انطلقت، البارحة الجمعة، حملة سوسيو-طبية واسعة لمحاربة مرض تكثف عدسة العين استهدفت المرضى المحتاجين بإقليم بركان، بمشاركة طاقم طبي مكون أساسا من جراحين في طب العيون. وأوضحت البروفيسور وفاء الإبراهيمي أنه تمت تعبئة معدات وموارد بشرية مهمة، منها وحدة متنقلة تضم غرفتين للعمليات الجراحية لإنجاح هذه العملية الإنسانية التي تمتد ثلاثة أيام، مضيفة أن نحو 150 شخصا معوزا، منهم 72 امرأة، تزيد أعمارهم عن 50 سنة سيستفيدون بهذه المناسبة من هذه العمليات الجراحية. وأضافت أن هؤلاء المرضى سيخضعون لعمليات جراحية يجريها سبعة جراحين وأطباء عيون من القطاعين العام والخاص، مشيرة إلى أن علاج تكثف العدسة يتم إما عن طريق التقنية القديمة تسمى "الجراحة من خارج الكبسول" وإما عن طريق الأسلوب الجديد "الإذابة بالموجات" الذي يسمح للمريض باستعادة الرؤية واستئناف نشاطه. وقد ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمويل هذه الحملة (100 ألف درهم) والجمعية المغربية الطبية للتضامن (125 ألف درهم) وجمعية المواساة والتنمية الاجتماعية (90 ألف درهم)، في حين تكلفت مندوبية الصحة بمتابعة مرحلة التشخيص التي تلي هذه الحملة والتي همت أزيد من 900 شخص. وبالنسبة للمندوب الاقليمي لوزارة الصحة ببركان السيد عبد المالك كوالا فإن هذه الحملة تكتسي أهمية كبيرة لكون المستشفى الإقليمي لا يتوفر على تخصص في جراحة طب العيون، وأن الأشخاص المعوزين لا يستطيعون تحمل تكاليف عملية تكثف العدسة التي تتراوح ما بين ستة وتسعة آلاف درهم حسب نوع العملية. وأضاف أن هذه الحملة تندرج في إطار استراتيجية الوزارة في مجال مكافحة تكثف عدسة العين، التي تعد السبب الرئيسي في حالات العمى في العالم، مشيرا إلى أن مخطط عمل 2010 يتوقع إنجاز 100 ألف عملية جراحية خاصة بهذا المرض.
