عاش عائلات معتقلي حراك الريف ليلة سوداء بعد صدور الأحكام القاسية والصادمة في حق 53 من أبنائها والتي بلغت في مجموعها 308 سنة سجنا. ولم تجد عائلات وأسر المعتقلين من وصف لتطلقه على الأحكام التي صدرت في حق أبنائهم أفضل من وصف المجزرة القضائية التي أحرقت قلوب الآباء والأمهات حزنا وألما بعد ما كانوا يمنون النفس بصدور أحكام مخففة على المعتقلين . ووصف أحمد الزفزافي، والد قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، الذي قضت محكمة الاستئناف بجسنه 20 عاماً حالة ابنه بعد علمه بالقرار الذي صدر، أنها "عالية جدا، بل خير من الذين أصدروا الأحكام"، وأضاف أن "هؤلاء إذا عندهم ضمير فإنه يوبخهم حاليا، أما ضمير ابنه فمرتاح". وتابع والد ناصر خلال حديثه عن حالة المعتقلين أنه بعد زيارته لابنه "وجده يواجه الأحكام التي صدرت في حقه وفي حق رفاقه بالسخرية". وأضاف أن "طبعه هكذا، يواجه مثل هذه الأمور بسخرية، وعندما يقوم بذلك، يجعل من أصدر هذا الحكم الظالم في وضعية لا يحسد عليها". هدى السكاكي، زوجة الحبيب الحنودي، المعتقل ضمن نشطاء حراك الريف، والذي حكم عليه ب 5 سنوات سجناَ نافذة، نشرت تدوينة لها على جدارها بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك عبرت من خلالها عن مساندتها للمعتقلين واستمرارها رفقة أبناء الريف في النضال . وكتبت السكاكي "أعدكم وأعاهدكم، أني سأربي جيلا زفزافيا، وحنوديا، وعاقبونا وانتقموا منا، فعادة حليمة لن تتخلى عنها، ونعلم أنكم مستعدون لطحن الشعب"، على حد تعبيرها. وأضافت : "أحملكم كامل المسؤوولية، فيما سيعيشه أبنائي دون أبيهم، فخمس سنوات، سيحرمون فيها من حنان أبيهم". من جانبه عبر عبر خالد الحاكي، والد المعتقل في أحداث الريف، محمد الحاكي، عن صدمته ، بسبب الحكم الصادر في حق ابنه بالسجن 15 سنة. وقال الحاكي في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":"ازيد من تلاتين عام و انا كانربي فيه ، كانكون فيه ، كانحضيه ، كنعلمو شنو هو الوطن ، شنو هو الخير ، و أنه ماخاصوش يكون فاسد ، ماخاصوش يكون مرتشي ...و.......و.....، وفي الأخير تجي اسعادة القاضي تحبسلي ولدي 15 عام " و تحرمني مانشوفوش 15 عام وكلت عليك الله....وكلت عليكم الله ....حسبي الله ونعم الوكيل ..." وأضاف :"انا هذا ولدي وانا فخور به لأنه خرج باش يقول لا للفساد ..له وسام العز و البطولة ..اما انتم فعليكم السخط و المذلة...." وتابع الوالد :"اوا دابا ساليتوا ... سيروا تفوجوا على راسكم و تشطحوا "فموازين"....اما حنا فسنرفع أيادينا إلى قاضي السماء ..و سنقول " اللهم أنت وكيلنا "