لطالما تفاخر أبناء العرائش بقاعات مدينتهم السينمائة الأربع " مسرح إسبانيا، سينما إديال، سينما كوليسيو، و سينما أبينيدا "، حيث تقاسمت كل الأجيال و لمدة طويلة من القرن الماضي ذكريات لم و لن تنسى من الأمسيات السينمائية و المسرحية و الفنية عموما، كان متاحا أمام ساكنة المدينة يوميا أربع خيارات لأربع أفلام بأربع قاعات سينمائية على أعلى مستوى، أما اليوم فلم تتبقى سوى سينما أبينيدا " لحسن الحظ " و إن كانت هي الأخرى تخلت عن دورها السينمائي التنشيطي اليومي باستثناء المهرجانات و الأمسيات الخاصة المعدودة و المحدودة على طول العام، ليصبح خيار أبناء المدينة في الاستمتاع بعرض سينمائي مقرونا بالسفر خارج العرائش ! سينما إديال أو سينيديال كما كان ينطقها سكان المدينة بنيت عام 1936، كلمة إديال بالإسبانية تعني "مثالية" وقد كانت في عصرها فعلا إسما على مسمى، إنها انعكاس لمعمار الطليعية في الربع الثاني من القرن العشرين، تنتمي إلى الحركة الفنية ( العقلانية) "RACIONALISTA"، استفادت من لمسات أمهر مهندسي فن الديكور الذي عرف أوج ازدهاره و تطوره في هذه المرحلة بالذات من القرن العشرين، ليتزين شارع الحسن الثاني بالعرائش أو شارع كاناليخاس CANALEJAS آن ذاك ببناء جميل فريد من نوعه على مستوى المملكة المغربية. كانت تشكل إلى جانب مسرح إسبانيا نواة للحركة و الحيوية التجارية النشيطة ب " الباسيو " شارع الحسن الثاني، و مكان التقاء الشباب المحلي الذي غالبا ما كان يعرف بعضه بعضا من خلال المؤسسات التعليمية أو الأحياء أو كرة القدم بغابة لا إيبيكا، هذا الرواج لازال قائما إلى يومنا هذا في عين المكان من خلال بائعي " الكلينتي، البابوش، الزريع، الشامية، الحلويات، المكسرات، الأكلات الخفيفة، المشروبات... رغم تهديم القاعة و استبدالها ببناية سكنية، تحمل قاعة سينيديال و المجال المحيط بها مخزون ذاكرة أجيال مدينة العرائش مند عهد الحماية و إلى غاية جيل التسعينات. تحفة أخرى عمرانية فنية و حضارية رائعة من الموروث الكولونيالي الإسباني فقدتها مدينة العرائش في أول عقود القرن الحادي و العشرين لصالح إمبراطوريات الإسمنت..