في أول لقاء للمعهد العالي للقضاء بالصحافة، قال مدير المعهد محمد سعيد بناني، في مداخلة له بمناسبة تخرج الفوج الجديد من قضاة المعهد، إن القاضي لا يجب أن يتدخل في مجال ليس من اختصاصاته، مشددا على ضرورة التكوين المستمر للقضاة وكتاب الضبط والمهن القضائية المكملة الأخرى. وفيما نبه بناني إلى أن حضور الإرادة السياسية ستسهل عملية الإصلاح، خاطب مدير المعهد العالي المتخرجين "أقول للقضاة تسيسوا ولا تتحزبوا"، موضحا أن القاضي "يجب أن يكون ملما بما يجري حوله في الحقل السياسي، ولا يجب أن يكون متقوقعا على نفسه رغم أن هناك خطوطا حمراء ورمادية وخضراء للقضاة". وأكد بناني أن استقلال القضاة ضمانة لمواجهة معضلة الرشوة في الجسم القضائي، "حيث يجب أن نتحرى بالشفافية المطلقة عبر تكسير الطابوهات والتي من بينها الرشوة في القضاء"، حسب قوله. وفيما أكد محمد سعيد بناني استقلالية المعهد عن وزارة العدل، رغم أن وزير العدل هو رئيس مجلس إدارة المعهد ، أشار إلى أن المعهد انفتح على المدارس القانونية الدولية الأخرى، بدل الاكتفاء بالمدرسة القانونية الفرنسية، حيث توجه المعهد إلى كل من إسبانيا وبلجيكا والدنمارك والولايات المتحدةالأمريكية للنهل من مدارسهم القانونية، كمت كشف عن اتفاقيات مع مجموعة من الدول بما فيها الدول الخمس المكونة للمغرب العربي. كما تحدث عن ترسيخ ثقافة التكوين بتسريع أساليب التكوين المستمر للقضاة، وكتاب الضبط، مشيرا إلى وضع برنامج خص للملحقين القضائيين بالمعهد، في إطار ما أسماه ب"تقوية المناهج". وفي معرض تدخله أكد حرص المعهد على تلقين ممارسة مهنة القضاء وليس فقط تدريس مواد قانونية، "حيث خصصت قاعات صغيرة للتدريس وتم تحديد عدد كل فوج في 30 ملحقا قضائيا، لتسهيل العملية الدراسية في المعهد"، حسب مدير المعهد. كما شدد على أهمية التطبيق العملي للمهنة بعقد جلسات صورية للملحقين القضائيين، ومعالجة ملفات قضائية محكومة من داخل المعهد. وبخصوص التكوين المستمر الذي يقوم بالمعهد في تخصصات متعددة، أشار مدير المعهد إلى استفادة حوالي 800 قاض سنويا في مجال "قضاء الأسرة" و"القضاء الجنائي"، كما بين أن هناك اهتماما بالتخصص النوعي داخل المحاكم الابتدائية عن طريق التكوين المستمر في كتابة الضبط، حيث استفاد حوالي 1162 كاتبا للضبط من الدوارات التكوينية في مختلق محاكم المملكة، كما أشار إلى تنظيم 113 ندوة استفاد منها 1047 قاض ما بين 2009 و2010، ونظر لعدد الكثير لكتاب الضبط فقد نظمت 2797 ندوة على مستوى الجهوي لكتاب الضبط. وألح المدير على أن التكوين أساسي قبل الالتحاق بممارسة المهنة بخصوص كتاب الضبط، بالإضافة إلى الاندماج الصريح والتحكم في المعلومات القانونية والفقهية. بخصوص الفوج الجديد، أعلن المدير أنه يتكون من 74 ملحقا قضائيا، أغلبهم يتوفر على شهادة ماستر، وثلاثة منهم على شهادة دكتورة. وفي ما يتعلق بالإكراهات التي يواجهها المعهد على مستوى البنية التحتية، كشف المدير عن النية في نقل المؤسسة إلى "تكنوبوليس" بسلا على مساحة خمس هكتارات.