دخل الجدل الداخلي في إسرائيل بشأن مصير الرهائن المحتجزين في غزة مرحلة جديدة من التصعيد، بعدما اتهم منتدى عائلات الرهائن والمفقودين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بشكل مباشر بأنه يشكّل "العقبة الأساسية" أمام إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لإعادتهم. وجاء في بيان المنتدى، الصادر السبت، أن "الضربة الموجهة في قطر أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك عقبة واحدة أمام إعادة الرهائن وإنهاء الحرب: رئيس الوزراء نتانياهو"، مضيفا أنه "في كل مرة يقترب فيها التوصل إلى صفقة، يقوم نتانياهو بتخريبها". واعتبر المنتدى أن تحميل نتانياهو قادة حركة حماس المسؤولية عن إطالة أمد الحرب "مجرد عذر جديد"، مؤكدا أن الوقت قد حان لإنهاء ما وصفه ب"الأعذار المصممة لكسب الوقت"، والتي تتيح لرئيس الوزراء "التشبث بالسلطة". وتأتي تصريحات المنتدى كرد فعل على منشور نشره نتانياهو على منصة "إكس"، قال فيه إن "قادة حماس الإرهابيين الذين يعيشون في قطر لا يهتمون بأهالي غزة. لقد عرقلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار من أجل إطالة أمد الحرب بلا نهاية". وأضاف أن "التخلص منهم سيُزيل العقبة الرئيسية أمام الإفراج عن جميع رهائننا وإنهاء الحرب". وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، لا يزال هناك 47 شخصا محتجزين في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، بينهم 25 تأكد مقتلهم، من أصل 251 تم اختطافهم خلال ذلك اليوم الذي شكّل الشرارة الأولى للحرب المستمرة منذ نحو عامين. وتكشف تصريحات منتدى العائلات حجم الهوة المتسعة بين الحكومة الإسرائيلية وأسر الرهائن. فبينما تصر الحكومة، بقيادة نتانياهو، على أن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن عرقلة أي اتفاق محتمل، يوجّه المنتدى أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء نفسه، متهما إياه بإفشال المبادرات الدولية التي كانت تقترب من التوصل إلى اتفاقات جزئية أو شاملة لإطلاق سراح الرهائن. وفي السياق ذاته، تواصلت الضغوط الشعبية داخل إسرائيل، حيث خرج آلاف المتظاهرين مساء السبت إلى شوارع تل أبيب، مطالبين الحكومة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة عاجلة تضمن استعادة الأسرى. وقد رفع المتظاهرون لافتات تنتقد إدارة نتانياهو للأزمة، وردّدوا شعارات تدعو إلى إنهاء القتال والبحث عن حلول سياسية، في مشهد يعكس تزايد الغضب الشعبي مع استمرار العمليات العسكرية وعدم وضوح أفق للحل. ويرى مراقبون أن تصاعد الضغط من عائلات الرهائن والرأي العام الإسرائيلي قد يزيد من عزلة نتانياهو السياسية، خاصة في ظل توتر علاقاته مع بعض الشركاء في الائتلاف الحكومي، وتراجع مستويات الثقة الشعبية بأدائه. وفي المقابل، يتمسك رئيس الوزراء بخطاب يقوم على تحميل حماس المسؤولية المباشرة عن استمرار الحرب، معتبرا أن أي تنازل في المفاوضات سيشكل "انتصارا للإرهاب" على حد وصفه.