نعى المعتقل السياسي محمد جلول من داخل أسوار سجنه والد رفقيه قائد حراك الريف الأب أحمد الزفزافي الذي وافته المنيه أمس الأربعاء، بعد صراع مرير مع مرض السرطان. وقال جلول في رسالة نشرتها ابنته على حسابها الشخصي بفايسبوك: "بقلوب دامية، وعيون دامعة، وبإيمان راسخ بقضاء الله وقدره، نودّع اليوم قامة شامخة ومناضلاً جسوراً، الأب المناضل أحمد الزفزافي، الذي ارتقى إلى جوار ربه بعد معركة شرسة مع الداء الخبيث قاومه بصبرٍ وإيمانٍ وعنفوان، فلم تنكسر له عزيمة، ولم يخمد له صوت حتى آخر أنفاسه".
وأكد جلول أن الفقيد كان منارة للنضال، وضميراً حياً في مواجهة الظلم والجور المسلّط على الريفيين وعلى عموم أبناء شعبنا. مثّل صوت المقهورين، وساند قضية المعتقلين السياسيين، وجاب الساحات الوطنية والدولية رافعاً لواء الكرامة والحرية، مدافعاً عن قضايا الريف والريفيين وعموم شعبنا وقضايا الوطن، وعن العدالة الإنسانية أينما وُجدت. وأضاف "وبهذه الفاجعة الأليمة، أتقدّم بتعازيّ الحارة إلى ابنه المناضل ورفيقي في الاعتقال السياسي ناصر الزفزافي، وإلى أسرته الصغيرة والكبيرة، وإلى كافة أبناء وبنات الريف الأحرار، بل إلى كل أبناء شعبنا في عموم الوطن. نسأل الله أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه جميل الصبر وعظيم السلوان". ودعا جلول إلى الحضور بكثافة في مراسم الجنازة وتشييع جثمانه الطاهر، التي ستنطلق اليوم بعد صلاة العصر من المسجد العتيق بالحسيمة نحو مقبرة المجاهدين بأجدير، لتُطوى صفحة جسدٍ رحل، لكن لتبقى روحه ومواقفه خالدة في ذاكرة الريف وفي وجدان شعبنا، وتكريم مثواه الأخير بما يليق بمسيرته وتضحياته، وجعل من يوم وداعه محطةً أخرى لتجديد العهد مع درب النضال والحرية.