عبد اللطيف الكرطي - ناشط حقوقي تعتزم الساكنة المجاورة للمكتبة الوسائطية ع.الصمد الكنفاوي ومعها بعض الجمعيات المدنية والحقوقية وجمهور من الغيورين على مدينة العرائش رفع دعوة قضائية وتوقيع عرائض استنكارية ضد القرار الجائر الذي اتخذه المجلس البلدي الحالي لتشييد مقر مجلسه الجماعي الجديد على نفس البقعة الأرضية سبق و أن خصصت لاحداث دار للمسرح مجاورة للمكتبة الوسائطية منذ أزيد من خمس سنوات وذلك في اطار اثفاقية ثلاثية أبرمت سنة 2012 بين المجلس البلدي السابق ووزارة الثقافة المغربية والحكومة الأندلسية، التزمت فيها هذه الأخيرة بتمويل القسط الأكبر من المشروع وصل بكامله بعد التوقيع مباشرة وهو في عهدة وزارة الثقافة بالرباط لحد الأن، فيما تكلف المجلس البلدي السابق بوضع تصميم هندسي للمسرح بواسطة المنهدسة كاترين المرابط و الذي صودق عليه بالاجماع سنة 2014 ، كما تكلفت وزارة الثافافة المغربية بانجاز الدراسة الجيو تقنية التي قام بها خبيرها الوطني المهندس فيصل الشرادي ما بين 2015 و 2016. وبينما كان الكل ينتظر خروج هذا المسرح الثقافي التربوي إلى حيز الوجود، يفاجأ الجمهور المسرحي العرائشي والساكنة المجاورة للمشروع بانطلاق عملية بناء مقر المجلس البلدي الجديد بداية الشهر الماضي على حساب إقبار مشروع المسرح إلى الأبد في تحد سافر للاتفاقيات والعهود السابقة وضد رغبة ساكنة المنطقة والجماهير المهتمة والمتتبعة . وهكذا يتم الاجهازعلى هذا النوع من المشاريع الحقيقية للمدينة في صمت رهيب للسلطات المحلية والمؤسسة الوصية بما فيها مندوبية الثقافة الجهوية و الإقليمية وتواطئ مخجل لبعض الجمعيات المحسوبة على العمل المسرحي وتخاذل ما يسمون أنفسهم بمثقفي المدينة ونشطائها الحركيين... تحت ذريعة واهية غير مقبولة عند ساكنة المدينة ، هذه الذريعة تقول "أن العرائش ستشهد ميلاد مركب ثقافي مهم يتضمن مسرحا كبيرا بفضاء باب البحر فلا داع لبناء مسرح ثان " الا أن هذه الادعاءات تبقى غير مقنعة لساكنة مدينة العرائش التي عرفت في السنوات الأخيرة نموا ديمغرافيا هائلا وزيادة في التوسع والبناء حيث كان لزاما على المسؤولين الرسميين والمنتخبين أن يعملوا على بناء أكثر من مسرح ومن دور للشباب ومعاهد للثقافية والفن تؤسس لنهضة حقيقية في المجال الثقافي والفن الدرامي الذي حرمت منه العرائش لأكثر من عقود منذ أن هدم أجمل مسارحها المغربية كمسرح كوليسيو ومسرح اسبانيا الرائع . أليس من حق هذه المدينة الصامدة أن تسترجع ماضيها السليب وأن تنهض من سباتها العميق ، وكيف لا وهي المدينة التي احتضنت كبار رجالات المسرح والموسيقى والفن المعروفين على الصعيد الوطني والعالمي منهم من قضى نحبه وبقيت اسهاماته للأجيال القادمة كالقاضي ازطوط المعروف بمسرحياته التعبوية الثائرة في وجه المحتل الغاشم ، وهذا المسرحي الكبير و المناضل النقابي ع.الصمد الكنفاوي الذي أحب مدينته إلى النخاع إلى جانب الفنان الساخر حسن لمراني والموسيقار الكبير صديقة وحسن افناطز، وهذا الكاتب والأديب العالمي جون جنيه وصديقه الاسباني خوان غويتسولو اللذان يرقدان على جانبي ضفة شاطئ الماء الجديد ..... .ومنهم من أطال الله عمرهم كأمثال الفنان العالمي الرسام والنحاتة وصاحب ديكور الأعمال الكبرى رشيد السبتي و المؤلف المسرحي عبد المولى الزياتي و المخرج المتألق ع.اللطيف لمزوري والبقية تأتي ... فلكل هؤلاء الأحياء والأموات الذين أسهموا إسهامات رائدة في مجال الفن والثقافة بهذه المدينة آن نعمل جميعا على إبقاء شعلتهم وهاجة لإنارة طريق الأجيال القادمة ،. نحن كلنا أمل في آن تراجع كل الأطراف المتورطة في هذا المنزلق الدبلوماسي الخطير الذي قد يفقد ثقة الدول المانحة لنا مستقبلا ،فالوقت مازال بين أيدينا لإعادة النظر في مثل هذه القرارات ألا شعبية والجلوس إلى طاولة الحوار والنقاش الهادئ للخروج بنتيجة لصالح ساكنة مدينة العرائش برمتها والحفاظ على سمعتها وطنيا ودوليا.