لليوم الثالث على التوالي، تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية، حصار مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاتلين الفلسطينيين. وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية، أن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف المجمع بقنابل الفوسفور وقنابل الدخان، وقصفت مبنى العناية المركزة وقسم جراحة القلب، ما أدى إلى أضرار كبيرة بالمبنيين. لا بد من تدخل عاجل بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة، إن "أضرارا كبيرة لحقت بمبنى العناية المركزة بمجمع الشفاء، جراء استهدافه للمرة الثانية من جانب الجيش الإسرائيلي". وأضاف القدرة، للأناضول أن "الاحتلال استهدف قبل قليل عددا من الأشخاص، خلال محاولتهم مغادرة مجمع الشفاء الطبي". ودعا إلى "تدخل عاجل، لإنقاذ الأوضاع في مجمع الشفاء الطبي، وإلا سنفقد مزيدا من الجرحى". كما حذر مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، الأحد، من أن نحو 650 مريضا وجريحا، منهم 36 طفلا، باتت حياتهم في خطر بسبب الوضع الكارثي في مجمع الشفاء الطبي. واتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الأحد، إسرائيل بارتكاب كارثة داخل مستشفيات قطاع غزة، خصوصًا مجمع الشفاء الطبي. وقالت الكيلة، في بيان صحفي، إن الجيش الإسرائيلي يلقي الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم، و"هذا ليس إخلاءً بل طردًا تحت تهديد السلاح". ويبلغ عدد مباني مجمع الشفاء نحو 10 مبان للتخصصات المختلفة، أبرزها مباني العناية المركزة وجراحة القلب، والحروق، والكلى وثلاجات الموتى. كما تواصل القوات الإسرائيلية حصار مستشفى الرنتيسي، ومستشفى الرنتيسي للأطفال في حي النصر، وأصبحت على بُعد أمتار من مستشفى القدس في حي تل الهوى، في حين أنها لم تقتحم أيا منها. الأطباء جمّعوا 30 من الأطفال الخُدّج في غرفة واحدة ووفق مصادر طبية للأناضول، فإن الأطباء جمّعوا 30 من الأطفال الخُدج بمجمع الشفاء في غرفة واحدة، لتوفير درجة حرارة مناسبة لهم، كي يبقوا على قيد الحياة في ظل تعطل الحاضنات الخاصة لهم. ولم تستطع الكوادر العاملة في مجمع الشفاء، حصر أعداد القتلى بسبب استمرار الاستهداف الإسرائيلي للمجمع ومحيطه، ما يُعيق التحرك في تلك المناطق المستهدفة. القوات الإسرائيلية تحاول التوغل شرق مجمع الشفاء وعلى صعيد العمليات العسكرية داخل مدينة غزة، فإن الاشتباكات ماتزال مستمرة في حي النصر ومخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، ومنطقة الميناء، بالإضافة إلى بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع. ووفق مراسل الأناضول، فإن القوات الإسرائيلية تحاول التوغل بحذر شرقي مجمع الشفاء الطبي، بعدما أصبحت على بُعد أمتار منه غربا، لكنها لم تصل بعد إلى المناطق الشرقية، بالإضافة إلى قصف مركز يستهدف مناطق مختلفة لتأمين التوغل باتجاه الشرق. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف الآليات العسكرية المُحتشدة شرق حي الزيتون، وفي شمال القطاع، فيما لم يُعلق الجيش الإسرائيلي على ذلك.