تزامنا واقتراب عيد الأضحى.. الدجاج يصل ل40 درهماً بأسواق الناظور        من قلب ليما.. عبد القادر الكيحل يدعو إلى تعزيز التعاون البرلماني بين ضفتي الأطلسي والمتوسط    نحو قنصلية بدون طوابير.. بوريطة يكشف تفاصيل الخدمات الرقمية لمغاربة الخارج    البرلمان البيروفي يوجه صفعة دبلوماسية للبوليساريو ويدعو إلى تصنيفها منظمة إرهابية    البرلمان البيروفي يحتفي برئيس مجلس المستشارين ويجدد دعمه لمغربية الصحراء    إكس شات يدخل السباق .. هل تنتهي سيطرة واتساب؟    مباراة أسود الأطلس وتونس بشبابيك مغلقة    "منتخب U17" يهزم كندا في إسبانيا    البيجيدي: الموقف البريطاني من الصحراء يُعْتبر تحوُّلاً إيجابيا مهما ينضاف لمواقف أمريكا وفرنسا وإسبانيا    الكونغرس البيروفي يدعو الحكومة إلى الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه وتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية    من المغرب إلى المشاعر المقدسة.. "طريق مكة" ترسم رحلة الطمأنينة للحجاج المغاربة    جهة طنجة تحتل المرتبة الثانية وطنياً في إحداث المقاولات خلال الربع الأول من 2025    تورك: استهداف المدنيين "جريمة حرب"    ألمانيا .. السجن مدى الحياة لسوري قاتل دعما لحكم الأسد    "النفايات أسقطت حكومات".. وزيرة تحذّر من تعثر مشاريع للأزبال المنزلية    حريق يتلف 3 هكتارات من النخيل    جامعة وجدة تنفي شائعات متداولة    دبي تحتضن أول مستشفى لأكديطال    يوميات حاج (4): السعي .. درب الخوف واليقين بين الصفا والمروة    عطلة استثنائية للبنوك بمناسبة عيد الأضحى    رئاسة الأغلبية الحكومية تؤكد التزامها بمواصلة تنزيل الإصلاحات وتعزيز المسار الديمقراطي    خروف يتسبب في سحب رخصة الثقة من سائق طاكسي        دعوات للاحتجاج ليلة عيد الأضحى بطنجة تضامنا مع الشعب الفلسطيني بغزة    السعودية تدعو الحجاج لالتزام خيامهم يوم عرفة تحسبًا للإجهاد الحراري    الناظور.. نفاد حقنة تحمي الرضع من أمراض الرئة    السكن.. التمويل التشاركي يصل إلى 26.2 مليار درهم في نهاية شهر أبريل (بنك المغرب)    شريف شادي يطرح قريبا: واش راك لاباس، بين يدي جمهوره    قطارات بلا تكييف ومشروع جديد في سيدي البرنوصي يلوح في الأفق    الدكتورة إمان اضادي منسقة ومنظمة المؤتمر الدولي للغة العربية وتراثها المخطوط بفاس للاتحاد الاشتراكي    وداعا سميحة أيوب .. سيدة المسرح العربي ترحل واقفة    وزارة برادة: أجواء إيجابية وهادئة ميزت الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا    الفنانة سميحة أيوب تغادر بعد مسيرة فنية استثنائية    جامعة محمد الأول تنفي "الفضيحة البيداغوجية": مزاعم باطلة و"الحركية الدولية" خيار مشروع    توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء    انسحاب حزب فيلدرز بسبب خلاف حول الهجرة يهدد استقرار الحكومة الهولندية بعد 11 شهراً على تشكيلها    توقيف ثلاثة قاصرين بسبب السياقة المتهورة بسلا    مهرجان "أرواح غيوانية" يواصل فعالياته ببنسليمان بمشاركة أبرز رموز الأغنية الغيوانية    تأجيل محاكمة سعد لمجرد    35 ألف متفرج و520 كاميرا مراقبة.. مركب فاس جاهز لاستضافة المباريات الدولية    وفاة الفنانة سميحة أيوب "سيدة المسرح العربي" عن عمر 93 عاماً    مروان سنادي: حققت حلمي بارتداء القميص الوطني وعندما سمعت اسمي ضمن اللائحة شعرت بفرح كبير    تصريحات نارية للاعبين والطاقم التقني للمنتخب التونسي قبل مواجهة المغرب        بوانو: الحكومة صرفت 61 مليارا على القطيع دون نتيجة وينبغي محاسبتها على حرمان المغاربة من الأضحية    بعض عرب يقودهم غراب    السينما المغربية تتألق في مهرجان روتردام    مقتل 3 جنود إسرائيليين في قطاع غزة    كأس العالم للأندية: تشلسي يدعم صفوفه بالبرتغالي إيسوغو    الفيفا يكشف عن شعار النسخ الخمس القادمة لمونديال السيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب    محمد الأمين الإسماعيلي في ذمة الله    السعودية: إخراج أكثر من 205 آلاف شخص من مكة حاولوا الحج بدون تصريح    السجائر الإلكترونية المستخدمة لمرة واحدة تهدد الصحة والبيئة!    معهد للسلامة يوصي بتدابير مفيدة لمواجهة حرارة الصيف في العمل    البرازيل تحقق في 12 إصابة جديدة مشتبه بها بإنفلونزا الطيور    مخترع حبوب الإجهاض الطبي يغادر دنيا الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقاولة المغربية تعيش حالة اختناق غير مسبوقة في غياب التحفيز وضعف التنافسية
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 02 - 06 - 2025

العجز التجاري يقفز إلى 109 ملايير درهم ويعري فشل الحكومة
في تحصين العرض التصديري للبلاد

كشف مكتب الصرف في آخر بياناته حول المبادلات التجارية أن العجز التجاري للمغرب بلغ عند متم أبريل 2025 نحو 108.9 مليار درهم، مسجلا تفاقما بنسبة 22.8% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حيث لم يكن يتجاوز 88.7 مليار درهم. وبلغت قيمة الواردات خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية ما مجموعه 263 مليار درهم، بزيادة ناهزت 22 مليار درهم، في حين لم تتعد قيمة الصادرات 154 مليار درهم، بارتفاع محدود لم يتجاوز 1.2%.
البيانات الرسمية كشفت عن تراجع واضح في معدل تغطية الصادرات للواردات، الذي فقد 4.6 نقاط ليستقر في حدود 58.6% فقط، وهو أدنى مستوى يسجله المؤشر في السنوات الأخيرة. ويعزى هذا التدهور بالأساس إلى اتساع الفارق بين تطور الصادرات التي سجلت نموا طفيفا، مقابل ارتفاع قوي في قيمة الواردات، خاصة في المواد الاستهلاكية والغذائية ونصف المصنعة.
قطاع السيارات، الذي يمثل رافعة أساسية للصادرات المغربية، سجل تراجعا ملموسا بنسبة 7%، منتقلا من 52.6 إلى 49 مليار درهم، نتيجة انخفاض حاد في مبيعات وحدة التصنيع التي فقدت 5 مليارات درهم من رقم معاملاتها خلال أربعة أشهر فقط. قطاع الإلكترونيك بدوره فقد 428 مليون درهم من صادراته مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، متأثرا بانخفاض قوي في صادرات المكونات الإلكترونية بنسبة 42.5%. أما صادرات النسيج والجلد، فقد سجلت تراجعا بنسبة 2.7%، مع انخفاض ملحوظ في مبيعات الملابس الجاهزة والمنتجات النسيجية.
في المقابل، واصلت واردات المواد الغذائية منحاها التصاعدي، حيث ارتفعت بنسبة 11.3% لتصل إلى 33.4 مليار درهم، مدفوعة بزيادة لافتة في واردات الذرة والأغنام والأبقار والقهوة. وبلغت فاتورة الذرة وحدها 2.6 مليار درهم، بزيادة فاقت 44%، في حين ارتفعت واردات المواشي إلى أكثر من 2.2 مليار درهم. أما واردات القمح، فقد تراجعت ب14.5%، لكن ذلك لم يخفف من الضغط على الميزان الغذائي.
وساهم الطلب القوي على المواد الاستهلاكية المستوردة بدوره في تضخيم الفاتورة، حيث سجلت واردات المنتجات النهائية الموجهة للاستهلاك ارتفاعا ب6.2 مليار درهم، لتبلغ 61.2 مليار درهم، نتيجة الارتفاع المتواصل في واردات الأدوية، والسيارات ، والمفروشات المنزلية. كما ارتفعت واردات المعدات الجاهزة بنسبة 13.3%، لتصل إلى 61.8 مليار درهم، في ظل زيادة الإقبال على الأجهزة التكنولوجية والمعدات الصناعية.
ورغم أن الفاتورة الطاقية سجلت بعض التراجع بنسبة 4.9%، مدفوعة بانخفاض واردات الغازوال والفيول ب2.8 مليار درهم نتيجة هبوط أسعارها في السوق الدولية، إلا أن هذا التراجع لم يكن كافيا لكبح تفاقم العجز التجاري.
في جانب مداخيل العملة الصعبة، انكمشت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج إلى 35.9 مليار درهم، بتراجع بلغت نسبته 3.7% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما يمثل انخفاضا ب1.37 مليار درهم في ظرف أربعة أشهر فقط. ويطرح هذا التراجع إشكالية جديدة مرتبطة بتراجع أحد أهم مصادر تمويل العجز الخارجي في المغرب.
على النقيض، سجلت مداخيل الأسفار أداء إيجابيا نسبيا، حيث ارتفعت ب7.5% لتبلغ 34.4 مليار درهم، في حين ارتفعت صادرات الخدمات عموما ب5.3%، مما عزز فائض ميزان الخدمات بنسبة قاربت 12% ليستقر في 46.3 مليار درهم.
و تعكس البيانات الجديدة اختلالا واضحا في بنية المبادلات الخارجية، في ظل تباطؤ دينامية التصدير مقابل ازدياد حدة التبعية للاستيراد، سواء في المواد الأساسية أو في المنتجات النهائية. ورغم الأداء الإيجابي لبعض القطاعات كالفوسفاط والطيران، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لوقف منحى التدهور المسجل في الميزان التجاري، الذي يستدعي مراجعة عاجلة لخريطة التحفيزات الصناعية والتجارية.
هذا التدهور المسجل في مؤشرات المبادلات التجارية لا يعكس فقط اختلالا ظرفيا في التوازنات الخارجية، بل يكشف، بالأرقام، عجز الحكومة عن بلورة سياسة فعالة للنهوض بالعرض التصديري الوطني. فرغم الشعارات المرفوعة حول دعم الإنتاج وتحفيز الاستثمار، تعيش المقاولة المغربية اليوم حالة غير مسبوقة من الانكماش، تغذيها تراجعات متتالية في الإنتاجية، وتآكل القدرة التنافسية، وغياب أي دينامية حقيقية على مستوى التحفيزات الحكومية. وضع يكرس مزيدا من الارتهان للأسواق الخارجية، ويقوض جهود إنعاش اقتصادي يفترض أن يكون مبنيا على خلق الثروة لا على استيرادها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.