تتبعت أول أمس الحوار المباشر الذي أجرته قناة الجزيرة مع مصطفى الخلفي و زير الاتصال و الناطق الرسمي باسم الحكومة. اعترف أن كلامه ومراوغاته وطريقة دفاعه على اعتقال علي أنوزلا أصابني بالغثيان . مصطفى الخلفي رأته عيناي مرة واحدة بشكل مباشر عندما كان مسئولا لطلبة الإصلاح والتجديد بجامعة بن طفيل بالقنيطرة سنة 1994/1993 . نظمت اللجنة الانتقالية الأوطمية آنذاك أسبوعا ثقافيا بجامعة ابن طفيل تخللته نقاشات وندوات وأمسيات ومعارض ودوري في كرة القدم (إن لم تخني الذاكرة). استدعيت ورفيقي اقبالة أمقران (من موقع وجدة) كمسئولين وطنيين للقاعديين التقدميين للمساهمة في النقاش حول راهن الحركة الطلابية وآفاقها وخاصة أننا كنا بصدد الإعداد للحوار الوطني للفصائل التاريخية لأوطم. أيام الأسبوع الثقافي مرت في أجواء نضالية رائعة، لكن الطلبة "الإسلاميين" وعلى رأسهم مصطفى الخلفي لم يرقهم نجاحات "الرفاق" و نجاحات أنشطتهم. و قد كان لهم رأي آخر،عندما قادوا في اليوم الأخير من الأسبوع الثقافي هجوما على المقصف الذي كان يدار فيه نقاش حول الحركة الطلابية و برنامجها النضالي لاوطم وأولويات النضال وإمكانية هيكلة اوطم انذاك..الخ. لم ينفعنا مع هجوم مصطفى الخلفي (الإرهابي) و من معه إلا تسلق الجدران والهروب لننجو من مجزرة مخطط لها سلفا، والآن ها هم يحاولون أن يلقنوا لنا ا دروسا في "محاربة الإرهاب" وهم يدافعون و يبررون بنوع من "الشماتة": اعتقال الصحفي علي أنوزلا. مصطفى الخلفي وصف أمس على الجزيرة أن اعتقال على انوزلا جاء بعد " "التحريض عمدا على الإرهاب"، قبل أن يرجئ الأمر إلى السلطة القضائية الذي يترأسها وزير العدل الذي ينتمي هو الآخر لحزب العدالة والتنمية لتقول كلمتها على حد تعبيره. هذا الأخير ومن معه اتضح جليا مع فضيحة "دانيال غيت" أن لا علم لهم بما يؤخذ من قرارات، لكنهم يدافعون عنها بشراسة و يدافعون بشكل أعمى على قرارات لم يتخذونها - أو ربما لم يستشاروا- عليها أصلا. فمصطفى الرميد اعتبر إطلاق سراح البدوفيلي الإسباني مثلا قرارا "اتخذ بين ملكين و في مصلحة الوطن" أما السيد الخلفي فلم يكن في علمه آنذاك سوى أن دانيال غادر الحدود المغربية الاسبانية دون جواز سفر. إن العدالة والتنمية آخر من يمكن له أن يتحدث على "محاربة الإرهاب"، باعتبار أنهم مارسوا إرهابهم على الطلبة و متورطون في اغتيال المناضل اليساري محمد ايت الجيد بنعيسى وتورط زميله حامي الدين القيادي في العدالة و التنمية لازال موضوعا أمام أنظار القضاء في محاكم فاس. كما أن رئيسهم عبد الإله بنكران يعلم علم اليقين عندما كان في الشبيبة الإسلامية كيف ومن ومتى صفى النقابي المغربي عمر بنجلون. إن السيد الخلفي يعلم علم اليقين أن حزبه حرض مليون ألف مرة على الإرهاب و أشاد به مغربيا وعربيا ودوليا. بل جريدته "الإصلاح" نظَّرت لذلك و دافعت عن القتلة. وعليه نقول للسيد مصطفى الخلفي إن لم تستحيي فقل ما شئت، وإنك آخر من يمكن له أن يتحدث على "محاربة الإرهاب". أما علي أنزولا فكان للفكر الظلامي بالمرصاد وسيظل مقاله " السعودية.. الخطر الداهم" مرجعا منيرا لنا وللأجيال القادمة..