أفاد موقع "مليتيري وتش مغازين"، أن روسيا سلّمت الجزائر أولى مقاتلات سو-57 من الجيل الخامس، في أول عملية تصدير دولية لطائرة شبحية غير أميركية، لتصبح الجزائر أول بلد يحصل على هذه المقاتلة المتقدمة. ونقل المصدر، وهو موقع تحليلات عسكرية إلكتروني يُدار من بريطانيا (المملكة المتحدة)، عن المدير التنفيذي لمؤسسة "يونايتد إيركرافت كوربوريشن"، فاديم باديوخا، أن الطائرتين دخلتا "القتال الفعلي" وأن "الزبون راضٍ عن الأداء". وتبلغ الكلفة التقديرية للطائرة الواحدة بين 45 و50 مليون دولار، وفق تقديرات دفاعية أوردها الموقع.
وبحسب نفس الموقع، المعروف باقترابه من مصادر روسية وصينية في ملفات السلاح، فإن الجزائر كانت أبرز المرشحين لاقتناء المقاتلة الروسية منذ 2020، حين ظهر مسؤولون جزائريون يحملون نماذج لسو-57 خلال مباحثات مع وفود روسية. كما نشرت وزارة الدفاع الجزائرية آنذاك صوراً للطائرة داخل مبناها، وهو ما وصفه الموقع بأنه "إعلان غير مباشر عن نية الشراء". وفي فبراير 2025، أكدت وسائل الإعلام الحكومية الجزائرية – وفقاً للموقع – أن الطائرتين ستصلان قبل نهاية العام، وهو ما صادقه لاحقاً مكتب التعاون العسكري-التقني الروسي. وأشار الموقع إلى أن الإعلان الروسي عن بدء التسليم جاء متزامناً مع انطلاق معرض دبي للطيران، حيث أرسلت موسكو نموذجاً طائراً من سو-57 لإظهاره لزبائن محتملين. ويُتوقّع أن يساهم دخول الجزائر على خط التصدير في "تعزيز الثقة بالسوق الدولية" لهذه الطائرة التي عانت لسنوات من محدودية الإنتاج. وبحسب تحليل الموقع، فإن سلاح الجو الجزائري يُصنّف بأنه الأقوى في إفريقيا والعالم العربي، مع طلبات شراء سابقة لطائرات سو-35 إس ومؤشرات قوية على اقتراب التعاقد على سو-34. وأشار الموقع إلى تسريب وثيقة أسعار من شركة "روستيك" الحكومية الروسية في أكتوبر الماضي تُظهر أن الجزائر ستحصل على طائرتين سو-57، وسرب كامل من سو-34 وسرب آخر من سو-35. سو-57: المقاتلة الأكثر اختباراً في العمليات القتالية ويوضح التقرير أن سو-57 تُعد "الأكثر اختباراً في القتال" ضمن فئتها، حيث استخدمتها القوات الروسية في مهام متقدمة مثل قمع الدفاعات الجوية والاشتباك الجوي والعمليات داخل أجواء مُحصّنة. وتستطيع الطائرة حمل تشكيلة واسعة من الصواريخ الجو-أرض بعيدة المدى، بينها خا-59 إم كا2 وصواريخ خا-58 يو ش ك إي المضادة للرادارات، والتي ظهرت الطائرة وهي تحملها خلال اختبارات في نوفمبر. ويؤكد الموقع أن هذا التفوق في الذخائر البعيدة المدى يمنح سو-57 "ميزة تنافسية واضحة" على المقاتلة الأميركية إف-35 التي لم تُدخل بعد أي صاروخ جو-أرض بعيد المدى إلى الخدمة القتالية. ويشير نفس الموقع إلى أن تكلفة سو-57، المقدرة ما بين 45 و50 مليون دولار للطائرة الواحدة، تجعلها "أكثر مقاتلات الجيل الخامس تنافسية من حيث السعر مقابل الأداء"، مقارنة بسعر إف-35 الذي يتجاوز عادة 80 مليون دولار. ويرى الموقع أن هذا الفارق قد يدفع دولاً أخرى – خصوصاً في الشرق الأوسط وآسيا – إلى التفكير في اقتنائها.