رد على المقال الذي نشر في جريدة الصباح عدد 4415 الصادر يوم 26/06/2014 تحت عنوان "الكويتي مصعب العنزي "تلاح" على الأغنية الوطنية" بقلم عزيز مجدوب. لما غابت الأغنية الوطنية عن الساحة الفنية تركت فراغا كبيرا في نفوس المواطنين. حيث ان لها أثر و دور كبير و مهم في إحياء روح المواطنة. فهي أقرب و أسرع و أسهل طريق لإيصال رسالة ما إلى أذان و قلوب المواطنين. أكثر من الندوات و المحاضرات و البرامج التلفزيونية و الإذاعية و الصحفية، حتى أصبحنا نسمع شبابنا يردد "آش دارت لينا البلاد" و "آش اعطانا هاد المغرب" و نسي ان يقول "آش درت انا لهاد البلاد" او "آش أعطيت أنا لهاد المغرب". هذا شيء مقلق و خطير، فإذا فقد الشباب الحس الوطني و الشعور بالإنتماء إلى الوطن و الإحساس بالغيرة عليه فكيف له إذا ما قدر الله في يوم من الأيام أن يحمل السلاح في وجه العدو و حماية الأرض و الحدود و المال و العرض. فليس للحكومات التي تعاقبت على الحكم ناجحة كانت او فاشلة و لا للظروف السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية علاقة بحب الوطن. فقد مرت على شعب المغربي ظروف قاسية أقسى بكثير من التي نعيشها اليوم. لقد واجه الإستعمار بصدور عارية و غنى للوطن، عاش سنوات الرصاص بقسوته و جبروته و غنى للوطن، و عاش الجهل و الفقر المدقع و قاسى من سنوات الجوع و لم يتوانى عن حب الوطن. فالوطن شيء اخر يتمثل في ارضنا و حدودها فهو تاريخنا، ماضينا و مستقبلنا، هو جدورنا آباءنا و أجدادنا، أبناءنا و احفادنا، هو حنان الأم و رضى الوالدين، هو الدماء التي تجري في عروقنا، هو حريتنا و استقرارها هو امننا و أماننا، هو فخرنا و اعتزازنا، هو العلم الوطني الذي يرفرف في سماءنا، هو الماء الذي يروينا و الهواء الذي ينعشنا، هو الشمس التي تدفئنا و القمر الذي ينير طريقنا، هو الأذان الذي يعلو صوامعنا و يملأ قلوبنا و أرواحنا إيمانا، هو طقوس رمضان و عيد الأضحى التي لا نتدوق حلاوتها إلا في هذا الوطن. هو خبزنا و ملحنا، هو أمنا الأرض التي تضمنا أحياءا و تستر عورتنا أمواتا، هو بيتنا الكبير الذي يلمنا و يجمعنا و يسعنا جميعا. و إذا غبنا عنه نحن إليه و لا ملجأ منه إلا إليه. فإذا كنا نسكنه فهو أيضاً يسكننا، فلا يحق لنا ان نستنكر له و ندير له ظهورنا في وقت الشدة، فهذا من نكران الجميل، بل علينا ان نحبه و نتغنى به في جميع الظروف و الأحوال، فلا لليأس لا للتشاؤم، لا للحقد، نعم للأمل نعم للتفاؤل نعم للحب نعم للأغنية الوطنية. نحن مع إحياء الأغنية الوطنية بشرط اختيار الكلمات التي تحرك المشاعر و الألحان الحماسية و الأداء الجيد. منذ ان اعتلى محمد السادس العرش ملأ ربوع المملكة بأعماله و إنجازاته بدون توقف و لا كلل ولا ملل، فوجوده يعطي الشعور بالأمن و الإستقرار، فهو يستحق ان نحبه و نفتخر به و نتغنى به، الشيء الذي لن يزيدنا إلا حبا و تماسكا و تقاربا. فلنقف جميعا احتراما و تقديرا و إجلالا للوطن و للملك و لنغني جميعا لهما. فهذا حقهما علينا و حقنا عليهما. اما بالنسبة للشاب الكويتي مصعب العنزي الذي أعجب ببلدنا و أحبه و قام بإنجاز أكبر ملحمة وطنية تمجيدا لهذا الوطن، فلا يليق لنا ان ننتقده او نشتمه بل علينا شكره والترحيب به و بعمله و التصفيق له بحرارة. شكرًا مصعب انت حقاً مغربي اكثر من بعض المغاربة.