تشييع جثمان مؤرخ المملكة الراحل عبد الحق المريني    بوريطة: الرقمنة إحدى الأدوات الأساسية لتسهيل الخدمات المقدمة للجالية المغربية في الخارج    إكس شات يدخل السباق .. هل تنتهي سيطرة واتساب؟    مباراة أسود الأطلس وتونس بشبابيك مغلقة    "منتخب U17" يهزم كندا في إسبانيا    الكونغرس البيروفي يدعو الحكومة إلى الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه وتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية    من المغرب إلى المشاعر المقدسة.. "طريق مكة" ترسم رحلة الطمأنينة للحجاج المغاربة    جهة طنجة تحتل المرتبة الثانية وطنياً في إحداث المقاولات خلال الربع الأول من 2025    الكيحل يدعو من ليما إلى تعزيز التعاون البرلماني بين ضفتي الأطلسي والمتوسط    دبي تحتضن أول مستشفى لأكديطال    تورك: استهداف المدنيين "جريمة حرب"    دياز يغيب عن وديتي "الأسود"    "النفايات أسقطت حكومات".. وزيرة تحذّر من تعثر مشاريع للأزبال المنزلية    حريق يتلف 3 هكتارات من النخيل    جامعة وجدة تنفي شائعات متداولة    ألمانيا .. السجن مدى الحياة لسوري قاتل دعما لحكم الأسد    يوميات حاج (4): السعي .. درب الخوف واليقين بين الصفا والمروة    عطلة استثنائية للبنوك بمناسبة عيد الأضحى    رئاسة الأغلبية الحكومية تؤكد التزامها بمواصلة تنزيل الإصلاحات وتعزيز المسار الديمقراطي    خروف يتسبب في سحب رخصة الثقة من سائق طاكسي        دعوات للاحتجاج ليلة عيد الأضحى بطنجة تضامنا مع الشعب الفلسطيني بغزة    السعودية تدعو الحجاج لالتزام خيامهم يوم عرفة تحسبًا للإجهاد الحراري    الناظور.. نفاد حقنة تحمي الرضع من أمراض الرئة    السكن.. التمويل التشاركي يصل إلى 26.2 مليار درهم في نهاية شهر أبريل (بنك المغرب)    قطارات بلا تكييف ومشروع جديد في سيدي البرنوصي يلوح في الأفق    الدكتورة إمان اضادي منسقة ومنظمة المؤتمر الدولي للغة العربية وتراثها المخطوط بفاس للاتحاد الاشتراكي    وداعا سميحة أيوب .. سيدة المسرح العربي ترحل واقفة    انسحاب حزب فيلدرز بسبب خلاف حول الهجرة يهدد استقرار الحكومة الهولندية بعد 11 شهراً على تشكيلها    فوضى المجازر ومحلات بيع اللحوم.. تهافتٌ غير مسبوق ولهيبٌ في أسعار اللحوم.. أين الجهات المختصة؟    الفنانة سميحة أيوب تغادر بعد مسيرة فنية استثنائية    جامعة محمد الأول تنفي "الفضيحة البيداغوجية": مزاعم باطلة و"الحركية الدولية" خيار مشروع    توقيف ثلاثة قاصرين بسبب السياقة المتهورة بسلا    وزارة برادة: أجواء إيجابية وهادئة ميزت الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا    توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء    مهرجان "أرواح غيوانية" يواصل فعالياته ببنسليمان بمشاركة أبرز رموز الأغنية الغيوانية    المغرب/المملكة المتحدة: توقيع مذكرة تفاهم لدعم تنظيم مونديال 2030    تأجيل محاكمة سعد لمجرد    الصحراء المغربية بين الإنتصار للسيادة ورهانات البناء الداخلي    المغرب يصحح الانزياحات المفاهيمية داخل الأمم المتحدة    35 ألف متفرج و520 كاميرا مراقبة.. مركب فاس جاهز لاستضافة المباريات الدولية    وفاة الفنانة سميحة أيوب "سيدة المسرح العربي" عن عمر 93 عاماً    مروان سنادي: حققت حلمي بارتداء القميص الوطني وعندما سمعت اسمي ضمن اللائحة شعرت بفرح كبير    تصريحات نارية للاعبين والطاقم التقني للمنتخب التونسي قبل مواجهة المغرب        بوانو: الحكومة صرفت 61 مليارا على القطيع دون نتيجة وينبغي محاسبتها على حرمان المغاربة من الأضحية    بعض عرب يقودهم غراب    السينما المغربية تتألق في مهرجان روتردام    الساحة الفنية العربية تفقد سيدة المسرح الفنانة المصرية سميحة أيوب    مقتل 3 جنود إسرائيليين في قطاع غزة    كأس العالم للأندية: تشلسي يدعم صفوفه بالبرتغالي إيسوغو    الفيفا يكشف عن شعار النسخ الخمس القادمة لمونديال السيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب    محمد الأمين الإسماعيلي في ذمة الله    السعودية: إخراج أكثر من 205 آلاف شخص من مكة حاولوا الحج بدون تصريح    السجائر الإلكترونية المستخدمة لمرة واحدة تهدد الصحة والبيئة!    معهد للسلامة يوصي بتدابير مفيدة لمواجهة حرارة الصيف في العمل    البرازيل تحقق في 12 إصابة جديدة مشتبه بها بإنفلونزا الطيور    مخترع حبوب الإجهاض الطبي يغادر دنيا الناس    









آمال موسى – "الشرق الاوسط": تونس بلا روزنامة!
نشر في مغارب كم يوم 08 - 09 - 2012

يبدو أن تاريخ 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 قد تغلغل رغم حداثته في الذاكرة التونسية وأصبح محركا رئيسيا لبعدها السياسي. فهو تاريخ مهم لكونه يمثل تاريخ أول انتخابات تونسية في مرحلة ما بعد الثورة، إضافة إلى أنه التاريخ المحدد لفترة المرحلة الانتقالية ومدة حكم الترويكا، التي من المفروض أن تنقضي بعد قرابة ستة أسابيع أي يوم 23 أكتوبر المقبل.
هذا المعطى المشار إليه يبرر لنا مواقف بعض الأصوات السياسية والقانونية التي بدأت تروج لفكرة أن شرعية الحكومة التونسية الحالية تنتهي يوم 23 أكتوبر المقبل. وترى هذه الأصوات أن أطروحة الحكومة حول هذه المسألة التي مفادها أن المجلس الوطني التأسيسي سيد القرار ووحده يحدد شرعية الحكومة من عدمها، أطروحة مردود عليها من منطلق كون المجلس التأسيسي نفسه وليد مرسوم ضبط مدة عمله بفترة أقصاها سنة.
وأمام هذه التجاذبات حول تاريخ انتفاء الشرعية، تبرز إشكالية محاولة كل طرف سياسي تفسير القانون ومسألة الشرعية على ضوء مصلحته السياسية، ناهيك بكون ظاهرة التشكيك في الشرعية في حد ذاتها تعد أمرا خطيرا وتتضاعف خطورته في سياق وضع اجتماعي واقتصادي يتميز بالهشاشة.
من جهة أخرى، لعله من المهم استدعاء بعض المعطيات، على رأسها أنه قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بتاريخ 23 أكتوبر 2011 أمضى 11 حزبا على التزام أخلاقي مفاده ألا تتجاوز فترة عمل المجلس وصياغة الدستور مدة عام.
ولكن يتضح قبيل الموعد المتفق عليه أن تلك الروزنامة غير ممكنة التطبيق وذلك بناء على تصريحات متفرقة من جانب الحكومة تسمح لنا بالاستنتاج أن هناك روزنامة جديدة بدأت تروج لها الترويكا الحاكمة وهي الروزنامة التي أثارت الشكوك حول نيات الحكومة في تمديد فترة الحكم المؤقت. من ذلك أن رئيس الحكومة ذكر في مناسبتين أن الانتخابات المقبلة ستكون في مارس (آذار) 2013. وإن كان رئيس المجلس التأسيسي أعلن أنه سيتم الانتهاء من كتابة الدستور قبل موعد 23 أكتوبر، فإن رئيس لجنة صياغة الدستور صرح بأن الاستفتاء على الدستور لا يمكن أن يحصل قبل أبريل (نيسان) المقبل. ثم برز خبر جديد يقول إن الانتخابات ستكون خلال سبتمبر (أيلول) 2013، الشيء الذي زاد في حدة الشكوك حول ما اعتبرته بعض الأطراف الحزبية والحقوقية تلاعبا بالتواريخ من طرف الترويكا الحاكمة، وخصوصا أن رئيس المجلس التأسيسي أردف تصريحه السابق بتصريح آخر مبرزا أن مناقشة مسودة الدستور فصلا فصلا لا يمكن أن تتم إلا بعد 23 أكتوبر وهو ما جعل الروزنامة السياسية مفتوحة على مصراعيها والوضع المؤقت مرشحا للإطالة. وما زاد في توتر المعارضة وبعض مكونات المجتمع السياسي والمدني أن الحكومة إلى اليوم لم تبعث هيئة عليا للانتخابات وهو مؤشر يفيد بأنه لا توجد في الوقت الراهن أي روزنامة بديلة للروزنامة التي وصفت بغير الممكنة وغير الواقعية.
في هذا السياق، نضع مبادرة بعض الأحزاب التي تطرح ضرورة تحديد خارطة طريق واضحة تخص التواريخ والاستحقاقات كافة، وهي مبادرة وإن كانت لا تخلو من مناورة تقوم بها المعارضة بهدف إحراج الحكومة، فإنه لا بد منها، حيث إنه ليس من صالح لا الحكومة ولا الشعب التونسي أن تبقى الأمور معلقة بعد تاريخ 23 أكتوبر المقبل. ذلك أنها لم تستطع وهي في مرحلة الشرعية الحد من الإضرابات وغيرها، فما بالنا بعد أن تفقد الحكومة مصدر قوتها الأوحد، أي الشرعية الانتخابية.
إن إطالة المرحلة المؤقتة تعني إطالة الأزمات والتشجيع على الفوضى الاجتماعية. ولا مفر من صياغة روزنامة توافقية واضحة قبل تاريخ 23 أكتوبر كي يتم قطع الطريق أمام كل السيناريوهات المضرة بتونس ومواجهة الحملة التي بدأت تقام في مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر يوم 24 أكتوبر المقبل.
الكرة في ملعب الحكومة الآن وسرعة تنفيذ ضربة الجزاء والنجاح في ذلك من أول مفاتيح معالجة حالة الفراغ «الروزناماتي» إن صحت العبارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.