أرقام صادمة عن أغنياء العالم.. 26 شخصا يملكون ما تملكه نصف البشرية عبد العالي عطيف يوجد هناك علاقة عميقة وعضوية بين الأحداث المختلفة للوضع العالمي الفوضوي، سواء في اقتصاده أو في العلاقات الدولية والتطور السياسي للدول الإمبريالية، وصولا إلى عجز الإنسانية عن التعامل مع العواقب البيئية الناتجة عن نشاطها، من الاحترار العالمي إلى تحويل المحيطات إلى علب القمامة. إن كل هذه الأحداث المتنوعة ليست إلا تعبيرا عن الأزمة الحالية للاقتصاد الرأسمالي العالمي. نحن نتحدث عن الأزمة الحالية، لأن الأزمات تصيب الاقتصاد الرأسمالي بشكل دوري منذ نشوئه، إذ أنها تشكل العامل الضروري لتنظيمه. ان تحلل الاقتصاد الرأسمالي و"تحول المساهمين إلى طفيليات في المجتمع" مع تزايد ثقل الاقتصاد المالي ليصبح سائدا في الاقتصاد، كل هذا ليس محض حاضرنا بل يشكل الطابع الجوهري للاقتصاد الرأسمالي، ذلك وإن كانت الأزمة الحالية تظهر الأضرار بوضوح أكثر. يستمر العلم والتكنولوجيا في النمو على الرغم من جميع العقبات التي تمثلها الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وعلى الرغم من المنافسة بين الشركات الاحتكارية. لكن هذه التطورات تزيد من تفاقم أحد التناقضات الأساسية للاقتصاد الرأسمالي، وهو التناقض القائم بين الإمكانيات غير المحدودة للإنتاج من جهة ومحدودية السوق من جهة أخرى. إن الإنتاج على مستوى العالم لا ينمو فقط بشكل يضمن زيادة فائض القيمة الاجمالي الناتج عن استغلال العمال المشاركين في عملية الإنتاج، والذي يقطفه الرأسماليون. وفي اقتصاد قائم على الربح الفردي، هذا يعني أن الصراع القائم بين الرأسماليين أنفسهم في سبيل قطف حصة فردية أكبر من فائض القيمة الإجمالي، بات أكثر قسوة وأكثر شراسة. هذه الحرب بين الرأسماليين، التي يسحق فيها الأقوى من هو أضعف منه، ترمي بثقلها على الإنتاج أيضا. إن المصالح الخاصة للرأسماليين لا تعارض فقط المصالح الجماعية للمجتمع، بل تعارض مصالحهم كطبقة اجتماعية أيضا. فالرأسماليون، وإن كانوا يتصرفون كطبقة ذات مصالح مشتركة بمواجهة الطبقة المستغلة، فإنهم يتصرفون وفق قانون الغاب فيما يتعلق بالعلاقات بين بعضهم البعض.