ضبط تاريخ ميلاد مسرح إسبانيول بتطوان اختلف كثير من المهتمين بالشأن الثقافي والفني بمدينة تطوان – سواء منهم الأساتذة الباحثون ،أو الطلبة الجامعيون الذين يعدون بحوثهم في الإجازة والماستر والدكتوراه، أو غيرهم من المتتبعين- في تحديد ميلاد مسرح أسبانيول.
فبعضهم جعل فترة التأسيس ما بين سنة 1916 و 1921، ومنهم من اعتقد أنه تأسس سنة 1924 أو سنة 1927، وآخرون دفعهم ترجيحهم إلى الثلاثينيات ويعزى هذا الاضطراب في نظرنا إلى ندرة، بل إلى انعدام المصادر والمراجع التي تتحدث أو تشير بدقة إلى موضوع فضاءات المسرح والسينما بتطوان، ثم إلى صعوبة الإحاطة بالأعداد الكاملة لصحف مرحلة بداية العشرينيات، وبمعطيات وثائقها ومستنداتها الموجودة بأرشيف خزانات تطوان أو بمختلف مكتبات المدن الشمالية المغربية الخاصة والعامة، الشاهدة ب؟أمانة على توثيق فترة تشييد المعلمة.
ومن أمثلة هذا الاختلاف، مايذهب إليه الدكتور جميل حمداوي في بحثه المنشور بملحق جزيرة الاتحاد الاشتراكي، العدد 10588، الصادر بتاريخ السبت 28 دجنبر 2013 تحث عنوان: " التراث الكولونيالي الإسباني في المغرب – البيانات المسرحية نموذجا "إلى أن مسرح إسبانيول بتطوان شيد في عهد فرانكو سنة 1916" وهو بقوله هذا وقع في خطأين: أولا فترة تشييد مسرح إسبانيول كانت قبل عهد فرانكو، وثانيا أن افتتاحه تم عام 1923 وليس سنة 1916. ويتحدث المرحوم الأستاذ محمد الدحروش في مقال نشر بمجلة "دفاتر المهرجان "بعنوان "المدينة والسينما- تطوان نموذجا"، " إلى أن مسرح غسبانيول بني سنة 1921". وفي السياق نفسه اتجه بعض الباحثين والمتاب الصحافيين. وورد في مقال بعنوان :"" المسرخ الوطني العربي" للباحث الكاطلاني JOSEP LIUIS MATEO DIESTE المتخصص في موضوع العلاقات المغربية الإسبانية على عهد الحماية، بأن مسرح إسبانيول تم تدشينه سنة 1924. أما الكاتب الإسباني (ابن تطوان)" ايكناسيو الكاراز كانوفاس « ignacoi alcaraz canovas » في مقال له عن "تطوان والمسرح"، المنشور باللغة الإسبانية بنشرة "المدينة la madina" سنة 2005 فيجعل تاريخ بناية مسرح إسبانيول سنة 1927. وجاء في كتاب "تطوان دليل معمار المدينة الأوربية el ensanche (1913-1956) إعداد : fernando Domingues و julio Malo Malina ، طبع بإشبيلية سنة 1996 بمساهمة الحكومة الأندلسية والجماعة الحضرية لمدينة تطوان، والوكالة الغسبانية للتعاون الدولي : "أن مسرح إسبانيول شيد في عقد التلاثينيات ". وهو خطأ آخر ينضاف إلى الأخطاء العديدة المتعلقة بتحديد ميلاد هذه المعلمة الفنية الكبرى ، حيث الصواب هو سنة 1923، كما تشير بوضوح، وتؤكد عليه جميع صحف تلك المرحلة التي شهد مراسلوها وقائع حفل وضع الحجر الأساس ثم حفل الافتتاح والتدشين. ومنها : جريدة الإصلاح في عددها 109، الصادر بتاريخ 06 دجنبر 1923، ص: 3، وجريدة شمال إيفريقيا El Norto de A'frica في عددها 2244،بتاريخ 25 نوفمبر 1923، الصفحة الأولى (الواجهة )، وجريدة صدى تطوان El Eco de Tetuan في عددها 3254، بتاريخ 26 نوفمبر 1923، الصفحة الأولى (الواجهة) .
يتبع
عن كتاب /مسرح اسبانيول ذاكرة تطوان الفنية - الزبير بن الأمين-
