يعود تقليد صيد سمك التونة الحمراء في مضيق جبل طارق إلى أيام الفينيقيين. وهو لا يزال إلى اليوم يشكل مصدر عيش للكثيرين في إسبانيا ولاسيما في ظل الطلب الكبير عليه من قبل اليابانيين المولعين بنوعيته الفريدة. يتحرك صيادو التونة الحمراء ضمن جماعات على متن قوارب، ويصلون إلى المنطقة المقصودة حيث ينصبون الفخاخ في مضيق جبل طارق بوابة البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي. ثم يطفئون المحركات ويراقبون سطح المياه، ثم يغوص أربعة منهم إلى أعماق المياه. وتقضي مهمة هؤلاء الغطاسين بإعلام زملائهم بوصول أسماك التونة الحمراء في منطقة بحرية تبعد نحو كيلومتر واحد عن أقصى جنوب إسبانيا. ويتركز صيد سمك التونة في مضيق جبل طارق لكون هذه المنطقة ممرا لهذه الأسماك التي تهاجر سنويا من المحيط الأطلسي بحثا عن الدفء في مياه البحر المتوسط.