أكمل قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، بحثه التفصيلي في ملف الطفل (م . ع)، الذي قتله أبوه ومثل بجثته بتواطؤ مع زوجته الثانية، وأحال محاضر التحقيق على الوكيل العام بالمحكمة ذاتها لتقديم استنتاجاته، قبل إحالة الملف على غرفة الجنايات الأولى لتبت فيه حسب ما يقتضيه القانون. وأفاد مصدر مقرب من الملف، أن جلسة الاستنطاق التفصيلي، استهلها القاضي بالاستماع إلى الطرف المطالب بالحق المدني (أم الطفل)، التي رفضت مؤازرة بعض الجمعيات الحقوقية، التى سبق أن نصبت نفسها طرفا مدنيا في القضية، والتمست تعيين محام في إطار المساعدة القضائية يتولى دعوى التعويض عن الأضرار المعنوية والنفسية، قبل أن يشرع في استنطاق المشتبه فيهما (الأب وزوجته الثانية)، والتحقيق معهما بخصوص التهم المنسوبة لهما، وتتعلق ب "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وارتكاب أعمال وحشية في حق الفروع والتنكيل بالجثة"، وهي الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل 392 وما بعده من القانون الجنائي المغربي، وتصل عقوبته إلى الإعدام. وذكر المصدر ذاته، أن المتهمين حاولا خلال البحث معهما تغيير أقوالهما المثبتة بمحاضر الضابطة القضائية، إلا أن مواجهتها بحجج إثبات جعلتهما ينهاران أمام قاضي التحقيق ليسردا كل تفاصيل فعلتهما، ابتداء من استدراج الضحية وطريقة قتله وتفصيل جثته، إلى حين اكتشاف أمرهما، من قبل شرطة المدينة. وحكت الزوجة، وهي تعمل كاتبة لدى أحد المحامين بالمدينة وتبلغ من العمر 31 سنة، أنها نجحت في استدراج الطفل، بعد أن أوهمته أن والده هيأ له مفاجأة بمناسبة عيد ميلاده، وعند وصولهما إلى المنزل قامت بإغراقه داخل إناء كبير بمساعدة الأب، ليقوما بعد ذلك بذبحه وتفصيل جثته إلى أطراف، حيث تم رمي الجسد والرجلين بحاوية للأزبال، فيما وضعا الرأس والأطراف داخل الثلاجة، في انتظار فرص التخلص منها لاحقا. وعن أسباب الجريمة قال الأب، الذي كان يعمل نادلا بمطعم للوجبات السريعة وسط المدينة، إنه لجأ لتصفية ابنه من مطلقته للتخلص من مصاريف الأكل والدراسة والمرض لابن كان يشك في نسبه، فيما أكدت زوجته أنها شاركته الجريمة لتقطع عن طليقته فرصة الاتصال بزوجها، نظرا لغيرتها الزائدة. وتعود تفاصيل هذه الجريمة النكراء، إلى أواخر نونبر من السنة الماضية، حين اختفى الطفل (م . ع)، البالغ من العمر سبع سنوات، بعد عودته من المدرسة، التي لا تبعد عن منزل جدته سوى بأمتار معدودة، إذ بعد مرور ثلاثة أيام، عثر عمال النظافة على الجسد والرجلين بين ركام الأزبال بالمطرح العمومي الواقع بحي المنار (غرب المدينة)، قبل أن تكتشف عناصر الشرطة وجود الرأس والأطراف بمنزل الأب، وعثرت عليها مدسوسة داخل ثلاجة.