العنوان: مؤتمر دولي حول عبد القاهر الجرجاني بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور

نظّم فريق البحث في "الخطاب والدلالة: القيم المجتمعية" بكلية متعددة التخصصات بالناظور -جامعة محمد الأول-، مؤتمراً دولياً في موضوع "التفكير اللغوي عند عبد القاهر الجرجاني: الأصول والامتدادات"، وذلك يومي 16 و17 أبريل 2025، بقاعة الندوات التابعة لإدارة الكلية.
شهد المؤتمر حضور نخبة من الباحثين والأساتذة الجامعيين من داخل المغرب وخارجه، وسعى إلى استكشاف الجوانب النظرية والتطبيقية في فكر الإمام عبد القاهر الجرجاني، أحد أبرز أعلام البلاغة العربية، وتتبع امتدادات نظرياته وأفكاره في الدراسات الحديثة.
افتُتحت فعاليات المؤتمر بجلسة افتتاحية قام بإدارتها الدكتور أبو عبد السلام الإدريسي رئيس لجنة المؤتمر العلمية، تحدث في الكلمة الأولى السيد علي أزديموسى عميد الكلية المتعددة التخصصات تحدث فيها عن أبرز ملامح تراث عبد القاهر الجرجاني وأهمية الاستفادة من كتبه ومؤلفاته، كما أكّد استعداد إدارة الكلية لاحتضان الأنشطة العلمية ودعمها، وتوجه بالشكر إلى جميع من أسهم في تنظيم المؤتمر ودعمه، خصوصا رئيس جامعة محمد الأول الدكتور ياسين زغلول، ورئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور فضيلة الأستاذ ميمون بريسول، ورئيس جماعة سلوان السيد جمال حمزاوي. وتلتها كلمة السيد فريد لمريني مدير مختبر المجتمع والخطاب وتكامل المعارف نوه فيها بدقة موضوع المؤتمر، وأهمية العودة إلى دراسة التراث العربي الإسلامي، ثم قدّم السيد علي صديقي منسق فريق البحث في الخطاب والدلالة كلمته، وأكد أن هذا المؤتمر ينسجم مع الاهتمامات البحثية للفريق والتي تكمّل المشاريع العلمية التي يعمل على دراستها وخوض البحث فيها. وفي ختام الجلسة قدم السيد محمد حسني كلمة باسم هيئة تنسيق المؤتمر أشار فيها إلى أهداف هذا المؤتمر وإشكالاته.
وشهدت الندوة احتفاء خاصاً بأحد رموز البحث العلمي في المغرب، وهو الأستاذ الدكتور مصطفى اليعقوبي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، الذي يعدّ من الأسماء الوازنة في مجال الدراسات اللغوية والبلاغية. وقد قدّم له عميد كلية الناظور تذكاراً تكريمياً، اعترافاً بعطائه الأكاديمي ومسيرته الحافلة في خدمة المعرفة.
وقد تميز اليوم الأول بجلسات علمية قيمة، عُرضت خلالها مداخلات متنوعة قاربت فكر الجرجاني من زوايا لغوية، نقدية، بلاغية وتأويلية. فيما استُكملت الفعاليات في اليوم الثاني بجلسات أكثر تخصّصاً، عكست عمق البحث الأكاديمي حول إسهامات الجرجاني.
شهدت جلسات المؤتمر نقاشاً علمياً، عبّر فيه المتدخلون عن إعجابهم بالأوراق العلمية المقدّمة. وقد تركزت الأسئلة على مدى إمكانية تجديد البلاغة العربية المعاصرة بالاستناد إلى فكر الجرجاني، وعلى موقع نظرياته من تحليل الخطابات الحديثة والدينية.
في الجلسة الختامية، شدد المشاركون على ضرورة الانفتاح الأكاديمي على التراث البلاغي الإسلامي، واستثماره في قراءة النصوص المعاصرة بلغة علمية ومقاربات متجددة. كما أوصوا بتكثيف اللقاءات العلمية حول أعلام البلاغة العربية وربطها بمناهج النقد الحديثة.
وقد أشاد الحاضرون بالتنظيم المحكم للمؤتمر، وبمستوى التنسيق بين مختلف مكوناته، كما عبروا عن امتنانهم لجامعة محمد الأول وكلية الناظور المتعددة التخصصات لاحتضان هذا اللقاء العلمي، الذي شكّل فرصة لتجديد الصلة مع تراث بلاغي رصين، ومساءلته في ضوء الأسئلة الراهنة.