ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الجيش المغربي يستفيد من التجارب الدولية في تكوين الجيل العسكري الجديد    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"منتدى أصيلة" يصل سنته 42.. انتقادات تطال التدبير ومطالب برفع الغموض عن مالية المؤسسة
نشر في لكم يوم 13 - 08 - 2020

وجهت فعاليات ثقافية وجمعوية، انتقادات شديدة لمؤسسة "منتدى أصيلة" التي أسسها ويرعاها ويشرف عليها الوزير السابق محمد بن عيسى، سواء في ما يخص التدبير المالي أو على مستوى الجانب التسييري، وذلك في سياق تأجيل الدورة 42 إلى صيف سنة 2021، بسبب تداعيات جائحة كورونا.
واعتبرت الفعاليات الثقافية، في تصريحات متفرقة لموقع "لكم"، أن دور "موسم أصيلة الثقافي الدولي" في إغناء الثقافة الوطنية وخلق حراك ثقافي مغربي كان محدودا، مشيرة إلى أنه لم يكن منخرطا بشكل كبير في أسئلة الثقافة والسياسة بالمغرب بشكل واضح، مؤكدة على أن علاقة المنتدى بالمثقف المغربي، لم تكن جيدة، حيث كانت هناك انتقائية كبيرة وهذه الانتقائية في بعض الأحيان ذات طبيعة إيديولوجية ومرتبطة بالمواقف السياسية.
وتساءلت التصريحات، كيف لمدينة تسمى مدينة الثقافة والفنون وتضم مجموعة من المنشآت الثقافية وتبقى حكرا على جمعية واحدة هي "مؤسسة منتدى أصيلة" دون باقي الجمعيات؟ مضيفة، كيف ستكون لأصيلة نهضة ثقافية وفنية أمام هذا الاحتكار لهذه المنشآت؟، معتبرة هذا الأمر يدعو إلى الكثير من السخرية.
وبخصوص الجانب المالي للمنتدى، اعتبرت الفعاليات التي حاورها موقع "لكم"، أن مطالب رفع الغموض عن التفاصيل المالية والجهات المانحة أصبح ضرورة ملحة لرفع اللبس، مؤكدة على أن الوضوح والصراحة سواء مع الداعمين أو مع الرأي العام سينعكس إيجابا على المؤسسة وعلى صورتها لدى الرأي العام.
من جهتها اعتبرت فعاليات داعمة للموسم الثقافي، أن "مؤسسة منتدى أصيلة" قد نجحت في الاستثمار في الانسان على مدى أزيد من 40 سنة، مشيرة أن للموسم رؤية واستراتيحية، تتميز بتنوع الأنشطة الثقافية والفنية وبطبيعة الضيوف المتميزين، وهو ما جعل من أصيلة فضاءا للحوار ومركزا للتفكير في القضايا الكبرى للعالم وفرصة لتقوية الدبلوماسية الثقافية.
وتواصل موقع "لكم" مع توفيق لوزاري نائب الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، والذي يشغل في نفس الوقت منصب النائب الأول لرئيس جماعة أصيلة، لكن لم يبدي تفاعلا مع أسئلة موقع "لكم".
هل فعلا موسم أصيلة يقدم خدمة ثقافية لساكنة المدينة ؟
محمد جبرون الباحث والفاعل الثقافي، تساءل في حديث مع موقع "لكم"، عن انعكاسات الموسم الثقافي على ساكنة أصيلة، وهل فعلا ساهم في الارتقاء الثقافي لساكنة المدينة ؟ وما هو موقف سكان أصيلة من هذا الموسم، هل فعلا يقدم لهم خدمة ثقافية هم بحاجة إليها وتمول في جزء كبير منها من المال العمومي ومن مالية الجماعة، فهل فعلا هذا الموسم يقدم الإضافة الثقافية للمدينة ويقدم خدمة ثقافية لساكنة أصيلة؟
واعتبر المتحدث، أن هذا الأمر يحتاج إلى تدقيق ويحتاج إلى تقييم، مشيرا إلى أنه وبكل بساطة ومن خلال اطلاعي، أن الكثير من شباب وساكنة أصيلة لم يكن على الأقل راضين على الموسم من هذه الناحية، وربما الذي يعكس هذا الأمر حسب جبرون، هو أن مكتبة كبيرة من حجم "مكتبة بندر بن سلطان" هي مغلقة طيلة السنة، لا يستغلها الناس وتفتح موسميا كأنها معرض ثم تغلق بعد ذلك، وهذا حال باقي المرافق والمنشآت الثقافية الأخرى بالمدينة.
علاقة المنتدى بالمثقف انتقائية
جبرون سجل أن الموسم الثقافي الصيفي يتعامل مع المثقف المغربي بانتقائية كبيرة، مضيفا أن هذه الانتقائية في بعض الأحيان ذات طبيعة إيديولوجية ومرتبطة بالمواقف السياسية أو شيء من هذا القبيل، ومعتبرا أن كل الضيوف مرحب بهم في موسم أصيلة، بحيث هناك من الناس لم يحضروا ولو فعالية واحدة وذلك لأسباب بالدرجة الأولى سياسية مرتبطة بالموقف الإيديولوجي بشكل رئيس.
في ذات السياق، اعتبر الباحث جبرون، أن الموسم كان طيلة عقود مهووسا ومهموما أكثر بالعلاقات العامة والصورة الخارجية لأصيلة والمغرب، معتبرا أن دوره في إغناء الثقافة الوطنية وخلق حراك ثقافي مغربي من هذه الناحية كان محدودا فلم يكن منخرطا بشكل كبير في أسئلة الثقافة والسياسة بالمغرب بشكل واضح.
هذا ولم يفت محمد جبرون الإشارة إلى أن منتدى أصيلة من المواسم الثقافية التي بصمت مرحلة مهمة من التاريخ الثقافي لشمال المغرب، تحت رعاية وبإشراف مباشر من الوزير السابق محمد بن عيسى، معتبرا أن أدواره في وزارة الخارجية وكذلك في الثقافة وغيرها من المهام وقربه من دائرة القرار واستغلاله لعلاقاته العامة أنجح هذا المنتدى ومساره بحيث كان برنامجه غني وتحضر أسماء لامعة في عالم الفكر والسياسة والثقافة، من العالم والعالم العربي على وجه الخصوص، وبالتالي فهو في الواقع كان وجهة ثقافية مميزة في فصل الصيف وهذا المنتدى أعطى إشعاع كبير لمدينة أصيلة.
أنشطة لا تخدم المدينة وسيطرة على كل المنشآت الثقافية
من جهته، اعتبر هشام المرابط الفاعل الثقافي والجمعوي بالمدينة، في مقابلة مع موقع "لكم"، أن الموسم الثقافي لأصيلة كانت أنشطته في بداية مشواره نسبيا مناسبة للمدينة، لكن مع تطوره وزيادة التمويل الخارجي منه على الخصوص لاحظنا أن أنشطته تحولت إلى أنشطة فئوية لا تخدم المدينة، مشيرا إلى أن ربط العلاقات مع الدول المانحة كان هو الهم الوحيد لمنظمي هذا الموسم.
وأضاف المرابط، أنه وبسبب الدعم الذي تلقته المؤسسة من جهات متعددة، تم إنشاء مجموعة من المنشآت الثقافية وأيضا الاجتماعية، كمؤسسة "الحسن الثاني للملتقيات الدولية"، و"مكتبة بندر بن سلطان"، و"دار التضامن"، بالإضافة إلى "المتحف" الذي هو في إطار البناء، مشددا على أن هذه المنشآت لا يستفيد منها جمعيات المجتمع المدني بمدينة أصيلة، هي فقط حكرا على مؤسسة منتدى أصيلة لا غير، معتبرا الأمر يدعو إلى الكثير من السخرية، متسائلا، كيف لمدينة تسمى مدينة الثقافة والفنون وتضم مجموعة من المنشآت الثقافية وتبقى حكرا على جمعية واحدة دون باقي الجمعيات، فكيف ستكون لنا نهضة ثقافية وفنية أمام هذا الاحتكار لهذه المنشآت.
وأشار المتحدث، إلى أن "مؤسسة منتدى أصيلة" تفرض سيطرتها أيضا على "قصر الريسوني" (الشخصية التاريخية المشهورة) أو ما يصطلح عليه حاليا ب"قصر الثقافة".
مؤسسة منتدى أصيلة تستثمر في العقار
من الأمور المثيرة التي أشار إليها هشام المرابط وهو أحد الوجود الإعلامية بالمدينة، دخول الجمعية المشرفة على الموسم الثقافي في مجموعة من المشاريع الاجتماعية كعملية إيواء دور الصفيح، التي اعتبرها في الواقع لم تعطي نتيجة واضحة لعدة أسباب، لأن أغلب هذه الشقق، تم تفويتها لأشخاص لا علاقة لهم بالحي المراد إعادة تهيئته، المعروف اختصارا بحي المكسيك.
مشروع آخر عرف النور أشار إليه المتحدث، هو بناء سكن اقتصادي الذي وصل إلى مرحلته الثانية، مضيفا أن الغريب في الأمر أن العديد علقوا على الأمر أن مؤسسة منتدى أصيلة تجاوزت الأعمال الثقافية والاجتماعية لتصبح منعشا عقاريا، في حين يتم منع المنعشين العقاريين إلى الدخول إلى مدينة أصيلة، والاستثمار في السكن الاقتصادي .
وإذا كانت مؤسسة منتدى أصيلة يقول المرابط، قد ساهمت في تطوير مدينة أصيلة بنسبة قليلة جدا، فإن ما استفاده رئيسها يبقى قليل للغاية.
المنتدى هو بن عيسى
أما يوسف بنجيد وهو فاعل جمعوي بمدينة أصيلة، فقد قال في تصريح لموقع "لكم"، أن ما أعرفه هو أن محمد بن عيسى كان ولا زال رئيسا للجمعية وفي المؤسسة هو الامين العام، لأن هذا هو لقب الرئيس. ومضيفا وبالتالي المنتدى هو بن عيسى وهو الشخص الوحيد الذي يدير ويسير ويصرف.. فإذا انتهى بنعيسى سينتهي المنتدى او المؤسسة، مشيرا إلى أنه سبق وأن سمعته يوما يقول في أحد الندوات أنه أنشأ المؤسسة بدل الجمعية حتى تستمر بعده، معتبرا هذا التصريح مجرد كلام، مضيفا، أعرف أشخاص كثر دخلوا المنتدى ولم يكونوا غير أسماء على الورق.
وأشار المتحدث، إلى أن الموسم كان في بدايته شعبيا يستضيف فنانين ذوي طابع شعبي "كمجموعة الغيوان" و"جيل جيلالة" وأيضا "الفنان عبد الرؤوف" وغيرهم، لكن سرعان ما أصبح نخبويا انطلاقا من فترة التسعينات .
وقال بنجيد، أن المنتدى سيطر على كل المؤسسات بالمدينة، بالإضافة إلى أنه يتوصل سنويا بمنحة تقدر ب 300 مليون سنتيم، فإنه أصبح يملك عقارات، مقر المجلس هو في إسم المنتدى حازها بعد أن كانت فندقا يسمى الواحة مملوكا للجماعة ثم افراغ المكتري وتخولت الملكية الى المنتدى وأعيد بناؤه، أيضا مكتبة بندر كانت مقرا للمجلس في السبعينات ليحوزه المنتدى ليبني فوقه مكتبة بندر بن سلطان، أيضا قصر الريسوني الشخصية التاريخية، حيث كان في ملكية الدولة، أصلحته اوزارة الثقافة وهو الآن في ملكية "مؤسسة أصيلة"، ولا ننسى مركز الحسن الثاني، وثلاث مدارس كبيرة كان يقول المنتدى أنها ستكون قطاع عام وهي الان مملوكة للمنتدى، كما ان المنتدى أصبح مؤسسة تجارية، ببني الاقامات ويبيع الشقق بهدف تجاري خالص.
دعوة إلى الشفافية المالية
وبخصوص الجانب المالي لمنتدى أصيلة الثقافي، فقد أجمعت تصريحات الفعاليات، على أنه ليس هناك أي معطيات أو أرقام خرجت للرأي العام، دعاية إلى الكشف عن تفاصيلها، تعزيزا للشفافية والوضوح.
وقال محمد جبرون على هذا المستوى، أي عمل سواء كان ثقافي أوغيره، يجب أن تكون فيه الشفافية المطلقة لأنه بكل بساطة لا يضير أن يعرف الرأي العام التفاصيل المالية لأن هذه لا تعتبر من الأسرار، مشيرا إلى أن هناك مهرجانات كثيرة تصرف وتدبر موارد مالية كبيرة ومع ذلك تخرج إلى الرأي العام.
وأضاف جبرون، ممكن أن يحتج الناس ويقولوا أن هذه المبالغ كبيرة هذا طبيعي وهذا حقهم، لكن الأساس هو الشفافية التي يمكنها أن تعزز مكانة هذه المؤسسة أكثر مما قد تضر به، معتبرا الغموض هو الذي يكون مشكل، أما الوضوح والصراحة سواء مع الداعمين أو مع الرأي العام سينعكس إيجابا على المؤسسة وعلى صورتها لدى الرأي العام.
وأفاد الباحث، أن الغموض يولد الإشاعات وتدخل فيه عدد من التأويلات المغرضة، بالعكس ممكن تكون ميزانية المنتدى معقولة وضعيفة والناس تساهم من جيبها مثلا ممكن يكون هذا، وممكن يكون العكس ولهذا الشفافية دائما قوة وضرورية ومن مؤشرات الحكامة الجيدة في هاته الفترة التي يمر منها المغرب.
من جهته، دعا هشام المرابط مؤسسة أصيلة إلى الكشف عن جميع معاملاتها المالية وعن تقريرها المالي لساكنة أصيلة، وذلك لرفع أي لبس أو سوء فهم قد ينتج عن هذا التعتيم الذي تنهجه المؤسسة، تجاه الساكنة، وذلك انطلاقا من كون جمعية منتدى أصيلة، هي جمعية ذات منفعة عامة.
أما عن الجهات الداعمة، قال المرابط حسب تتبعنا اتضح أن هناك الصندوق السعودي للتمويل، وصندوق أبو ظبي، بالإضافة إلى أن الجماعة توفر العقار الذي بنيت عليه مثلا مؤسسات تعليمية، بالإضافة إلى أن مؤسسة منتدى أصيلة تحصل على منحة تقدر ب300 مليون سنتيم تقريبا تمر عبر المجلس الجماعي .
ورغم أن المؤسسة هي ذات منفعة عامة يؤكد هشام المرابط، إلا أن الملاحظ أن هناك تكتم كبير على مالية هذه الجمعية، وبالتالي فخاصة الخاصة وأعضاء المكتب هم من لديهم الحق للولوج إلى المعلومات الخاصة الأدبية والمالية، معتبرا أن ما يعاب على هذه المؤسسة انها تستغل بشكل كبير كدراع انتخابي لأمينها العام الذي هو في نفس الوقت رئيس المجلس الجماعة لأصيلة، وهنا حالة التنافي بشكل صارخ بين المنصبين، بحيث أنه في الميثاق الجماعي أي جمعية تربطها علاقات مع المجلس الجماعي فلا يحق لأعضائها الجمع بين المنصبين، يقول المرابط.
منتدى أصيلة يشكل استثناء مغربيا عربيا و دوليا
بالنسبة لياسين ايصبويا احث في قضايا الشباب والمجتمع المدنني، فإنه نادرا ما تتطابق الشعارات مع الواقع، ولذلك فإنها تصنع الاستثناء عندما تجعل الواقع تجسيدا لشعار ما. وهذا بالضبط ما جعل مدينة أصيلة إستثناء مغربيا، عربيا و دوليا.
في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، يقول ايصبويا في حديث مع موقع "لكم"، قررت جمعية محلية تسمى المحيط الثقافية قبل ان تتحول الى مؤسسة منتدى أصيلة برئاسة محمد بن عيسى الذي اعتبره المتحدث، كان يملك رؤية استراتيجية تعتمد على البعد الثقافي كركيزة أساسية في التنمية تنضاف الى باقي الأبعاد الإجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية هاته الابعاد التي تعتبر اسس المواطنة والتنمية المستدامة ، من هاته الرؤية تم أن اطلاق تجربة فنية – ثقافية في مدينة أصيلة، و اختارت لها إسما و شعارا: "موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي انطلق سنة 1978 تحت شعار "الثقافة في خدمة التنمية".. و كان هذا الشعار فريدا و متفردا في العالم آنذاك.. فكثرت الأسئلة وطنيا ودوليا حول المدينة وموسمها الثقافي، وفق التصريح.
واعتبر الباحث، أن "مؤسسة منتدى أصيلة" قد نجحت في تحويل شعارها الأول إلى منهج تنموي فعال على مدى أزيد من 40 سنة اسثتمر في الانسان المواطن القاطن بالمدينة الذي حافظ على تحمل مسؤوليته في الحفاظ على جزء من هويته وتطور وكبر مع موسم اصيلة، مشيرا إلى أن بنات وأبناء المدينة يساهمون بشكل او باخر في انجاح الموسم الثقافي من خلال المساهمة في مختلف فعاليته من تنظيم واشراف ومساهمة فنية وثقافية في اشغاله .
وأشار ايصبويا، إلى أنه لا يجب نسيان مساهمة فنانين مغاربة مثل اكرام القباج وعبد القادر الاعراج و محمد المرابطي الذي اصبحت اصيلة بيتهم، كما ان هناك الكثير من زوار المدينة لم ينتبه الى الانسجام الحاصل بين الجداريات وارضية المدينة العتيقة وبعض شوارع المدينة، بحيث عمل كل من الفنانين محمد المليحي احد مؤسسي موسم اصيلة الثقافي الدولي و فريد بلكاهية وحكيم غيلان ويونس الخراز على تصميم الأرضية.
وأكد المتحدث، على أن للمنتدى رؤية واستراتيحية تتميز بتنوع الأنشطة الثقافية والفنية وبطبيعة الضيوف المتميزين، حيث جعل من أصيلة فضاءا للحوار ومركزا للتفكير في القضايا الكبرى للعالم وفرصة لتقوية الدبلوماسية الثقافية، الشيء الذي انعكس على ساكنة أصيلة، حيث أن الإنسان الزيلاشي تربى في كنف الفن والثقافة وجعل احساسه بالانتماء الى هاته المدينة اقوى.
وأضاف المتكلم، أن الموسم الثقافي لأصيلة استطاع أن يقنع الآخرين في بناء فضاءات ثقافية متميزة تضاهي أفضل المراكز الوطنية والدولية(مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية/ مكتبة الامير بندر بن سلطان / دار التضامن / متحف الفن المعاصر / اعادة ترميم قصر الثقافة…)، مما يعود بالنفع على المدينة، معتبرا أن الأمر انعكس بشكل ايجابي على الممارسة الثقافية بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وبفضل المؤسسات الثقافية الكبرى والبنيات التحتية المتميزة استطاعت مجموعة من الجمعيات بالمدينة الاستفادة من هاته البنية التحتية والخبرة التي راكمها شباب المدينة من تنظيم لقاءات وطنية ودولية يكون لها اثر اقتصادي، سياحي و تنموي بصفة عامة على المدينة وساكنتها، داعيا باقي الجمعيات في المدينة من اجل تطوير آليات اشتغالها والاستفادة من هذا التراكم الايجابي والاشعاع الدولي للمدينة، إذ يجب عليها ان تبدل مجهودات كبيرة وان تبادر للعمل على استمرار اشعاع المدينة.
وأكد المتحدث، على أن المسؤولية تهم الجميع للترافع أمام المؤسسات الوطنية حتى تساهم بدورها في تطوير الشأن الثقافي بالمدينة الذي له اثر اقتصادي على المدينة ، من خلال فتح معهد موسيقي، و معهد للفنون الجميلة، او كليات ومعاهد التكوين المهني تضم تخصصات تتماشى مع الهوية الثقافية للمدينة ووفق رؤية جهوية متكاملة بين مختلف المدن والقرى بجهة طنجة تطوان الحسيمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.