أعلن بيان لوزارة الداخلية الإسبانية، صباح اليوم الجمعة، أن مصالح الأمن والاستخبارات، تمكنت بالتنسيق مع نظيراتها في المغرب من وضع اليد على خلية إرهابية قوامها 7 أنفار، متخصصة في تجنيد عناصر جهادية من إسبانيا والمغرب وإرسالها إلى سوريا للقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. واوضح بيان الداخلية الذي اكتفى بمعلومات مقتضبة أن الخلية الإرهابية المكتشفة، جرى اعتقال ثلاثة من أفرادها في مدينة مليلية المحتلة، والرابع الذي يعتقد أنه رئيسها، تم القبض عليه في مدينة مالقة بالأندلس. وأضاف بيان الداخلية الإسبانية الذي أوردته وكالة "إيفي" أن باقي أعضاء الخلية الثلاثة، تم ضبطهم في المغرب، دون تحديد المكان الذي جرى فيه الاعتقال، غير ان بيان الداخلية المغربية افاد لاحقا ان الاعتقال جرى في بلدة "العروي" القريبة من الناظور ومليلية المحتلة، علما العناصر الجهادية في غالبيتها تتنقل في الغالب بين مدينة سبتةالمحتلة وبلدة "الفنيدق" بشمال المغرب، بسبب قرب المسافة بينهما كما هو الحال بين الناظور ومليلية، حيث ينشط المهربون بأعداد كبيرة . و سبق للأمن الإسباني ان اعتقل العام الماضي 8 متشددين في مدينة سبتة، كانوا يجندون بدورهم المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا عبر تركيا بالتواطؤ مع شبكات في أوروبا. إلى ذلك لوحظ، تأخر مصالح الأمن المغربية لغاية نهاية صباح اليوم الجمعة، في الإعلان عن تفاصيل العملية ما قد يفيد ان البحث مستمر عن ذيول الخلية الإرهابية وامتداداتها المحتملة في البلاد، خاصة وأن بيان الداخلية الإسبانية، تحدث عن اجتماع أحد عناصر الخلية المكتشفة بمسؤول مهم في تنظيم القاعدة، دون تحديد مكان اللقاء، كما اشارت بعض الصحف الإسبانية إلى أن المغرب تحول إلى منطقة عبور أساسية نحو سوريا عبر تركيا ولاحظت صحيفة "إلموندو" أن الجهاديين المجندين في إسبانيا وأوروبا يستعملون من المغرب هواتف نقالة تابعة للشبكة الإسبانية لكي لا يتم رصد مكالماتهم من المغرب. ويتضح من صيغة بيان الداخلية المغربية أن المتشددين المعتقلين في كل من المغرب وإسبانيا، أصبحوا يشكلون خطرا على أمن البلدين ما يفسر تعاونهما والتنسيق بينهما في هذا الصدد . ويذكر البيان المغربي أن زعيم الشبكة المكتشفة له ارتباطات واسعة بالعناصر المتطرفة من مغاربة وأجانب وكانت له علاقات وطيدة مع الشبكة التي اعتقلت عام 2012 والمتخصصة في تجنيد المقاتلين إلى سوريا . ويوضح بيان الداخلية المغربية ان زعيم الشبكة استقر في مليلية دون ان تكشف اسمه بينما تحدثت الصحافة الإسبانية عن شخص يدعى مصطفى أمايا. واعتبرت الصحيفة الإسبانية "إلموندو" ان كشف الخلية هو خلاصة تعاون أمني واستخباراتي بين المغرب وإسبانيا وأميركا وجهات غربية أخرى بعدما اتضح أن الجهاديين لهم خلايا ونقاط ربط واتصال في عدد من البلدان الغربية والأوروبية. ويخشى الإسبان والأوروبيون عموما عودة المتشددين وقد تدربوا على استعمال الأسلحة والمتفجرات، ورغم أن العديد منهم ماتوا في تفجيرات انتحارية فما زال الخطر قائما . وتكفي الإشارة في هذا الصدد إلى انه تم في العام الماضي إحصاء سفر 30 متشددا على الأقل كل شهر إلى سوريا، بعضهم مع أزواجهم وأولادهم . ومن الواضح ان التطورات الميدانية في سوريا والصراعات الدموية الجارية بين فصائل المقاتلين والتنظيمات المتشددة، جعلت بعض الأنظمة تعيد النظر في حساباتها ونظرتها إلى معارضي الرئيس الأسد. وفي هذا السياق يندرج الموقف السعودي الأخير المعلن بخصوص تنظيم "الإخوان المسلمين" في مصر وتنظيمات جهادية أخرى، كما أن الرياض دعت المقاتلين السعوديين وهم الأكثر عددا، في سوريا إلى العودة إلى بلادهم وإلقاء السلاح خشية أن تطالهم إجراءات عقابية صارمة . ويبدو جليا من خلال الوقائع وبيان وزارة الداخلية أن المغرب انضم إلى الدول التي تخشى من نشاط إرهابي محتمل في أراضيها بعد عودة فلول المقاتلين من سوريا وقد اصابهم إحباط من فشلهم فيما يعبرونه جهادا ضد النظام السوري .