دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، قائلاً إن الأمير "لم يكن يعلم شيئاً" عن الجريمة، في موقف يناقض استنتاجات وكالات الاستخبارات الأميركية التي رجّحت مسؤولية بن سلمان عن إصدار الأمر بالقتل. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، خلال استقباله ولي العهد السعودي في البيت الأبيض، إن "الكثير من الناس لم يعجبهم الرجل الذي تتحدثون عنه… حدثت أمور ما، لكنه لم يكن يعلم شيئاً عنها، ويمكننا أن نتوقف عند هذا الحد".
ورفض الرئيس الأميركي الردّ على سؤال طرحته مراسلة حول خاشقجي، مكتفياً بالقول: "أنت تذكرين شخصاً مثيراً للجدل للغاية… لا داعي لإحراج ضيفنا بطرح سؤال كهذا". وتابع ترامب مؤكداً: "الأمور تحدث"، مضيفاً أن ولي العهد السعودي "لم يكن متورطاً" في مقتل الصحفي الذي قُتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، رغم تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) الذي خلص إلى عكس ذلك. وفي أول تصريح علني من نوعه، قال الأمير محمد بن سلمان، خلال اللقاء نفسه في البيت الأبيض، إنه يرغب في المضي نحو الاعتراف بإسرائيل "في أقرب وقت ممكن"، مؤكداً أن بلاده "ترغب في أن تكون جزءاً من الاتفاقيات الإبراهيمية"، لكنه شدد على ضرورة أن يكون "الطريق نحو حلّ الدولتين مرسوماً بوضوح". وأوضح ولي العهد أنه أجرى "مناقشة بنّاءة" مع ترامب حول هذا الملف، مضيفاً: "سنعمل على ضمان تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق هذا الهدف". من جانبه، قال ترامب إنه تلقى "رداً إيجابياً" من بن سلمان بشأن المضي قدماً في الاتفاقات الإقليمية. وأعلن ولي العهد السعودي خلال الزيارة زيادة استثمارات بلاده في الولاياتالمتحدة من 600 مليار دولار إلى نحو تريليون دولار، في خطوة وصفها ترامب بأنها "دليل على الشراكة الاستراتيجية القوية" بين البلدين. وأشاد الرئيس الأميركي ب"صداقة طويلة" تجمعه بولي العهد السعودي، واصفاً الرياض ب"الحليف العظيم" للولايات المتحدة. كما أكد عزمه بيع مقاتلات "إف-35" للسعودية، مشيراً إلى أن الطائرات التي ستحصل عليها الرياض ستكون "مماثلة لتلك لدى إسرائيل". وفي تصريحات إضافية، قال ترامب إن واشنطنوالرياض توصّلتا إلى "اتفاق دفاعي" جديد، دون تقديم تفاصيل إضافية حول مضمونه أو طبيعة الالتزامات المتبادلة.