بالرغم من الصورة المشرقة التي قدمها بعض رجال السلطة خلال فترة الطوارئ الصحية من خلال تعاملهم الإنساني من المواطنين وتدبيرهم الحكيم للأزمة إلا أن هناك بعض الحالات الشاذة التي اختار أصحابها السير على منوال آخر من خلال استعمال العنف ضد المواطنين وآخرها مشهد اعتداء رجل سلطة بمدينة الدارالبيضاء على صاحب محل تجاري . ويظهر الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائد بحي الرحمة وهو يقوم بصفع صاحب محل تجاري قبل أن يقوم برمي بضاعته خارج المحل في سلوك أثار عاصفة من ردود الفعل المستنكرة لتصرف رجل السلطة . سلوك القائد ينضاف إلى مشاهد أخرى لرجال سلطة بمدن أخرى سقطوا في تجاوزات مهنية خطيرة أثناء تدخلاتهم لتدبير حالة الطوارئ الصحية. وفي هذا الصدد قال محمد رشيد الشريعي رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان إن مشاهد تعنيف المواطنين خلاف فترة الطوارئ الصحية تزكي التراجعات الخطيرة التي يعرفها المغرب في مجال حقوق الإنسان بشهادات تقارير وطنية ودولية . وأوضح الشريعي في تصريح خص به موقع “نون بريس” أنه ومنذ فرض حالة الطوارئ الصحية أصبحنا نعيش في زمن سنوات الرصاص ونحن نشاهد أعوان ورجال السلطة يمارسون ساديتهم على المواطنين. وأضاف المتحدث أن قانون الطورئ وحد بالأساس للحد من تفشي فيروس كورونا وليس بغرض إحكام القبضة الأمنية وتعنيف المواطنين في واضحة النهار وتحت عدسات الكاميرا. وشدد الناشط الحقوقي على أن بعض رجال السلطة يفضلون تغليب للمقاربة الأمنية في تعاملهم مع المواطنين على تطبيق القانون بشكل سليم وهو مايعتبر تعسفا في استعمال السلطة وانتهاكا للحقوق والحريات . وأدان رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ما سماه بسياسة غض الطرف التي تنهجها وزارة الداخلية وعدم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في حق رجال سلطة تبث تورطهم في ارتكاب أخطاء جسيمة.