مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بتنظيم المجلس الوطني للصحافة    حين تتحدث الجغرافيا بلغة التاريخ… البرتغال تصطف إلى جانب المغرب وتعترف بسيادته على صحرائه.    250 عامًا من الصداقة المغربية البرتغالية: تحالف راسخ يتجدد بدعم واضح لمبادرة الحكم الذاتي    قيوح يشرف على إطلاق أشغال تهيئة المنطقة اللوجيستيكية أولاد صالح بإقليم النواصر    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    المغرب والصين على سكة المستقبل: قطارات فائقة السرعة وتعاون استراتيجي غير مسبوق    نقابة تحذر من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب وتشكك في معدل النمو    غزة تموت جوعا… التجويع الإسرائيلي يقتل 10 فلسطينيين خلال 24 ساعة    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم للسيدات: المنتخب الوطني يبلغ النهائي ويسعى للقبه القاري الأول        أمن أكادير يحقق في دخول سيارة أجنبية إلى رمال الشاطئ    مهرجان "إيكودار" يعود في دورته السابعة بإداوكنظيف: الثقافة الحية عنوان للاحتفاء بالتراث والتنمية    معرض الصناعة التقليدية والفن التشكيلي يضيء فعاليات ربيع أكدال الرياض في دورته الثامنة عشرة    جامعة لقجع تحدد موعد افتتاح أول مكتب إقليمي للفيفا بشمال إفريقيا من الرباط    بوريطة: المغرب والبرتغال تحذوهما إرادة مشتركة من أجل إرساء شراكة استراتيجية ذات مضمون نوعي    مديرية الأمن تكشف حصيلة حوادث السير خلا الأسبوع المنصرم        الإيرلندي فيرغوسون من برايتون الى روما على سبيل الإعارة    المغرب يتجه نحو إصلاح جذري في السياسة الدوائية    دراسة: متلازمة القولون العصبي لا ترتبط بحساسية الغلوتين    بعد 60 عاما.. أمريكا تفرج عن وثائق سرية حول اغتيال مارتن لوثر كينج    إسرائيل تتسبب في تصدّع داخل اليونسكو بعد إعلان انسحاب الولايات المتحدة    توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء بالمغرب    أنفوغرافيك | ماذا نعرف عن موقع المغرب في مؤشر المواطنة العالمي لسنة 2025؟    ارتفاع الأسهم الأوروبية بعد اتفاق تجاري بين واشنطن وطوكيو        "أونروا": فلسطينيو غزة يموتون وموظفونا يغمى عليهم من التجويع الشديد    باكستان: 221 شخصا لقوا مصرعهم في الأمطار الموسمية    وفاة شاب في بئر فحم بجرادة تفتح من جديد ملف "الساندريات" و"الإهمال التنموي"    كيوسك الأربعاء | البنك الإفريقي يُدعم الفلاحة التضامنية ب100 مليون أورو    جديد في قضية اعتقال مستشارة جماعية بالحسيمة بتهمة حيازة وترويج الكوكايين    المغرب ثاني أكثر دولة في العالم استهدافا بالهجمات السيبرانية خلال أسبوع    الجديدة: موسم التين للتبوريدة في نسخته الثانية    الصين تفتح سوقها أمام المغرب: إعفاء جمركي شامل يدعم المبادلات التجارية ويعزز الشراكة الاستراتيجية    الرئيس الأمريكي يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان    اليوم العالمي للدماغ يسلط الضوء على تحديات الأمراض العصبية المتزايدة    النهضة البركانية تحتفي بدرع البطولة    السر في ملعب الحسن الثاني … لماذا يؤجل الفيفا الإعلان عن ملعب نهائي كأس العالم 2030 …؟    طنجة.. مداهمة شقة بحي العرفان تُسفر عن توقيف 4 شبان وفتاة (صور)    بنك المغرب يختبر العملة الرقمية    لاعب اتحاد طنجة عبد العالي معاطي يستعد لمغادرة الفريق نحو الزمالك    أصيلة.. توقيف مبحوث عنه وطنياً وحجز 646 قرصاً مهلوساً    كاتب إسرائيلي: إسرائيل تُنفذ الآن خطة نازية للتطهير العرقي في غزة    لفتيت: مكاتب حفظ الصحة ستغطي جميع الجماعات بحلول 2026 بدعم يفوق مليار درهم    الكلاب الضالة تسببت في 100 ألف حالة عض سنة 2024... ووزارة الداخلية تبرمج مراكز للإيواء    بمشاركة دراكانوف ولازارو ومصطفى ترقاع.. الناظور تحتضن النسخة 11 من المهرجان المتوسطي    ارتفاع جديد يسجل في أسعار المواد الغذائية واللحوم في الصدارة    على غرار ما يفعل الشاعر    أمسية مطرون تحتفي بالتنوع الثقافي    ‮ «‬تهريج‮»،‮ ‬و«بلطجة‮» ‬و‮… ‬حكامة بلا سياسة‮!‬    ليالي صيف الاوداية تلتهب على منصة كورنيش ابي رقراق    راغب علامة يبرر صورة "المعجبة": زاوية التصوير خدعت الجميع        زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الأشهب – "الحياة": المغرب: سلبيات الائتلاف الحكومي
نشر في مغارب كم يوم 23 - 05 - 2013

انشغل «العدالة والتنمية» المغربي بمعاركه مع الآخرين ونسي نفسه. مع أن تجربته السياسية كانت أقرب إلى الواقعية والاعتدال. فمن دون أن يطلب إليه أحد، التزم في استحقاقات اشتراعية سابقة بخفض حجم منافساته، كي لا تثير المخاوف. غير أنه حين انتقل إلى مربع السلطة عبر قيادة ائتلاف حكومي من أربعة أحزاب، اشتكى حلفاؤه، وفي مقدمهم «الاستقلال» أنه فرض هيمنته على الجهاز التنفيذي، خارج قواعد الانسجام والتضامن والحوار.
أن يصدر انتقاد بهذا المعنى من فصائل معارضة، فالأمر لا يزيد عن أنواع السجال المتعارف عليها بين المعارضة والغالبية. لكن أن يصدر عن حليف يشارك في الحكومة فالمسألة تحتمل قراءات عدة. ليس أبعدها أن نفوذ «العدالة والتنمية» في المعارضة لم يرافقه تطور في الممارسات بعد انتقاله إلى السلطة. وسيكون من العسير عليه، وقد أخفق في استمالة حليف من داخل الحكومة، أن يبرهن على وجاهة تجربته التي كان يعول عليها كثير من غير المنتسبين إلى التيار الإسلامي.
بيد أن انفجار الأزمة وسط البيت الحكومي أفضل من أن يتم تصريفها إلى مواجهات في الشارع. وفي هذه المسألة تحديداً، لا يزال المغرب يحتفظ بالاستثناء في إدارة الحراك. وفيما تعثرت تجارب انتقالية في بلدان ما يعرف بالربيع العربي، من خلال انفجار الصراع الذي عاد إلى الشارع يغرف منه الاحتقان والتوتر، استطاع المغرب إلى الآن أن يحصر سلبيات التجربة في نطاق حزبي، لم يتطور إلى حد الدعوة إلى تنظيم انتخابات سابقة لأوانها.
غير أن المرجعية الدستورية تترك لنخب الأحزاب هامشاً أكبر في المبادرة. وكان في إمكان رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران أن يصغي إلى إنذارات الحليف «الاستقلالي» في شكل تعديل حكومي أو الوفاء بالتزامات إزاء العمال والموظفين، وعدم المغامرة برفع أسعار المواد الاستهلاكية. تماماً كما أن تلويح بن كيران بانسجام حكومته يحرج الحليف «الاستقلالي» الذي اضطر إلى اتخاذ قرار الانسحاب الذي لم يسر مفعوله بعد.
رسالة «الاستقلال» كانت واضحة. ومفادها أن وزراءه قبل أن يكونوا أعضاء في الحكومة، تقع على عاتقهم مسؤولية الإذعان إلى قرارات الحزب. لذلك تعمد اتخاذ قرار الانسحاب بقرار من المجلس الوطني، كي لا يبدو الأمر وكأنه ممارسة ضغط يلجأ إليه أمينه العام حميد شباط. وذهب أبعد من ذلك إلى طلب تحكيم ملكي ينزع من رئيس الحكومة صلاحياته في رفض أو قبول استقالة الوزراء.
ولأن قرار المجلس الوطني لم يرهن الانسحاب بالعودة إلى المعارضة، فقد ترك الحكومة عالقة. لا هي في وارد الانسحاب المطلوب لاستمرار أدائها في ظروف مشجعة، ولا هي تخلصت من «شغب» الحليف «الاستقلالي» الذي تلقى إشارات مشجعة ترحب به في صفوف المعارضة. ما يرجح فرضية أن حل الأزمة سيكون في معاودة ترتيب البيت الداخلي. بخاصة أن التطور البارز في هذا السياق تمثل في إبداء فصائل المعارضة رفضها المشاركة في حكومة بن كيران. وإن لم يصل الأمر بعد إلى امتزاج رأيها بهذا الصدد.
من الحكمة انتظار ما سيؤول إليه الصراع. فالمعارضة غير مستعدة لخوض غمار انتخابات مبكرة. لا سيما أن الاشتراعيات الجزئية جاءت لفائدة الغالبية.
غير أن حل الأزمة لن يكون من دون خسائر. ولأنه يصعب على «الاستقلال» و «العدالة والتنمية» العودة إلى مربع تعايش بالإكراه، فإن أقربها أن يصار إلى إجراء تعديل حكومي، من جهة يرضي طلب الاستقلاليين في تحقيق كسب سياسي، ومن جهة ثانية يحفظ لرئيس الحكومة ماء الوجه في إدارة أزمة أفلتت من السيطرة.
اللافت في هذا السياق أن الحزب الذي كان أكثر إفادة من حكومة بن كيران هو «التقدم والاشتراكية» الذي غير معطفه في اتجاه الانفتاح على الإسلاميين، بعد أن كان يواجههم بضراوة. فقد ناب عن «العدالة والتنمية» في تسويق خطاب الاستمرارية، في حال إجراء انتخابات مبكرة. ويبدو أن «الاستقلال» الذي لم يستثنِ الحزب الشيوعي السابق من نيرانه الكثيفة، يريد أن يشير إلى أن تسوية على حساب «التقدم والاشتراكية» ستكون أخف الأضرار. لكن هل يميل رئيس الحكومة إلى هذا التوجه أم أنه سيدافع عن الحليف الذي تبقى له بكل ما أوتي من قوة ومناورة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.