المغرب وإسبانيا يفككان شبكة لنقل المخدرات عبر "درونات" محلية الصنع    مدرب مالي: حكيمي لاعب مؤثر وغيابه مؤسف للمغرب    توقيع اتفاقية شراكة بالرباط للنهوض بالثقافة الرقمية والألعاب الإلكترونية    الرباط.. إطلاق النسخة الثالثة من برنامج "الكنوز الحرفية المغربية"    عجز في الميزانية يقدر ب55,5 مليار درهم عند متم أكتوبر المنصرم (خزينة المملكة)    فاجعة خريبكة.. بطلة مغربية في رفع الأثقال بنادي أولمبيك خريبكة من بين الضحايا    المناظرة الوطنية للتخييم تبحث سبل تجديد الرؤية الإستراتيجية للبرنامج الوطني إلى 2030    عروشي: طلبة 46 دولة إفريقية يستفيدون من منح "التعاون الدولي" بالمغرب    مونديال لأقل من 17 سنة.. المنتخب المغربي يخوض حصة تدريبية جديدة استعدادًا لمواجهة أمريكا    تبون يوافق على الإفراج عن صنصال    رئيس برشلونة يقفل الباب أمام ميسي    أمطار رعدية وثلوج ورياح قوية مرتقبة بعدة مناطق بالمملكة غداً الخميس    رياح قوية وزخات رعدية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    مجلس النواب يعقد جلسات عمومية يومي الخميس والجمعة للدراسة والتصويت على مشروع قانون المالية لسنة 2026    الاسبانيّ-الكطلانيّ إدوَاردُو ميندُوثا يحصد جائزة"أميرة أستورياس"    مسارات متقاطعة يوحدها حلم الكتابة    في معرض يعتبر ذاكرة بصرية لتاريخ الجائزة : كتاب مغاربة يؤكدون حضورهم في المشهد الثقافي العربي    على هامش فوزه بجائزة سلطان العويس الثقافية في صنف النقد .. الناقد المغربي حميد لحميداني: الأدب جزء من أحلام اليقظة نعزز به وجودنا    أمينوكس يستعد لإطلاق ألبومه الجديد "AURA "    وزير الفلاحة يدشن مشروع غرس الصبار بجماعة بولعوان بإقليم الجديدة    عمالة المضيق الفنيدق تطلق الرؤية التنموية الجديدة. و اجتماع مرتيل يجسد الإنتقال إلى "المقاربة المندمجة"    مصرع 42 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا    أربعة منتخبات إفريقية تتصارع في الرباط على بطاقة المونديال الأخيرة    "الكان" .. "دانون" تطلق الجائزة الذهبية    منظمة حقوقية: مشروع قانون المالية لا يعالج إشكالية البطالة ومعيقات الولوج للخدمات الأساسية مستمرة    ترامب يطلب رسميا من الرئيس الإسرائيلي العفو عن نتنياهو    مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في مجال المؤسسات الثقافية الخاصة    لجنة المالية في مجلس النواب تصادق على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2026    استبعاد يامال من قائمة المنتخب الإسباني    اختلاس أموال عمومية يورط 17 شخصا من بينهم موظفون عموميون    مباريات الدور ال32 ب"مونديال" الناشئين في قطر    وكالة الطاقة الدولية تتوقع استقرارا محتملا في الطلب على النفط "بحدود 2030"    "الماط" يستغل تعثر شباب المحمدية أمام اتحاد أبي الجعد ويزاحمه في الصدارة    مستشارو جاللة الملك يجتمعون بزعماء األحزاب الوطنية في شأن تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي في األقاليم الجنوبية    السعودية تحدد مواعيد نهائية لتعاقدات الحج ولا تأشيرات بعد شوال وبطاقة "نسك" شرط لدخول الحرم    حجز آلاف الأقراص المهلوسة في سلا    إسبانيا تقلد عبد اللطيف حموشي بأرفع وسام اعترافًا بدور المغرب في مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني    ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية    الأمم المتحدة: الطلب على التكييف سيتضاعف 3 مرات بحلول 2050    الغابون تحكم غيابيا على زوجة الرئيس المعزول علي بونغو وابنه بالسجن بتهم الاختلاس    إسرائيل تفتح معبر زيكيم شمال غزة    تقرير دولي: تقدم مغربي في مكافحة الجريمة المنظمة وغسل الأموال    فيدرالية اليسار الديمقراطي تؤكد تمسكها بالإصلاحات الديمقراطية وترفض العودة إلى الوراء في ملف الحكم الذاتي    ليلة الذبح العظيم..    المعهد الملكي الإسباني: المغرب يحسم معركة الصحراء سياسياً ودبلوماسيا    تنصيب عبد العزيز زروالي عاملا على إقليم سيدي قاسم في حفل رسمي    "جيروزاليم بوست": الاعتراف الأممي بسيادة المغرب على الصحراء يُضعِف الجزائر ويعزّز مصالح إسرائيل في المنطقة    برادة يدعو الآباء والأمهات إلى مساندة المؤسسات التعليمية بالمواكبة المنزلية    "رقصة السالسا الجالسة": الحركة المعجزة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة كيف تتواصل مع الآخرين وهي لا تتواصل مع منخرطيها
نشر في الوجدية يوم 21 - 04 - 2012


"دفاع مستمر عن الحريات وعن حقوق الصحافيين"
داخل النقابة(وجدة)أولا وخارجها ثانيا
اجتمع المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في دورة عادية تحت شعار "دفاع مستمر عن الحريات وعن حقوق الصحافيين"،ولم يعلم به المنخرطون والمنخرطات بفرع وجدة سوى عبر الموقع الإلكتروني للنقابة أو ما نشر عنه في الإعلام الوطني الورقي والالكتروني،أو عبر بعض الزملاء والزميلات جازاهم الله خيرا من أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي الذين انتبهوا لفقر ممثلي فرع وجدة في النقاش الذي دار حول نقط جدول الدورة العادية..لكن ما لا يعلمه هؤلاء وأولائك أن المكتب المُعَيَّنْ في آخر "مؤتمر جهوي" منعقد لغرابة الصدف في 20 فبراير 2010 بوجدة لم يبلغوا المنخرطين لمناقشة ممثليهم في المجلس الوطني للتوافق حول ما يجب التعبير عنه حول النقط المطروحة للنقاش داخله،وهذا هو التوجه الديموقراطي السليم للتشاور وتوحيد الرؤى والمواقف،لكي تكون هذه الأخيرة نابعة من القاعدة وليس العكس.
بل إن المكتب الذي يدعي جهويته رغم أنه لا يمثل سوى إقليم وجدة أنجاد حتى لا نقول فقط مدينة وجدة،وبعد عودة من مثلوا الفرع في أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني الفيدرالي،لم ولن يجتمعوا بالمنخرطين لإخبارهم وتقديم تقرير عن مشاركتهم في أشغاله التي ناقشت مواضيع مهمة جدا في المسار المهني للإعلام الوطني،أو على الأقل تعليق تقريرهم بسبورة الاعلانات داخل مقر الفرع رفقة الوثائق التي وزعت عليهم بصفتهم التمثيلية وليست الشخصية لكي يحتفظوا بتلك الوثائق والمنشورات،وهذه عادة دأب عليها أعضاء مكتب الفرع في كل دورات المجلس الوطني الفيدرالي أو الندوات واللقاءات التي حضروها نيابة عن الفرع بصفتهم النقابية وليست الشخصية داخل أو خارج البلاد.
المنخرطون لا يعرفون شيئا عن ما قام ويقوم به مكتب الفرع الذي تغيب عن اجتماعاته ومنذ مدة طويلة الصفة النظامية والقانونية،حيث لا تتوفر على النصاب القانوني الذي يتم تصريفه ب"اعتذارات" بعض أعضائه.
فهل يتصور أي منكم بأن هذا المكتب يمكنه أن يعقد شراكات مع عدة قطاعات عمومية وأخرى شبه عومية (القطاع الخاص لفائدة الشك والله أعلم) منها العلني ومنها السري،في زمن "الشفافية" و"الحريات" وزيد وزيد....
مواقف كثيرة نتعرض لها خاصة في إدارات عمومية،حينما يتم إبلاغك بأن النشاط الفلاني أو الموضوع العلاني الذي يكون موضوع بحثك أو استفسارك قد تم الإبلاغ به للفرع النقابي،أو (الطامة الكبرى) يتم إخبارك بأن النقابة شريك في الأمر،تجد نفسك في الموقف المشابه لبعض الأفلام الكرتونية التي كنا نرى فيها القط "طوم" تظهر له أذني حمار حَاشَاكُمْ بعدما يَقْضِيهَا فِيهْ الفأر "جيري".. وتقول في نفسك مَاعْلِيشْ ربما حتى هي شراكة سرية،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وغفر الله لزميلنا وأستاذنا وعزيزنا الذي عَيَّنَهُمْ عبر لجنة "التعيينات" التي سَمَّوْهَا "لجنة الترشيحات" والتي عينت زيادة على من ليس له الصفة القانونية لذلك،فقد عينت حتى من غير المنخرطين...
ندعو الله يهدي هَذْ الناس فالمكتب الحالي بوجدة ويعلنوا استقالتهم الجماعية بعدما فشلوا في تحقيق كل تعهداتهم وجنى البعض منهم على المهنة وهَذَاكْ شُغْلُوا والحرفة قَادَّة بْرَاسْهَا لكن بعضهم جنى وما زال على النقابة وهذا شغلنا جميعا،فهي لنا نحن العاملين بالاعلام الذي يعد مورد رزقنا الوحيد،وليست النقابة للمدراء هذا أولا،والنقابة ثانيا وثالثا وأبدا هي لرجالها اللي مَايَخْوِيوْشِي بِهَا في أول تُورْنَة،ولا أحد يملكها غير منخرطيها،ولا حاجة لنا للتذكير بوقوفنا المباشر للبعض ممن حاولوا النيل من سمعة النقابة،كما وقع في "مهرجان رَايْهُمْ" حين أهينت النقابة في حضور أغلب مكتبها الحالي الذين ظلوا صامتين بسبب ما نعرف ويعرفون وتعرفون ولم ترد الصاع صاعين ولم توقف تلك المهزلة وفي حينها غير "الوجدية" بواسطة عبد ربه الفقير إلى رحمته ومغفرته موقع هذه الكلمات.ونتحدى من يقول العكس علانية.وهذا نص بلاغ المجلس الوطني الفيدرالي لكل غاية مفيدة:
"عقد المجلس الوطني الفيدرالي، للنقابة الوطنية للصحافة المغربية اجتماعه، في دورة عادية، يوم السبت 14 أبريل 2012، حيث تمت مناقشة تقرير المكتب التنفيذي وعلى ضوئه، وبعد إغنائه بعدة مقترحات من طرف الأعضاء، اتخذ المجلس قرارات في مختلف المجالات التنظيمية والمهنية والسياسية والنقابية، تحت شعار: دفاع مستمر عن الحريات وعن حقوق الصحافيين.
وفي هذا الإطار اتفق المجلس على إصدار بلاغ يتضمن القضايا التالية:
1) إن الدستور الجديد ينص على احترام حرية التعبير والصحافة، ويعترف بالمرجعية الكونية لحقوق الإنسان، كما يعتبر أن من حق المهنة تنظيم نفسها بكل استقلالية وديمقراطية، وأن دور السلطات ينحصر في تشجيعها ووضع القوانين التي لا تناقض هذه المبادئ.
إن التطور الديمقراطي، الذي ينبغي أن تسير فيه بلادنا، يفرض استقلالية العمل المهني على مختلف المستويات، دون أن تتدخل السلطات، إلا بالشكل الذي يعزز هذه الاستقلالية،.
لذلك، فإن المجلس الوطني الفيدرالي، يؤكد أن مفهوم الوزارة " الوصية "، على القطاع، يجب أن يراجع، فالوصاية على مهنة الصحافة وعلى المقاولات والمؤسسات الإعلامية، لا يمكن أن تقبل في أي مجتمع ديمقراطي.
وانطلاقا من الحرص على احترام هذا المبدأ الديمقراطي، فإن المجلس يطالب الحكومة بأن تعمل في مقاربتها ومشاريعها، على المستوى الإداري والقانوني، السير في هذا التوجه، الذي من شأنه تهييئ بلادنا، لتلتحق بالركب الحضاري للبلدان المتقدمة في مجالات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية.
2) وفي هذا الإطار يعتبر المجلس أن مسألة التنظيم الذاتي للمهنة، ينبغي أن تتم طبقا للمبادئ الديمقراطية التي تحكمت في مثل هذه الهيآت، على المستوى العالمي، والتي حرصت على ضمان الموضوعية والنزاهة والاسقلالية، في عملها.
إن مفهوم "التنظيم الذاتي"، يعني أن يسهر المهنيون على ضمان أخلاقيات مهنتهم وعلى تنظيمها، للحرص على حق المجتمع في التوفر على صحافة تخدم الحق في الخبر وفي الجودة والتعددية و الإختلاف.
ولتحقيق هذه الشروط، يؤكد المجلس حرصه على أن يتقدم مشروع المجلس الوطني للصحافة على أسس الاستقلالية التامة للمهنيين، وإشراك كافة قطاعات الصحافيين، ومراعاة التمثيلية العددية لمختلف فئاتهم، التي تتجاوز في ارض الواقع كل الفئات المهنية الأخرى.
وأكد حرصه على دعوة الصحافيين إلى الانخراط الجدي و المشاركة الواسعة لاختيار ممثليهم، الذين تتوفر فيهم معايير الكفاءة والنزاهة والحكمة، والرغبة في التطوع لهذا العمل النبيل.
3) شدد المجلس الوطني الفيدرالي على ضرورة الشروع الجدي في مناقشة التعديلات الضرورية على قانون الصحافة، حتى يعكس روح الدستور الجديد، ومجموع المطالب التي تقدمت بها، على مر السنوات، القوى الحقوقية والديمقراطية والنقابية، خاصة في الجوانب التي تنص على اعتماد قانون الصحافة كمرجع وحيد في قضايا النشر، وجعله خاليا من العقوبات السالبة للحرية ومن العبارات والمفاهيم التحكمية، التي تضيق على حرية الصحافة والنقد والفكر.
كما ركزت مناقشات المجلس على إشكالات الإعلام العمومي، حيث خلصت إلى ضرورة ان تشرع الدولة والحكومة في المراجعة الشاملة للمنهجية التي سادت لحد الآن في التعامل مع هذا القطاع، التي مازالت متسمة بالطابع الرسمي. فالإجراءات الترقيعية لا يمكنها أن تستجيب لطموحات المجتمع في إعلام راق وتعددي، كأداة أساسية في الديمقرطة والتغيير.
4) وسجل المجلس عدة ملاحظات تتعلق بمنهجية ومضمون دفاتر التحملات، سواء بالنسبة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أو القناة الثانية، معتبرا أنه بالرغم من الاعتراف بان أسلوب التشاور الذي تم يعتبر مبادرة إيجابية، لكن كان من اللازم تنظيم حوار مؤسساتي للوصول إلى خلاصات مشتركة، لتطبيق ما جاء في الدستور الجديد والاستجابة لمطالب المجتمع والمهنيين، مبديا أمله في تجاوز ما حصل، في المشاريع اللاحقة سواء في عقد البرنامج او آليات الحكامة.
و عبر عن تخوفه من أن يغلب الهاجس الإيديولوجي في تطبيق بعض الإلتزامات، على القنوات والمحطات العمومية، بدل الانكباب أكثر على تطوير المضمون واحترام التعددية الفكرية وحرية الإبداع والانفتاح اللغوي والثقافي. كما سجل صعوبات تطبيق لعديد من المشاريع ، التي تتطلب إعادة النظر في تنظيم الموارد المادية والبشرية وفي العلاقات مع القطاعات الثقافية و الفنية. وانتقد تجاهل دور المهنيين و المجتمع في مراقبة و تقييم تنفيذ هذه الدفاتر.
فرغم أهمية التنصيص على مبادئ الجودة والتعددية والإبداع وأولوية الإنتاج الوطني والشفافية وغيرها من شروط الحكامة، فإنه اعتبر أنه من غير الممكن تنفيذها في إطار الهياكل التنظيمية والمهنية الحالية.
وأكد أن المعركة الكبرى تكمن في توفير شروط الحكامة الجيدة، في التسيير الداخلي لمؤسسات الإعلام العمومي، التي تتحكم فيها عقلية تسلطية، لم تقطع مع أسلوب الدول الشمولية، التي تعتبر وسائل الإعلام العمومية، أداة دعاية للأجهزة الرسمية.
وانطلاقا من هذه الملاحظة الأساسية، طلب المجلس بأن تعطى الأولوية، في أي مشروع إصلاحي، للمراجعة الجذرية، لآليات التدبير والتسيير، المتسمة حاليا بطابع التحكم الفوقي وسيادة منطق الزبونية والمحسوبية وتهميش الكفاءات.
إن المدخل للإصلاح لا يكمن فقط في صياغة دفاتر تحملات تتضمن التزامات، كيفما كانت، بل في توفير الشروط الضرورية للصحافيين، ومختلف فئات العاملين، للعمل في إطار الحرية والاستقلالية، طبقا لقواعد الحكامة الجيدة وتكافؤ الفرص في إسناد المسؤوليات والشفافية في التسيير المهني والإداري والمالي. هذه هي الأولويات التي ينتظرها الجسم الصحافي والمجتمع، الذي يعتبر أن الإصلاح لا يمكن أن يتم برموز الماضي، التي أوصلت الإعلام العمومي إلى الإفلاس التام.
5) وضمن مناقشاته حول الإعلام العمومي، اعتبر المجلس أن استمرار وضع وكالة المغرب العربي للأنباء كمؤسسة رسمية لا يطابق ما جاء في الدستور الجديد، حول ضرورة تقديم خدمة عمومية، تبتعد أكثر فأكثر عن المنهج البروتوكولي، وتنفتح على قضايا المجتمع، بمختلف مشاكله ومشاربه السياسية والفكرية، كما يحصل في كل الوكالات العالمية.
وتساءل أعضاء المجلس عن برنامج التغيير والإصلاح، الذي يجب أن يشمل هذه الوكالة، حيث أن قانونها الأساسي، مازال يخضع لمفاهيم متجاوزة، لا تتماشى مع الحراك السياسي الذي تعرفه بلادنا، ولا تستجيب لمبادئ الدستور الجديد، ولا توافق ما عرفه العالم من تطورات تكنولوجية وإعلامية.
وفي هذا الإطار، تعرض المجلس إلى ضرورة مواصلة الحوار، سواء مع الحكومة أو إدارة الوكالة، للخروج من الوضع الحالي، الذي ورث كل سلبيات الماضي، بالنسبة للوضع المادي للصحافيين ومختلف فئات العاملين، وبالنسبة للقانون الداخلي و لآليات الحكامة وأسلوب التسيير والتدبير اليومي لأوقات العمل والعطل والعلاقات الداخلية، خاصة في التحرير.
وطالب المجلس بالتسريع لعقد اجتماع لجنة التسيير، المنبثقة عن المجلس الإداري، قصد التقدم في مراجعة مساطر التعيينات وإسناد المسؤوليات وكذا كل ما يتعلق بالتطور المهني واجتماعات التحرير ومجلس التحرير، وكل الآليات الضرورية للتقدم في معالجة الإشكالات المهنية، بما يخدم الرفع من جودة المنتوج وتقديم خدمة عمومية حقيقية.
6) و بالنسبة لأوضاع الصحافة المكتوبة، ندد المجلس بما تعرفه العديد من المقاولات من طرد وتضييق على الصحافيين، وأبرز على هذا الصعيد، وضعية ثلاثة صحافيين بمؤسسة " البيان SA " الذين يعانون من إجراءات غير قانونية تتم تجاههم، معبرا عن تضامنه معهم و مطالبا بضرورة رفع الحيف، بشكل مستعجل عنهم. ويتعلق الأمر بكل من الزميل "نور اليقين بن سليمان" أمين النقابة وصحافي بجريدة "بيان اليوم" ، والزميا "عمر الزغاري" عضو المجلس الوطني الفيدرالي وكاتب فرع الدار البيضاء، صحافي بجريدة "بيان اليوم"، والزميلة "سمية يحيا" عضوة المجلس الوطني الفيدرالي و صحافية بجريدة "البيان" .
كما أكد المجلس على الأهمية القصوى لمراجعة العلاقات الداخلية في العديد من مقاولات الصحافة المكتوبة، حيث يغيب الحوار مع لجان النقابة، بل يتعرضون في بعض الأحيان للتهميش و الإضطهاد.
وفي أفق تجديد الاتفاقية الجماعية مع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، تم التشديد على ضرورة أن تكون متقدمة وأن تشمل سلما واضحا للترقيات وآليات للحكامة الجيدة ولديمقراطية التحرير، و ان تلتزم المقاولات بتنفيذها، ضمن اتفاق عقد البرنامج والدعم المقدم للصحف من الحكومة .
7) وخصص المجلس حيزا هاما في مناقشاته لموضوع أخلاقيات المهنة، معبرا عن تنديده بما يحصل من انتهاكات، خاصة في بعض المواقع الالكترونية والشبكات الاجتماعية.
وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى الحملة اللاأخلاقية، التي تعرضت لها الزميلة "الرعبوب أبهى"، عضوة المجلس الوطني للنقابة والصحافية بالقناة الجهوية بالعيون.
وعبر المجلس عن تضامنه معها، كما عبر عن تضامنه تجاه ما تعرض له رئيس النقابة، الزميل "يونس مجاهد"، من تهجم من طرف أحد الصحافيين في الفيسبوك، مؤكدا أن الحملة الواسعة للتضامن معه، إدانة صريحة لهذه الممارسات اللاأخلاقية، مما يغني رئيس النقابة عن اللجوء إلى القضاء، خاصة وأن الشخص الذي نشر الادعاءات الكاذبة على صفحته في الفيسبوك، عجز عن إثبات الإشاعة التي روجها، بل حاول التنصل منها.
وأعلن المجلس عن تنظيم حملة وطنية للتحسيس بأهمية احترام أخلاقيات المهنة في الصحافة، مؤكدا أن ما يحصل من خروقات، لا يمكن اتهام الجسم الصحافي بممارساتها، بقدر ما هي ناتجة عن بعض الناشرين، و مسؤولي مواقع الكترونية، الذين يستعملون الصحافة لتصفية الحسابات والقيام بحملات، أو يوجهون صحافيين لديهم للقيام بذلك.
وخلص المجلس إلى ضرورة توحيد الجهود من طرف الصحافيين لحماية مهنتهم، وذلك بالتكتل من أجل سيادة علاقات داخلية، تعتمد ديمقراطية التحرير واستقلالية المهنة والدفاع عن آليات الحكامة الجيدة من تكافؤ للفرص وتنظيم منصف للعلاقات، في كل المقاولات والمؤسسات الصحافية والإعلامية.
واعتبر أن السبيل لتفعيل المبادئ الواردة في الدستور الجديد ومطالب الحراك السياسي الشعبي، لا يمكن أن تتم إلا بعمل جدي من طرف الجسم الصحافي، الذي يعتبر هو الجسر الرئيسي لحرية الصحافة وأخلاقيات المهنة وتحديث القطاع وتقديم منتوج جيد من منطلق أن الإعلام ملكية عمومية للمجتمع.
الرباط في : 16 أبريل 2012"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.