الدين . 2- عقدة فشل النموذج الاشتراكي الجزائري وانهيار الاقتصاد لقد ورث الجزائريون عن المستعمر الفرنسي – كما هو معلوم للجميع- نموذجا اقتصاديا كولونياليا بيروقراطيا،وتقسيما اجتماعيا للعمل قائما على تصدير المواد الأولية واستيراد المواد المصنعة. وعلى الرغم من استفادة حكام الجزائر من ارتفاع أسعار النفط في تلك الحقبة،فإنهم لم يتمكنوا من التخلص من تبعات النموذج الكولونيالي ،رغم تبنيهم للنموذج "الاشتراكي الجزائري" كما يقولون، هذا الأخير الذي خُلق من أجل بناءه قطاع عام أو ما سمي بقطاع الدولة،والذي ظل بدوره رهينا لتوجيهات الساسة الاستبدادية، الشيء الذي ترتب عنه إلغاء المجتمع المدني الذي توقف تطور بمجرد انبثاق الدولة التسلطية التي لا تسمح بوجود فضاء سياسي عام، ولا بأية استقلالية للمجتمع المدني عن المجتمع السياسي ، وظل المواطن الجزائري يجني تبعات اختيارات العسكر المسيطر على السلطة لعقود عديدة،ازدادت فيها الفئات الفقيرة فقرا ،بينما اغتنت فيها فئات أخرى محابية للعسكر، بل تكونت على الهامش بورجوازية عسكرية هي التي تسلمت دواليب الاقتصاد واحتكرت مجالاته الحيوية فيما بعد ، وقد واكب هذا التسلط الاقتصادي تسلط سياسي مقيت ، صادر أي صوت مخالف. وقد حاول العسكر طيلة عهد بومدين التكتم على الحراك الاجتماعي الذي كان يمور داخل المجتمع الجزائري،تارة بإطلاق مشاريع ليس الهدف منها سوى التخفيف من حدة التوتر و التذمر الشعبي ، وقد كانت كلها فاشلة..ومرات أخرى بحملات القمع و الترهيب المُمَنهج على الطريقة الستالينية ؛ إلا أن انهيار النموذج السوفياتي وتفكك دولته، قد ساهم بشكل آلي في كشف المستور في الجزائر التي كانت تحتمي بهذا النموذج بل وتبالغ في تقديسه . وفي الوقت الذي أبان هذا الانهيار على اقتصاد جزائري مترهل ،وبنيات إنتاجية متهالكة وعتيقة، وصلت إلى الباب المسدود، كان الجار المغربي يطور نموذجه الاقتصادي اللبيرالي المنفتح رغم ما شاب مسيرة التنمية من هفوات ومنزلقات، استطاع تخطي آثارها شيئا فشيئا .. وهذا ما أغاض ويغيض حكام الجزائر،الذين لم يستسيغوا فشل نموذجهم المتقادم على الرغم من الإمكانيات الهائلة من العملة التي يوفرها قطاع النفط و الغاز،كما لم يستسيغوا بنفس الحقد والضغينة ثبات النموذح المغربي على الرغم من توالي الأزمات ،وعلى الرغم من افتقار المغرب إلى ثروات عظمى تضاهي ثروة النفط و الغاز.أقول فشل نموذجهم الذي لم يوفر للجزائريين أدنى شروط العيش الكريم، إذ أصبحت الجزائر رهينة الخارج في كل شيء،حتى في القوت اليومي للفرد ،حيث بلغت الواردات من المواد الغذائية و السلع المصنعة نسبة 91% من مجموع الواردات، في حين استطاع النموذج المغربي على الأقل توفير الغذاء لمعظم المغاربة ، بل استطاع أن يحقق اكتفاء ذاتيا في الكثير من المواد الأساسية نذكر منها: السكر ،الحليب ومشتقاته،الألبسة،القطاني، مواد البناء وغيرها..سنعود للحديث عنها في موضع آخر . 3- عقدة السبق المغربي في مجال الحريات وبناء دولة المؤسسات لقد كان قدر الشعب الجزائري أن يصارع المستعمر الفرنسي لمدة طويلة قدم فيها الكثير من التضحيات الجسام، وكان قدره أيضا بعد الاستقلال أقسى وأمر،إذ ورّثه الاستعمار لثلة من الانتهازيين الذين لم يروا في الجزائر سوى بقرة حلوب تذر من كل الخيرات،التي استأثر بها الحكام بدل الشعب الذي كان في قلب معركة التحرير،شأنهم في ذلك شأن معظم الشعوب العربية التي تم السطو على ثوراتها وسرقتها وتحويلها إلى يافطات منمطة تعلن الولاء لهذا القائد أو ذاك الزعيم،الشيء الذي خلف الكثير من الويلات و المآسي الفظيعة التي طالت معظم الفئات الاجتماعية، وذهب ضحيتها الكثير من خيرة أبناء هذه الأمة نتيجة صراع رفاق الكفاح و التحرير على السلطة وما استتبعه من قتل واعتقال وانقلابات وإبعاد..ولكن ،وبفضل تعقل بعض القيادات الحاكمة والمُعارضة استطاع المغرب – ولو بشكل متأخر – كنموذج من النماذج القليلة في العالم ،أن يقف أمام تاريخه القمعي هذا موقفا حاسما وأن يسائله بكل جرأة ،ويكشف عن هفوات ومنزلقات الماضي الرهيب الذي اصطلح على تسميته "بسنوات الرصاص"،ويحدد المسئول عنها. وبالفعل تشكلت لجان تقصي الحقائق وبعدها لجنة للمصالحة وجبر الضرر المعروفة، والتي خلصت بعد نقاشات ومداولات مريرة إلى تأطير هذا الماضي في سياقه التاريخي، واعتباره إرثا جماعيا لكل المغاربة ،يبغي الوقوف عنده وتحديد المسافة منه، ومن ثمة العمل بكل حرص ومسئولية على عدم تكراره، والعمل بالتوازي على تعويض المتضررين منه بما يليق مع حجم الضرر – هذا رغم ما قيل وما يقال حول هذه العملية من قصور في نواحي كثيرة لا يزال العمل جاريا على تداركه .وبذلك تمكن المغاربة من تأسيس نموذج راق في التصالح مع الماضي يحتدى ويضرب به المثل ،وهذا باعتراف المنظمات الحقوقية الدولية . إلاّ أن هذا لم يرُق لحكام الجزائر من العسكر ومن يدور في فلكهم، لأنهم لم ولن يمتلكوا الجرأة والشجاعة على الكشف و الاعتراف بالجرائم البشعة المرتكبة في حق الشعب الجزائري المغلوب على أمره،سواء في "الحقبة الستالينية" لحكم هواري بومدين ،وما تخللها من قمع سياسي وتصفيات حسابات بين القادة أنفسهم أو قمع الشعب وتضليله وترهيبه والرمي بخيرة أبنائه في سجون العسكر المنتشرة عبر كل التراب الجزائري،أو خلال "عشرية الموت" التي فُرضت على الشعب الجزائري بعد الانقلاب الفاشي على الجبهة الإسلامية للإنقاذ "Fis " وما تبع ذلك من اعتقالات ومجازر في صفوف المناضلين الأحرار، وفي صفوف الشعب الجزائري ،بل قد تمت إبادة قرى بأكملها على يد الجيش الجزائري لا لشيء إلا لأنها صوتت لصالح الفيس، واحتضنت مناضليها المطاردين في الجبال و الأدغال، وقد تم مسح كل ذلك في قميص الجبهة الإسلامية للإنقاذ وهي منه براء، وذلك بشهادة كبار الضباط الجزائريين السابقين الذين غادروا البلاد وكتبوا عن هذه الحقبة وما تم فيها من جرائم ، وفضحوا ما كان متسترا عليه من قبل النظم العسكري الحاكم . كل هذا وغيره كثير ،خلق لدى حكام الجزائر عقدة الكراهية و الحقد اتجاه كل ما هو مغربي، لأن من لم يستطيع السير إلى الأمام ،يعمل على شد غيره إلى الوراء..عملا بالقولة " إذا ربحت فسيكون الربح لي وحدي،وإذا خسرت فلن تكون الخسارة لي وحدي"، وهذا تعبير عن الأنانية المفرطة والمقيتة التي تحكم عسكر الجزائر ومن يدور في فلكهم،فهم لحد الساعة لم يستسيغوا كيف تمكن المغاربة من تحقيق السبق عليهم في هذا المجال وكيف عملوا ويعملون على تلمس طريقهم نحو المزيد من الحريات و الحداثة و التطور،بينما هم لايزالون يرزحون تحت ثقل الماضي الاشتراكي المُنحرف، وتحت تأثير عقلية الحزب الواحد والزعيم الأوحد . 4- عقدة التفوق المغربي في مجالات الحياة الاقتصادية و الاجتماعية لم يرُق ولا يروق أبدا لحكام الجزائر الحاقدين أن يتلمس المغرب طريقه نحو التقدم و الحداثة والتمدن، وهو البلد الذي لا يملك أية ثروة نفطية أو غازية كما يملكها هم ، إذ استطاع المغرب وبفضل تضحيات شعبه أولا وأخيرا أن يتلمس معالم نهضته الاقتصادية والاجتماعية بعد مخاض عسير من التجارب الفاشلة أحيانا، والمحتشمة أخرى،وبعد انتفاضات متتالية كانت تعبيرا شعبيا عن معاناة الفئات الشعبية المسحوقة وعن آمالها وطموحاتها في العيش الكريم.وبالفعل أدى المغاربة ضريبة النضال من أجل مغرب جديد تتهيأ في الفرص للجميع،مما أكسب المغاربة مناعةً اتجاه أي منزلقات اجتماعية قد تؤدي بالبلاد إلى الهاوية من جهة، وأكسب الاقتصاد الوطني المرونة اللازمة للتأقلم مع المتغيرات العالمية الطارئة من جهة أخرى . نحن لا ندعي أن الاقتصاد المغربي هو الآن في حالة جيدة تماما،ولكنه على الأقل استطاع أن يحقق الحد الأدنى من مؤشرات النمو والتأقلم و الفاعلية،الشيء الذي يوفر معه الحد الأدنى من العيش الكريم لعموم المغاربة، وهذا طبعا بدون أي مورد طبيعي كبير كالبترول أو الغاز(وهذا هو الأهم) سوى سواعد المغاربة وعرق جبينهم ، وهذا أيضا رغما على لوبيات المصالح الخاصة من الانتهازيين والمتسلطين و الباطرونا ومن يدور في فلكهم، وقد استطاع المغرب بالفعل أن يسجل تفوقا كبيرا على الجارة الجزائر رغم إمكاناتها الضخمة ومواردها الهائلة من البترول و الغاز،وأن يؤسس اقتصادا مقاوما بعيد عن الريع والتواكل كالذي بناه حكام الجزائر، الشيء الذي خلق لديهم إنسانا خمولا ومتواكلا ينتظر حسنة من الدولة ،هذه الأخيرة التي كان من الواجب عليها أن توفر له حاجياته الأساسية في العيش الكريم من عائدات النفط و الغاز التي هي حق له قبل غيره.ولكن أي شيء من هذا لم يحصل،والحالة الاقتصادية و الاجتماعية بالجزائر تُغني عن كل حديث . يغيض حكام الجزائر ما حققه المغرب ويحققه من تفوق في محيطه الأفرو-عربي في مجالات حساسة كالفلاحة والسياحة والصناعات التحويلية و الطبية والنسيجية وصناعة مواد البناء والتعدين وغيرها. لقد استطاع المغرب – رغم ما يشوب التجربة من هفوات ونواقص – أن يحقق الاكتفاء الذاتي في الكثير من المواد الأساسية كالقمح والسكر و الزيوت والحليب ومشتقاته واللحوم بجميع أنواعها والخضر و الفواكه والقطاني ومواد البناء وغيرها.. كما حقق المغرب –أيضا- قفزة نوعية في مجال السياحة التي أصبحت تشكل موردا رئيسا من موارد الدولة ، وتشغل عددا كبيرا من اليد العاملة المغربية والأجنبية.نفس الشيء ينسحب على قطاع الصناعات الطبية و النسيجية والصناعات التقليدية والصناعات الطاقية ، بل دخل المغرب أيضا مجالات الصناعات التكنولوجية الحديثة و الدقيقة – ولو أن هذه التجربة لا تزال في بداياتها الأولى – هذا ،و يبدو جليا لكل متتبع للشأن المغربي أن المغرب اليوم في عهد محمد السادس هو عبارة عن أوراش مفتوحة في كل مكان وفي كل مجال ستغير-عند اكتمالها - وجه المغرب بحول الله،وتضعه على سكة التطور و الحداثة كما يتمنى ذلك كل المغاربة . هذا يحدث في المغرب رغم ما يتقوّله القائلون وما يدعيه المدعون،بينما لا يزال الجزائريون يعيشون على ما يقتنيه حكامهم من مواد مقابل النفط و الغاز، دون التفكير في تأسيس اقتصاد وطني منتج يحرر الجزائريين من التبعية العمياء و الكاملة للخارج،فلقد أضحت الجزائر- كما ورد في الكثير من التقارير الدولية لسنة 2010- رهينة للخارج في كل مناحي الحياة،وهاهي أزمة الخبز تطل من جديد في كل الجزائر،زيادة على أزمة السكن والبطالة والمرض والجريمة الشيء الذي ينبأ بانفجارات اجتماعية خطيرة قد تزج بالبلاد والعباد في ما لا تحمد عقباه . يحدث كل ذلك على مرأى ومسمع من حكام العسكر الغارقين في بحبوحة من العيش،غير مكترثين لا بمعاناة الشعب الجزائري المغلوب على أمره، ولا إلى الطريق المعتم الذي ما فتأ الاقتصاد الجزائري يسلكه يوما بعد يوم . أقول : يحدث كل ذلك وحكام الجزائر لا همّ لهم سوى مقارعة المغرب ومعاكسته في كل المحافل الدولية والإقليمية ومنازعته في وحدته الترابية وفي استقراه وأمنه ، وينفقون على ذلك أموالا طائلة هي من حق الشعب الجزائري ، كان حري بحكامه إنفاقها فيما ينفع البلاد و العباد ،ويوظفون بالتوازي مع ذلك دبلوماسية نسيت أنها جُعلت لخدمة المصالح الجزائرية لا مصالح ثلة من المرتزقة العاقين لوطنهم ومصالح من يأكل الشوك بأفواههم من جنرالات فرنسا ومن يتمسح بأحذيتهم الملطخة بدماء الجزائريين الأحرار . هذا غيض من فيض فيما جاء في سِفر الحقد والكراهية المقيتة التي تأسر جنرالات فرنسا ومن يتبع ضلالهم المبين اتجاه جارهم المغرب، الذي ما برح يمد يديه في كل مناسبة من أجل السلام و الحبة والأخوة الصادقة ..ولكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي . فستبقى الجزائر على ما هي عليه ما بقي حكامها من العسكر، وما بقي الشعب الجزائر ملازما للصمت .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.