تتزايد دعوات أساتذة مؤسسات الريادة في السلكين الابتدائي والإعدادي، الموجهة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، للمطالبة بالإسراع في صرف "منحة الريادة السنوية" التي تبلغ 10 آلاف درهم صافية للأساتذة الحاصلين على الإشهاد برسم الموسم الدراسي 2024/2025. يأتي ذلك مع دخول السنة الدراسية شهرها الثالث من دون أن تفي الوزارة، إلى جانب الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بجدولة صرف المنحة السنوية. ويأتي ذلك بعد أن حددت الوزارة في تعليماتها وجدولة العمليات أن صرف المنحة سيتم في شهر أكتوبر 2025 بالنسبة لدفعة السنة الدراسية 2024/2025، التي ينتمي أساتذتها إلى أكثر من 2600 مؤسسة تعليمية ابتدائية وإعدادية، علاوة على مفتشيها ومديريها المعنيين بصرف المنحة بعد الحصول على "شارة الريادة". وذلك بعدما أُوكلت المهمة إلى المرصد الوطني للتنمية البشرية الذي أجرى مسحاً للمؤسسات المعنية خلال الفترة المتراوحة بين 13 ماي و4 يونيو 2025. غير أن شيئاً من تنفيذ صرف المنحة السنوية أو الإعلان عن المؤسسات الحاصلة على شارة الريادة لم يتحقق حتى اليوم، في ظل انتظار طويل.
وبحسب معطيات حصل عليها موقع "لكم"، فإن أسباب التأخير تعود إلى التذبذب في تدبير هذا الملف، الذي كان من المفترض أن يُنجز من عمليتي الإشهاد والمصادقة مع نهاية الموسم الدراسي 2024/2025. غير أن تأخر المصالح المركزية في إتمام العمليات على بوابة "مسار"، علاوة على المشاكل التقنية المرتبطة بالولوج وإدراج الأسماء، وغيرها من مشاكل فتح الحسابات وتغيير الهياكل التربوية مع الدخول المدرسي الجاري 2025/2026، عبثت بكل الترتيبات، حتى أصاب الحيرة المسؤولين الإقليميين والجهويين والمفتشين وموجهي التوجيه والأساتذة في معالجة مشاكل تقنية لم يجدوا حلاً لها رغم نقلها إلى المديريات والأكاديميات والوزارة، مما جعل العملية متعثرة ولم تُستكمل بعد. ورجّح مصدر "لكم" أن تمتد العملية خلال الأيام الخمسة عشر المقبلة، وأن لا يتم صرف المستحقات إلا في دجنبر المقبل على أبعد تقدير، في حال عُولجت المشاكل التقنية وتم تطهير المنصة من عدد من الاختلالات التي تم نقلها من قبل المسؤولين على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والجهوية من دون إيجاد حل يُذكر. في المقابل، ما زال الأساتذة ينتظرون صرف المنحة السنوية الموعودة رغم أدائهم مهامهم الجسيمة وتقديمهم تضحيات أكبر خلال مرحلة تجريب المشروع في التعليم الإعدادي برسم نفس الموسم، وتوسيعه لأول مرة في التعليم الابتدائي بإلحاق حوالي 2000 مدرسة ابتدائية جديدة، من دون أن تفي الوزارة بتزامنها، مما يهز سؤال الثقة بين مكونات مشروع تراهن عليه الوزارة لتحقيق التغيير المنشود والوصول إلى الأثر التربوي والبيداغوجي داخل الفصل الدراسي"، وفق إفادات فاعلين في القطاع لموقع "لكم".