محمد بوزكو: "أفنيان"... عنوان مرحلة مسرحية... بعد سنوات من الإبهار والإمتاع والتأسيس لثقافة مسرحية جادة ومتنوعة الاتجاهات والمواضيع في سنوات مضت، أضحى المسرح الْيَوْمَ بالناضور يعيش تلملما وارتجاجا ومخاضا عسيرا بعد مدة غير قصيرة من العقم... فانتفضت بعض الأسماء وانتصبت قائمة لتتدارك هذا العجز... ولعل ياسين بوقراب يشكل أحد هؤلاء... بعد المخرج حفيظ بدري أتى دور هذا الأخير ليفجر غضبه على الركح الفقير فوق خشبة المركب الثقافي الهزيل... وذلك عبر مسرحية أفينيان التي تعذر علي مشاهدها لأسباب خاصة... لا يمكن لي أن أعبر عن رأيي في هذه المسرحية طالما لم أشاهدها بالرغم من أني اطلعت على بعض المشاهد من خلال فيديوهات تبين على الأقل أن هناك عملا ومجهودًا لا ينكره إلا جاحد... ما يهمني هنا ليس المسرحية في حد ذاتها والقراءات الممكن ممارستها إزاءها ولكن الذي أريد الوقوف عنده هو الفعل في حد ذاته... الفعل المسرحي... العمل، الاجتهاد، المثابرة في إنتاج عمل فني... إننا بحاجة للفعل والابتعاد حد بعد الشمس عن ردود الفعل... كانت هناك تكوينات وإقامات سهرت عليها جمعية أمزيان ومن يدور في فلكها تحاول من خلالها وبكل الإمكانيات المتاحة أن تبعث الفعل المسرحي من رماده... ولعل ذلك بدأ يعطي ثماره... وها هي الآن ثلاث أو أربع مسرحيات أنجزت خلال النصف الأول من هذه السنة وأخريات في الطريق للحياة... "أفنيان" مسرحية أخرى أخرجت وخرجت لتقاوم الكسل والخمول... لتنتفض ضد الهوان وضد اليأس... إنها مسرحية أتت كفعل مضاف لنزع الغطاء على هذا الكم المزعج من التقاعس والتراخي في زمن الإسهال الكلامي ولغط المقاهي... وحماسة الفايسبوك... لا خيار أمامنا غير العمل وغير الإنتاج وغير نفض الكسل عنا في هذه المدينة المعدمة... أتمنى أن تتيح لي الفرصة كي أشاهد مسرحية "أفنيان" حتى يجوز لي الكلام فيها وعنها كتابة وليس قولا... وأن أساهم بقدر ولو يسير في تشجيع هذا الإنبعاث المسرحي الذي بدأت تباشيره تسطع فوق الخشبة اليتيمة في هذه المدينة... شكرا لكل من ساهم في هذا العمل من كتاب وتقنيين وممثلين... وشكرا لياسين عن المجهود ولجمعية أمزيان عن الاستمرار... أيوز