أعلن محمد بديع المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" أن مكتب إرشاد الجماعة قرر أمس الاثنين الشروع في الإعداد لإنشاء حزب سياسي للجماعة تحت اسم "الحرية والعدالة". واضاف المرشد في تصريحات على الموقع الرسمي على الأنترنيت أنه سيتم الإعلان عن هيئة المؤسسين للحزب خلال الأيام القليلة القادمة، ليتم بعد ذلك اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لذلك مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي اتساقًا مع توجهات وسياسات الجماعة المتخذة من قِبل مجلس الشورى العام منذ فترة طويلة، والتي تقضي بأن تنشئ الجماعة حزبا سياسيا. وأكد المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" أن عضوية حزب " العدالة والحرية " سوف تكون مفتوحة لكافة المصريين الذين يقبلون ببرنامج الحزب وتوجهاته. وقد تفادت الجماعة التي تأسست سنة 1928 وتم حظرها منذ 1954 أي صدام مباشر وواسع النطاق مع السلطة في مصر بالرغم من شن حملات اعتقال منتظمة ضد أطرها وقياداتها للتأثير على قدراتها التنظيمية وتحجيمها. ومع أنه لم يسمح لها حتى الآن بممارسة سياسية مؤسساتية إلا أن الجماعة تمكنت عقب الانتخابات التشريعية 2005 ، والتي عرفت انفتاحا نسبيا على المعارضة ، من الدفع ب88 من أعضائها إلى البرلمان تقدموا للاقتراع كمستقلين. غير أن الجماعة ستجد نفسها، إلى جانب أحزاب وشخصيات معارضة أخرى ، خارج البرلمان عقب الانتخابات الأخيرة التي أسفرت نتائجها الرسمية عن سيطرة الحزب الحاكم السابق بالكامل على مجلس الشعب في خطوة كان لها الأثر الكبير في الدفع نحو الثورة التي شهدتها البلاد منذ 25 يناير الماضي والتي أجبرت حسني مبارك على إعلان تنحيه عن الرئاسة مساء 11 فبراير الجاري . وقد حرصت الجماعة منذ اندلاع المظاهرات على التأكيد بأنها لن ترشح أي ممثل لها للانتخابات الرئاسية المقبلة وبأنها لا تطمح للسلطة.