استضاف الصالون الأدبي المغربي مؤخرا أمسية مفتوحة تم فيها الاستماع إلى صوتين شعريين قادمين من ليبيا والجزائر، وهما خالد درويش والشاعر بوزيد حرز الله، الذين قدما باقة مختارة من عطائهما الشعري. أدار الأمسية، حسب بيان توصل به موقع "مغارب كم"، من الصالون الأدبي المغربي، الكاتب سعيد بوكرامي، الذي رحب في البداية بالشاعرين والحاضرين، وذكر بضرورة الاحتفال برياح الثورة القادمة من المغرب العربي،مشيرا إلى أنه "ليس أجمل من الاحتفال بالشعر العميق عامة، وشعر الأصوات المتميزة المنخرطة في قضايا الحرية بجمالية شعرية استثنائية". وتناول بعده الشاعر الليبي خالد درويش الحديث، معبرا عن سعادته بتواجده بين الأصدقاء المغاربة وبقراءته الشعر لأول مرة أمام جمهور من المثقفين المغاربة، ثم أنشد مقاطع من أشعاره، وختمها بقراءة قصيدة جديدة بعنوان"يا ملكوت أغثني"، وهي قصيدة ملحمية تتناول تمرد الإنسان الليبي ضد زمن الطغيان و ما تلاه من شروق لشموس الحرية. وقد تجاوب معه الجمهور في انسجام مع إيقاع كلماته المنسوجة بسحر أخاذ. أما الشاعر الجزائري أبوزيد حرزالله فقد عبر بدوره عن سعادته بتواجده بين أصدقاء الصالون الأدبي مجددا انتماءه إلى الفضاء الجغرافي المغربي الإنساني، ثم قرأ قصيدة "كاف نون" من ديوانه الجديد، التي كشفت عن قامة شعرية جزائرية كبيرة. في الأخير شارك الجمهور بأسئلته وملاحظاته التي اهتمت بالثورة الليبية، ووضعية الشعر والإبداع بصفة عامة بعد الثورة. وأثيرت أسئلة حول دور المثقف الجزائري والمغربي في تكسير الحواجز السياسية بين الدولتين الشقيقتين لعبور الإنسان المغاربي بكل حرية. وكانت أجوبة الشاعرين هادئة وعميقة تقارب الهموم المغربية شعرا وسياسة. وقبل اختتام الأمسية ألح الحاضرون على سماع مزيد من القصائد من الشاعرين، فأنشدا من رصيدهما الإبداعي مقاطع من قصيدتين ملحميتين.