تبلغ محاكمة الصحفي حميد المهدوي، رئيس تحرير موقع "بديل"، محطتها الأخيرة يوم الإثنين 2 يونيو، في قضية تعد من أبرز الملفات التي فجّرت نقاشا واسعا بشأن حرية التعبير في المغرب. ومن المرتقب أن تعقد الجلسة في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر بمحكمة الاستئناف في الرباط، حيث ستباشر الهيئة القضائية الخوض في حيثيات الملف بشكل دقيق، وذلك بعد أشهر من المرافعات والتجاذبات القانونية والإعلامية. وتثير القضية القضائية بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي والصحفي حميد المهداوي جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والحقوقية بالمغرب، بسبب متابعة المهداوي بالقانون الجنائي بدلا من قانون الصحافة والنشر. وقد انتقد دفاع المهداوي هذا التوجه، معتبرا أن فيه انتقائية ومعاملة غير منصفة مقارنة بحالات مشابهة. تطالب أصوات حقوقية وإعلامية بإسقاط المتابعة الجنائية في حق المهداوي، والاحتكام إلى قانون الصحافة والنشر، باعتبار أن التهم المطروحة تدخل في نطاق العمل الصحفي. ويرى مراقبون أن هذه القضية تمثل اختباراً لمصداقية التزامات المغرب الدستورية والدولية تجاه حرية الصحافة واستقلالية القضاء. وتجدر الإشارة إلى أن وزير العدل قدم أربع شكايات أخرى ضد المهداوي، اثنتان منها قيد النظر أمام المحكمة الابتدائية وستُعقد جلستهما في 10 يونيو، فيما لا تزال الشكايتان الأخريان قيد البحث لدى الشرطة.