رحّبت الولاياتالمتحدةوفرنسا، مساء الجمعة، باعتماد مجلس الأمن قرارًا جديدًا بشأن الصحراء الغربية، وصفته واشنطن بأنه "لحظة تاريخية" وفرصة لتحقيق سلام دائم، فيما اعتبرت باريس أن مستقبل الإقليم "يكمن في إطار السيادة المغربية". وقال ممثل الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، جون كيلي، إن القرار "يمثل فرصة حقيقية لبناء سلام عادل ومستدام بعد عقود من الجمود"، مشيدًا ب"الزخم المتولد نحو تسوية طال انتظارها في الصحراء الغربية". وأضاف أن النص "يبني على جهود المبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا، وعلى الدور المحوري للأمم المتحدة في إرساء عهد جديد من السلام والازدهار في المنطقة".
وأعرب كيلي عن تقديره لتعاون الدول الأعضاء خلال مفاوضات القرار، موضحًا أن الوفد الأمريكي "بذل جهدًا حقيقيًا لتضمين ملاحظات الجميع والتوصل إلى صيغة توافقية". وأكد "التزام واشنطن الثابت بدعم مسار السلام"، مبرزا دعم بلاده لتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) حتى أكتوبر 2026، باعتباره "خطوة ضرورية للحفاظ على الاستقرار وتمهيد الطريق أمام حل سياسي متوافق عليه". وفي ما يتعلق بجوهر التسوية، شدّد كيلي على أن الولاياتالمتحدة "تحث جميع الأطراف على اغتنام الأسابيع المقبلة للجلوس إلى طاولة المفاوضات والانخراط في نقاشات جادة"، معتبرًا أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 "تمثل الأساس الوحيد الواقعي والعادل للتوصل إلى تسوية دائمة للنزاع". واختتم المندوب الأمريكي كلمته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة "تمثل فرصة حقيقية لتحقيق السلام الإقليمي هذا العام"، مضيفًا أن واشنطن "ستواصل بذل كل الجهود الممكنة لدعم الهدف المشترك المتمثل في إحلال السلام والازدهار لشعوب الصحراء الغربية والمنطقة بأسرها". فرنسا: نص متوازن من جهته، رحّب السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة، جيروم بونافونت، باعتماد القرار، واصفًا إياه بأنه "ثمرة عملية تشاور منفتحة بين أعضاء المجلس"، ومشيدًا ب"الجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة، بصفتها صاحبة القلم، للتوصل إلى نص متوازن يأخذ في الاعتبار ملاحظات الوفود المختلفة". وأوضح بونافونت أن القرار "يمنح المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا تفويضًا واضحًا لإحياء العملية السياسية الشاملة"، داعيًا الأطراف إلى "الانخراط الفوري في مفاوضات جادة لفتح صفحة جديدة في تاريخ الصحراء الغربية والمنطقة ككل". وأكد السفير الفرنسي أن "مستقبل الصحراء الغربية يكمن في إطار السيادة المغربية"، مشددًا على أن دعم فرنسا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية "واضح وثابت"، وأنها "الإطار الوحيد القادر على التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفاوض عليه وفقًا لقرارات مجلس الأمن والإجماع الدولي المتزايد". ورأى أن اعتماد القرار "يشكل نجاحًا جماعيًا"، داعيًا المبعوث الأممي إلى "جمع الأطراف في أقرب وقت للتوصل إلى تسوية نهائية"، ومجددًا دعم باريس الكامل له في مهمته. كما دعا إلى "وقف الأعمال العدائية واحترام كامل لوقف إطلاق النار"، معتبرًا أن "القرار الجديد يرسم أفقًا للسلام، ويفتح أمام الأطراف نافذة أمل لإطلاق مفاوضات تنهي نزاعًا طال أمده".