أطلقت الجامعة الوطنية للتخييم، بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل أولى الخطوات العملية لتفعيل مشروع المخيمات الدامجة وذلك من خلال تنظيم دورة تكوينية أولى بمدينة الدارالبيضاء، في الفترة ما بين 12 و15 يونيو 2025، تحت شعار: "من أجل مخيمات دامجة للجميع". واستقطبت الدورة التكوينية أزيد من 40 إطارا تربويا ومديرا من مختلف جهات المملكة، حيث انخرطوا في ورشات تدريبية متخصصة تناولت مفاهيم الإدماج التربوي، وسبل التعامل المهني مع الأطفال في وضعية إعاقة داخل الفضاءات التخييمية. وأطلقت الجامعة، بالموازاة مع البرنامج التكويني سلسلة لقاءات تفاعلية مع خبراء وفاعلين في مجال الإعاقة، كما خصصت جلسات استماع مباشرة مع أطفال في وضعية إعاقة وأسرهم بهدف رصد التحديات اليومية ومواءمة برامج التخييم مع احتياجاتهم الفعلية. وأكدت الجامعة الوطنية للتخييم، في بيان توصلت "رسالة 24" بنسخة منه، التزامها التام بتفعيل مقتضيات المادة 30 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والتي تنص على ضمان المشاركة الكاملة لهؤلاء الأشخاص في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية دون تمييز. وفي هذا الإطار، باشرت الجامعة خطوات ملموسة لإدماج الأطفال ذوي الإعاقة في العرض الوطني للتخييم، عبر تأهيل أطر تربوية متخصصة وتكوين مكونين قادرين على ضمان ظروف استقبال آمنة وشاملة لهذه الفئة. وأعلنت الجامعة عزمها إطلاق مخيمات صيفية دامجة تجمع بين الأطفال الأسوياء وذوي الإعاقة في تجربة تربوية هادفة تسعى إلى كسر الصور النمطية وترسيخ ثقافة التعدد والاندماج المجتمعي داخل الفضاءات الترفيهية. ولضمان استمرارية المشروع على المدى الطويل كشفت الجامعة عن اعتماد آلية تمويل وتنسيق تشاركية مع مختلف الشركاء المؤسساتيين والمدنيين إلى جانب إعداد دليل مرجعي للإدماج يستند إلى معايير الجودة الدولية ISO، سيوجه مراحل تنفيذ وتقييم هذا الورش الوطني. ودعت الجامعة الوطنية للتخييم الحكومة المغربية إلى تعزيز مفاهيم التربية الدامجة عبر ملاءمة البنيات والأنشطة، وتوفير الشروط الفنية والبشرية لضمان مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة في مختلف البرامج التربوية. كما أوصت بضرورة دعم الجمعيات المتخصصة وتكوين أطرها في مجال التنشيط الإدماجي، والعمل على توحيد المفاهيم والمصطلحات ذات الصلة بالإعاقة داخل الوثائق والسياسات الرسمية بما يضمن انسجامًا لغويا ومؤسساتيا. وطالبت الجامعة بإطلاق سياسة عمومية شاملة موجهة لفئة الأشخاص في وضعية إعاقة، تتوزع فيها المسؤوليات بوضوح بين مختلف القطاعات الحكومية المعنية، وتتوج بميثاق شرف يلزم جميع المتدخلين باحترام مبادئ الكرامة والسرية وعدم التمييز. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها خطوة محورية نحو جعل المخيمات الصيفية فضاءات شاملة وعادلة تعزز قيم المواطنة والعيش المشترك، وتمنح جميع الأطفال فرصة متساوية في الترفيه والتعلم.