احتضنت مدينة شفشاون، يوم الأحد 1 يونيو 2025، مائدة مستديرة حول موضوع "مونديال 2030 كقوة ناعمة: الأبعاد السياسية والاقتصادية لتنظيم مشترك من منظور الأحزاب والمجتمع المدني"، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الدولي "MIA 2″، بتنظيم من مؤسسة التعاون بين المغرب والإيبرو-أمريكا، وبشراكة مع الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية. وقد شهد اللقاء مشاركة فاعلين سياسيين وممثلين عن الشبيبات الحزبية ومكونات من المجتمع المدني، حيث انصب النقاش حول رهانات تنظيم كأس العالم 2030، ليس فقط من زاوية البنيات التحتية، بل أيضاً كفرصة لترسيخ موقع المغرب إقليميًا ودوليًا، وتعزيز إشعاعه عبر استثمار القوة الناعمة المرتبطة بالرياضة. وشدد المتدخلون على ضرورة ربط التحضير لهذا الحدث العالمي بإستراتيجية وطنية للتنمية، داعين إلى تحسين التوزيع المجالي للمشاريع، وضمان استفادة مختلف جهات المملكة من الدينامية المصاحبة لهذا الورش الدولي. كما عبّر المشاركون عن قلقهم من استمرار ما اعتبروه اختلالات ترابية، مؤكدين الحاجة إلى سياسات عمومية دامجة تنصف المناطق المهمشة، وتترجم المفهوم الجديد للسلطة والمصالحة المجالية إلى إجراءات عملية. وقد اعتُبر مونديال 2030 فرصة مهمة لتأهيل البنيات التحتية، وتحديث شبكة الطرق والملاعب والمرافق السياحية، إلى جانب دوره في تعزيز صورة المغرب كبلد حديث منفتح على محيطه الإفريقي والمتوسطي. كما شددت بعض المداخلات على أهمية إشراك الشباب وتأطيره ليكون فاعلاً في نقل رواية المغرب إلى العالم، والمساهمة في الترويج لثقافته وهويته خلال هذا الموعد الرياضي العالمي. وخلص اللقاء إلى جملة من التوصيات، من أبرزها بلورة رؤية وطنية شاملة تدمج الأبعاد الثقافية والدبلوماسية والرياضية في الإعداد للحدث، وضمان عدالة مجالية في توزيع المشاريع المرتبطة به، إلى جانب الدعوة إلى حكامة شفافة وفعالة، والتفكير في سبل ضمان استدامة الأثر الاقتصادي والاجتماعي لما بعد 2030، مع أهمية توسيع النقاش العمومي حول الموضوع ليشمل مختلف فئات المجتمع. واختُتم اللقاء بتكريم عدد من الشخصيات الشبابية التي تميزت داخل الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية، تقديراً لمساهماتها في قضايا الشباب والمشاركة الديمقراطية. وتُعد الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية إطاراً تنسيقياً مستقلاً يضم 16 شبيبة حزبية من مختلف التوجهات، وتعمل على تعزيز الحوار بين الشباب وتقوية حضورهم في المشهد السياسي الوطني عبر مبادرات ومشاريع تشاركية.