بدأت اليوم الاربعاء بطرابلس، اشغال الدورة 35 لمجلس اتحاد ادارات موانئ شمال افريقيا برئاسة السيد محمد جمال بنجلون المدير العام للوكالة الوطنية للموانئ رئيس الاتحاد. ودعا السيد بنجلون، في كلمة بالمناسبة، الى العمل على ان تخرج هذه الدورة بقرارات وبرامج قابلة للتطبيق ومحددة في الزمان والمكان، مؤكدا على ضرورة مواكبة التطوات الحاصلة في العالم، والتي دفعت بالقطاع المينائي الى التأقلم والتغير، والرفع من وتيرة انجاز المشاريع والقرارات التي يتخذها الاتحاد. وقال المدير العام للوكالة الوطنية للموانئ انه "من المفروض ان تدفعنا الازمة التي يعيشها الاقتصاد العالمي حاليا، الى المضي في اتجاه معالجتها بما يتلاءم مع استمرارية انشطة الموانئ، نظرا لوقع هذه الازمة عليها"، داعيا في هذا الصدد الى تطوير وتغيير أساليب العمل داخل الموانئ، وتبسيط المساطر وتقوية منشآتها وجعلها أكثر جاذبية لاستقطاب الأروجة التجارية. وقدم السيد بنجلون الخطوط العريضة للظرفية الاقتصادية والدولية وما ترتب عنها من انعكاسات على القطاعات المينائية عبر العالم، مبرزا في هذا الصدد فتور المبادلات التجارية على المستوى العالمي، والازمة المالية والاقتصادية التي يشهدها العالم، وكذا تحرير الاسواق وما ترتب عنه من ضرورات تنمية المنشآت المينائية، بالاضافة الى التغيرات السريعة التي يعرفها قطاع النقل البحري والتكنولوجيا المينائية والتحولات في نظم تعبئة البضائع. وأضاف ان ذلك يحتم على بلدان شمال افريقيا ان تكثف جهودها للرقي بموانئها نحو الافضل، "سواء من حيث انجاز منشآت عصرية كبرى جديدة، او بتوسيع البنى التحتية المتوفرة، والرفع من المردودية واعادة الهيكلة وتمكين هذه الموانئ من مسايرة مستجدات القواعد الدولية في كل مجالات عملها". ولاحظ السيد بجلون ان المنطقة ككل، وغرب المتوسط بصفة خاصة، تعرف عبور كم هائل من الحاويات قاصدة مضيق جبل طارق، يقدر بنحو 120 مليون حاوية، منها حوالي 20 مليون حاوية تفرغ أثناء عمليات مسافنة بموانئ المنطقة، مسجلا ان هذا الرقم الاخير يمثل "حجما ضئيلا مقارنة مع ما نستطيع جلبه الى موانئنا بحكم الطاقة الهائلة للجلب من نوعية هذا الرواج، تقدر بحوالي 50 مليون حاوية". ودعا السيد بنجلون من جهة أخرى الى الحذر وتعاون بلدان الاتحاد لضمان سلامة بيئة المنطقة، في ظل عبور حمولات تقدر بنحو 130 طن من المحروقات لسواحلها سنويا، وتأمين عبور هذه الحمولات في أحسن ظروف السلامة، وتوفير الامكانيات لمحاربة التلوث، واقرار برامج للتكوين واعداد الموارد البشرية القادرة على مواجهة كوارث التلوث. وبدوره أكد أمين اللجنة الادارية للشركة الاشتراكية الليبية للموانئ السيد حسين دبنون، في كلمة بالمناسبة، ان بلاده تدعم التوجه الذي اختاره الاتحاد "لان الظروف الدولية الحالية تفرض علينا التكاتف لمواجهة المنافسة القوية التي لا سبيل لمواجهته الا بالتكاتف". واعرب عن يقينه بان اجتماعات هذه الدورة ستمكن من تعزيز تعاون الاتحاد مع الاتحادات الافريقية الاخرى شرقا وجنوبا وغربا، مشددا على ضرورة التزام الهيئات المنخرطة في الاتحاد بتنفيذ البرنامج الذي سيطره الاتحاد. ويتضمن جدول أعمال اجتماعات الاتحاد بالاضافة الى المصادقة على التقريرين المادي والادبي، المصادقة على برناجمه للفترة 2010 - 2011، والمصادقة على توصية للقاء مدراء ومعاهد ومراكز التدريب بدول الاتحاد باحداث شبكة للتردريب والتكوين والابحاث والدراسات. يذكر ان الوفد المغربي المشارك في اشغال هذه الدورة يتكون فضلا عن السيد بنجلون من كل من السيد محمد القضيوي الامين التنفيذي للاتحاد، والسيد أحمد لطفي مدير معهد التكوين المينائي. تجدر الاشارة الى ان اتحاد ادارات موانئ شمال افريقيا يضم فضلا عن المغرب وليبيا، البلد المنظم، موريتانيا والجزائر وتونس ومصر والسودان.