إنه رهيف الإحساس، شديد التأثر، تجرفه عواطفه، فيهب مندفعا لاتخاذ المواقف، مدافعا عن حق الشعوب في مناهضة القمع والتمييز العنصري والتخلف والنضال من أجل إقامة سلام عادل ودائم في المعمور. المهدي المنجرة (خبير مستقبلي). – ولد بمدينة تطوان يوم 26 أكتوبر سنة 1945. تربى، وهو يعشق الفن التشكيلي، وكثيرا ما ضايق والديه، الحاج محمد بن يسف والحاجة رقية الصردو بسبب ما كان يحدثه من أوساخ بصباغاته على جدران الغرف وكراسي المنزل. – أثناء دراسته الإبتدائية بالمعهد الحر والثانوية في ثانوية القاضي عياض، كان يتلقى دروسا ليلية في فن الرسم بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان. وكان جل أساتذتها من الإسبان. وفي الموسم الدراسي (1962- 1963)، التحق رسميا بمدرسة الفنون الجميلة، وقضى بها 3 سنوات. – سنة 1967، التحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بإشبيلية، وأثناء دراسته بها حصل على ثلاث جوائز، كانت تسلم آنذاك. وهي: الجائزة الأولى في الصباغة والجائزة الأولى في الرسم الكلاسيكي، إضافة إلى منحة المناظر الطبيعية، التي خولت له الإقامة في مؤسسة "رودريغيز أوكستا" بغرناطة، وإقامة معرض، خصص فيه لوحاته المعروضة لتلك المناظر الطبيعية. – كان أول معرض له في الهواء الطلق بشارع محمد الخامس في تطوان عام 1963 رفقة رسامين آخرين. منهم الفنان محمد الدريسي، وكان أول معرض له بإشبيلية سنة 1967، رسم جل لوحاته على صناديق السمك. – 1967، تلقى دعوة من مدير مؤسسة "اتينيو" بمدريد، لعرض لوحاته بقاعة "البرادو"، وهو ما تم سنة 1970، وكان بذلك أصغر رسام سنا، عرض في تلك القاعة، مما دفع ناقدا إسبانيا إلى القول: "إن أعمال بن يسف تفوق سنة". – طبعت بعض لوحاته على الأوراق المالية والنقدية المغربية، مثل الورقة المالية من فئة 100 درهم. ثم ضربها على قطعة نقدية بمناسبة الذكرى 25 لتولي الملك الحسن الثاني العرش. أنشأ جدارية فنية من الخزف، وضعت بواجهة ملعب "سانشيس بيس خوان" بإشبيلية، بمناسبة الذكرى المائوية لتأسيس فريق إشبيلية لكرة القدم. – 8 مارس 1973، أقام معرضا فرديا برواق قاعة "غودي"، ببرشلونة. وكان هذا المعرض الثالث في تاريخ هذه القاعة، بعد افتتاحها من طرف الرسام العالمي سالفادور دالي، وانطلاقا من هذا المعرض، أقام أحمد بن يسف معارض فردية في مختلف عواصم العالم، مما جعله فنانا كونيا. – أنجز منحوتة، كرمز لجائزة رسمية سنوية تدعى "جائزة نودو بين الثقافات"، يسلمها عمدة إشبيلية لأبرز الشخصيات العالمية، وفاز بها كل من كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والممثلة الأمريكية ماري فارو، وإدوارد دي صوصار حاكم ولاية الأمازون، ورئيس الحكومة التركية طيب رجب أردوكان. – يقول أحمد بن يسف: "موضوع ومحور عملي دائما هو الإنسان، سواء في تجلياته الفردية أو الجماعية، حتى يكون حضوره وبوحه أقوى. وفيما يخص تقنية عملي فهي كلاسيكية، أفضل جر الفرشاة على الخشب أو القماش، وبهذا لا أكون قد اكتشفت شيئا، لا أحب أن أبدو متواضعا، بل صادقا". – في سنة 2008، نشرت جريدة "الإتحاد الاشتراكي" على مدى 34 يوما متتاليا، السيرة الذاتية لأحمد بن يسف، تحت عنوان: "بيوغرافيا فنان عبقري"، أنجزها الكاتب الصحافي حسن بيريش. – وصفه الإعلامي خالد مشبال في عموده "حالة شرود" بجريدة "الشمال"، قائلا: "سيظل أحمد بن يسف يصعد سلما بطول الأرض والسماء، لعله يرسم حركة النجوم الهاربة من ضوء الشمس". نقلا عن كتاب رجال من تطوان للمؤلفان: محمد البشير المسري -حسن بيريش منشورات جمعية تطاون أسمير (بريس تطوان) يتبع...