«مْن أسرة محافظة، عْندي خُّوت كثارْ وكانْ الزيّارْ.. ما وْقع لي أي مشكلْ فْمرحلة المراهقة، حافظتْ على نفسي لأبعدْ الحدودْ. تْخطبْت بزّافْ دْيال المرّاتْ ولكنْ ما نْجحاتْشْ أي خطوبة منهمْ.. كنتْ صغيرة بزّافْ»... بهذه الكلمات، استهلَّت «ملاك» -من مراكش- سردَ تفاصيل من قصتها «التراجيدية» في ليلة الأربعاء، 19 يناير الجاري، من «عيادة» برنامج «بصراحة»، الذي يقدمه أديب السليكي على أثير إذاعة «راديو بْليس»... بتوالي الحكي عن مسار حياتها «الغريب»، وبتوجيه من أسئلة منشط البرنامج وهدي ملاحظاته، ستكشف «ملاك» عن ملامح حياة شقية طبعتْها تصرفات مشاغبة وعلاقة «غريبة»، بكل المقاييس، تثبتُ أن المتحدثة إلى البرنامج أبعدُ ما يكون من مميزات الاسم المستعار (ملاك) الذي اختارته للتحدث به إلى البرنامج، مع أنها ذكرت اسمها الحقيقي، في «غفلة» من «رقابتها» الذاتية على فقرات «بوحها» المثير... «شرعتُ في ممارسة العادة السرية وأنا بعدُ طفلة في الثامنة أو التاسعة من العمر، استمرّتْ حياتي عادية وكنتُ متفوقة جدا في دراستي، إلا أنني، فجأة، لم أعد أستوعب كثيرا، ليتوقف مساري الدراسي دون الحصول على شهادة الباكلوريا... اشتغلتُ هنا وهناك، بعد أن حصلتُ على دبلوم.. وسار كل شيء يسير بشكل «طبيعي» إلى أن دخلتُ في علاقة «مبهَمة» مع شخص يكبرني بسنوات كثيرة، لتأخذ حياتي انعطافة أخرى»... علاقة مع شخص يكبرها بعمر بأكمله (34 سنة...) ستكون «تتويجا» لميولات غريبة لإنسانية ظلت، منذ صغرها، «متعلقة» بمن هم أكبر منها سنا: «كنتُ أرى في من هم أكبرُ مني سنا كل معانيَّ الرجولة والشجاعة والقوة: في أصدقاء إخوتي الأكبر مني سنّا، وحتى في أساتذتي، الذين سبق لي أن «تعلقتُ» بأحدهم لمدة طويلة وإلى أبعد الحدود... ثم كان أن تعرفتُ على ذلك الشخص الذي يكبرني (مطلّق ولديه أبناء) بسنوات كثيرة. كان ذلك عن طريق «الشات» عبر الأنترنت، ثم جاءت مرحلة التعارف عبر التليفون، ثم بعد ذلك التقينا مباشرة... تطورت الأمور إلى أن دخلنا في علاقة جنسية سطحية... «حافْظْ» عليّ، رغم ذلك. ثم جاء ليخطبني من أجل الزواج، إلا أن أهلي قابلوا طلبه بالرفض، بسبب فارق السن الكبير بيننا... افترقنا بعد ذلك، إنما لمدة قصيرة فقط، عادت إثرها العلاقة بيننا إلى سابق عهدها.. كان يغار عليّ كثيرا ويشك في بشكل لا يُتصور، ومن جانبي، صرتُ «لا أرى غيره رجلا» في العالم بأسره»!... شخص يكبرها ب34 عاما صار «الرَّجُلَ» الوحيدَ في «عالَم» هذه الإنسانة، التي ستأخذ حياتها مجرى آخر قبل حوالي 4 سنوات من الآن: «لم يمرَّ على اشتغالي أكثر من أسبوع في وكالة عقارية تستخدم وسائل الاتصال الحديثة، كالأنترنت. عنَّتْ لي في ذلك اليوم بدافع الفضول فكرةُ «اكتشاف» ما يجري في المواقع الإباحية، التي كان ابن صاحب الوكالة يلجها كثيرا.. أنا التي كنت أتسلى كثيرا بالألعاب الافتراضية المتوفرة في الشبكة العنكبوتية.. صُدمتُ بقوة، في البداية من ذلك «العجب»، الذي يَعرضه الموقع الإباحي... بعد ذلك، لم أنتبه إلا و«الشيطان» يقود خطواتي نحو الضياع... مارستُ العادة السرية أمام الجهاز بطريقة فقدتُ معها عذريتي، لأستفيق على وقع الصدمة، وقد ضاع مني كل شيء... جمدتُ في مكاني، مذعورة مما جرى، وأنا أسائل نفسي: ماذا فعلتُ؟ هل أنا حيوان أم بشر؟... احتقرتُ نفسي إلى حد بعيد... لقد «أوقف» ما وقع لي حياتي، صرتُ لا أفكر إلا في ذلك اليوم المشؤوم إلى درجة أنني أكاد أصاب بالجنون»... وختمت «ملاك» (لقلة الأسماء أم لسخرية القدَر وعبثية الدالّ والمدلول؟) «بوحَها» الأثيريَّ باكية، نادمة، وإنْ كانت في الحقيقة ما تزال مستمرة في «المحظور»، إذ واصلت «بوحها» قائلة: «استمررتُ في ممارسة العادة السرية، وإنْ بشكل أقل، كما أن علاقتي الجنسية مع ذلك الشخص تحولت من ممارسة سطحية إلى معاشرة «صريحة»، بين الفينة والأخرى»!...