في سياق تزايد القلق بشأن الأثر البيئي والصحي للنفايات الدوائية، وجه أمين بوزوبع، الكاتب العام لكونفدرالية نقابة صيادلة المغرب، تحذيرا صارما حول خطورة التخلص العشوائي من الأدوية المنتهية الصلاحية، داعيا إلى التعامل معها ك"نفايات خطرة" تستلزم بروتوكولات خاصة في الجمع والمعالجة. وفق تصريح بوزوبع، فإن تكدس الأدوية المتبقية أو المنتهية الصلاحية في البيوت المغربية يمثل تهديدا صامتا، خصوصا للأطفال الذين قد يتناولونها بالخطأ. وأضاف أن "الدواء بعد انتهاء صلاحيته قد يتحول من وسيلة للعلاج إلى أداة للتسمم أو الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة، كما أن تخزينه بشكل عشوائي قد يعرض الأسرة كلها لمخاطر غير محسوبة". لا يقف الخطر عند حد التسمم أو سوء الاستعمال، بل يمتد إلى البيئة فكما أوضح المتحدث، فإن "رمي الأدوية في القمامة أو في المراحيض يهدد المنظومة البيئية برمتها"، إذ تحتوي بعض الأدوية على مواد فعالة يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية أو المجاري المائية، مما يؤدي إلى تلويث مصادر المياه وإلحاق أضرار بالكائنات الحية. يشدد بوزوبع على أن المغرب يتوفر على منظومة وطنية لإتلاف الأدوية المنتهية الصلاحية، تشمل الصيدليات وشركات توزيع الأدوية والمختبرات المصنعة، تحت إشراف لجان مختصة من وزارة الصحة. غير أن "الخلل يكمن في ضعف الوعي لدى المواطنين وعدم انخراطهم الفعلي في هذه السلسلة"، حسب قوله. وأوضح أن الصيدليات مزودة بأنظمة معلوماتية لتتبع وجمع هذه الأدوية، والتي تسلم لاحقا لشركات التوزيع التي تقوم بفرزها وإعادتها للمختبرات المختصة لإتلافها بطريقة علمية، غالبا عن طريق الحرق تحت درجات حرارة عالية في أفران خاصة، تراعي المعايير الدولية للسلامة البيئية. المثير للقلق، حسب بوزوبع، هو أن العديد من المواطنين يحتفظون ببقايا الأدوية في منازلهم لاستخدامها لاحقا دون وصفة طبية. وقال إن "هذا السلوك يعكس ثقافة صحية خاطئة قد تؤدي إلى تفاعلات دوائية خطيرة، خصوصا وأن الحالة الصحية تتغير من وقت إلى آخر". لا يقف الخطر عند حد التسمم أو سوء الاستعمال، بل يمتد إلى البيئة، فكما أوضح المتحدث، فإن "رمي الأدوية في القمامة أو في المراحيض يهدد المنظومة البيئية برمتها"، إذ تحتوي بعض الأدوية على مواد فعالة يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية أو المجاري المائية مما يؤدي إلى تلويث مصادر المياه وإلحاق أضرار بالكائنات الحية. دراسات دولية عدة، من بينها تقارير منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، حذرت من تراكم الأدوية في البيئة، حيث وجدت آثار مضادات حيوية ومسكنات في أنهار متعددة حول العالم، ما أدى إلى نشوء "بكتيريا فائقة المقاومة" وتضرر الثروة السمكية.